وحسبما ذكرت احدى المنظمات المتخصصة المسماة «أنديم»‚ فإن القيمة الاجمالية للرشاوى قد تضاعفت اكثر من عشر مرات خلال السنوات الاربع الماضية‚ التحقيقات التي تجرى الآن غالباً ما تقود المحققين نحو كبار المسؤولين في الحكومة‚ \r\n \r\n التحقيقات الغربية التي تمت بشأن دور البنك التجاري في التحكم بأسهم احدى شركات الاتصالات الروسية القابضة لم تؤد فقط الى استقالة المدير التنفيذي للشركة‚ وانما كشفت عن وجود عمليات خصخصة تمت في الخفاء لقطاع الاتصالات الروسية خلال التسعينيات‚ \r\n \r\n الشركة القابضة تلك أقيمت في عهد يلتسين على يد ليونيد رايمان الذي ادار شركة تليفونات سانت بيتربيرغ عندما كان بوتين يشغل منصب نائب العمدة ويشغل رايمان الآن منصب وزير الاتصالات‚ \r\n \r\n لروسيا تاريخ طويل في دفع الرشاوى‚ بعض الاقتصاديين يدافع عن دفع هذه الرشاوى على اعتبار انها توفر «زيت التشحيم» للانظمة الحكومية المركزية التي سادت خلال حكم القياصرة ثم استمرت خلال الحقبة الشيوعية ثم لا تزال مستمرة في فترة ما بعد الشيوعية‚ \r\n \r\n الرشاوى شهدت انتعاشا لامثيل له خلال الحقبة السوفياتية بسبب كثرة القيود والانظمة التي كانت مطبقة خلال تلك الفترة ولم يكن بالامكان تجاوزها الا من خلال الدفع لمن بيده الحل والربط‚ الآن تشهد روسيا مرحلة جديدة من انتعاش عالم الرشاوى حيث زاد الاقبال على دفعها وزاد في المقابل عدد القابضين بعد ان انتعشت آمال الكرملين بتحطيم مجموعة يوكوس النفطية التي يمتلكها ميخائيل كودوركوفسكي‚ \r\n \r\n التطورات الخاصة بهذه القضية كما تقول «أنديم» فتحت شهية قابضي الرشاوى الحكوميين على المطالبة بالمزيد‚ وفي نفس الوقت اثارت مخاوف الشركات الدافعة للرشاوى‚ \r\n \r\n بالنسبة للمواطنين الروس العاديين فانهم يدفعون الآن مبالغ اكبر من اي وقت مضى من أجل حماية اولادهم والحيلولة دون ارسالهم للخدمة في الجيش الروسي العامل في الشيشان‚ \r\n \r\n الرئيس بوتين ملتزم من الناحية العلنية بالقضاء على الارهاب ومع ذلك من الممكن ان يلجأ لترتيب اجراء تحقيقات زائفة مع ميخائيل كسيانوف رئيس الوزراءالذي اقاله بوتين في العام الماضي‚ وذلك لأهداف سياسية‚ \r\n \r\n ان الطريقة الوحيدة لمعالجة هذه المشكلة هي تقوية التفتيش والتوازنات السياسية وليس اضعافها‚ في زمن يلتسين كانت توجد هناك معارضة برلمانية قوية وتنوع كبير في وسائل الاعلام المختلفة وهو شيء مفقود الآن في عهد بوتين‚ \r\n \r\n في هذه الاثناء يتوجب على المديرين التنفيذيين الغربيين والحكومات الغربية اجراء توازن ما بين تكاليف ومنافع التعاون والتعامل مع روسيا‚ \r\n \r\n ارتفاع اسعار النفط افاد روسيا كثيراً وجعلها في وضع دفعها بعيداً عن الحاجة للغرب‚ \r\n \r\n ان اكثر ما يهم روسيا الآن هو انجاح مؤتمر قمة الثماني الذي سيعقد في العام القادم‚ وهو أمر تعطيه الكثير من الاهمية‚ ويمكن للغرب ان يستغل هذه الفرصة لدفع بوتين ومساعديه للالتزام بالتصرفات السليمة والحكيمة‚ \r\n