\r\n \r\n ي رسم كاريكاتوري للمخرج السنيمائي الروسي إيفان سايدلنيكوف نشر قبل عدة أيام ظهر الرئيس بوتين يمشي بمهارة على حبل مشدود تم نصبه في الغرفة التي تشهد انعقاد القمة مستخدما خطوط أنابيب النفط لكي يحافظ على توازنه فيما يقوم بإبعاد تحديات قدمتها شخصيات بدون وجوه ترمز إلى قادة الدول الثماني الذين يحاولون استخدام قضايا مثل حقوق الانسان وأمن الطاقة يفقدوه توازنه. \r\n وربما كان هناك إجماع واضح بين المحللين الروس جميعهم في تقييمهم للقمة على انها تمثل نقطة تحول بارزة وعودة قوية وتامة لروسيا إلى مصاف الدول التي تتولى زمام قيادة العالم. \r\n ومن الانطباعات التي سمعتها بنفسي إن أداء بوتين كمضيف لقمة الثماني قد أنهى بشكل فاعل الصورة الضعيفة التي خلفها الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين كرئيس مريض يذعن لما يمليه عليه الغرب مقابل حصوله على شرف الظهور ضمن مجموعة قادة الدول السبع في ذلك الوقت. \r\n وحتى إخفاق روسيا في التوصل إلى إتفاق مع الولاياتالمتحدة حول انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية ينظر اليه على أنه دفاع شجاع عن المصالح القومية الروسية كما أنه إشارة على أن بوتين - خلاف يلتسين - ليس متلهفا وراء الحصول على الموافقة إلى الحد الذي يجعله يخضع لكل ما يمليه الاميركيون من مطالب. \r\n كما أن معظم الروس يشعرون أيضا أن سُحب التشككات حول فعالية اندماج روسيا في عضوية مجموعة الثماني قد تبددت تماما. \r\n وأكثر من ذلك فقد ذهب المعلق التلفزيوني أليكسي بوشكوف خلال إيجاز عقدته مجلة (ناشونال انترست) الفصلية في مكان انعقاد القمة إلى القول بأن الاسباب الثلاثة التي كانت تتردد دائما حول عدم كفاءة روسيا لعضوية مجموعة الثمان بأن روسيا ليست ديموقراطية بشكل كاف وأنها ليست دولة غنية كما أن هناك مشاكل بينها وبين جاراتها ، وجميع تلك الأسباب غير ذات صلة بجوهر الأمر. \r\n والواقع فروسيا بمكانتها الجيوسياسية وقدراتها كقوة عظمى في مجال الطاقة فإن اي من القضايا المطروحة التي تواجه المجتمع الدولي لا يمكن ان يصل فيها إلى حل في إذا غابت روسيا. \r\n وقد اوردت صحيفة سان بطرسبيرغ تايمز التي تصدر باللغة الانكليزية نتائج استطلاع للرأي اتفق فيه 55% من المشاركين الروس مع بوشكوف فيما ذهب إليه، فموقف روسيا يتحدد بقوتها كمنتج للطاقة وبموقعها الاستراتيجي. \r\n كما ان الطريقة التي سلكها بوتين لإظهار نفسه وروسيا كنقطتي توازن قد حظي بتركيز كبير من وسائل الإعلام الروسية على عكس ما ذهب اليه محللون غربيون بتصويرهم أن قمة سان بطرسبيرغ سوف تجمع سبع ديموقراطيات في مواجهة روسيا. فقد أظهرت روسيا قدرة على تكوين تفاهمات فنية مع باقي الشركاء ( مع فرنسا على سبيل المثال حول ازمة الشرق الأوسط) وذلك سعيا لضمان ان رؤية روسيا تسترعي لها كل الانتباه. \r\n كما ان الجلسات التي عقدها بوتين مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سنغ والرئيس الصيني هو جينتاو اكدت على دور روسيا كحلقة وصل بين الغرب والقوتان الرئيسيتان في آسيا. إلى جانب ان بوتين قد أحرز انتصارا سياسيا على الصعيد الداخلي. ويتفق معظم الروس مع وجهة نظر الغرب أن قمة الثمان لا تبدو على أنها منظمة فاعلة ، إلا أنه طالما بقيت النظرة إلى تلك المائدة المستديرة على أنها لقاء يجمع القوى العظمى في العالم فهم يحرصون على وجود مقعد لهم فيها. \r\n وحتى إذا كانت القمة لم تتمخض سوى عن مبادرات كبرى محدودة للغاية إلا أن بوتين قد خرج منها بقناعة ورضا انه قد استطاع أن يحقق هدفه في تقوية صورة روسيا ومكانتها القومية التي تفتخر بها وكذا المساهمة في تدعيم مكانته على أنه الرجل الذي نقل روسيا إلى مكانتها الجديدة. \r\n \r\n نيكولاس غفوسديف \r\n محرر صحيفة ناشونال انترست الفصلية التي تهتم بالقضايا الدولية \r\n خدمة انترناشونال هيرالد تربيون خاص ب(الوطن)