الكاتب ألكسندر أدلر خصص مقاله التحليلي في صفحات الرأي بلوفيغارو هذا الأسبوع لروسيا بوتين والمقالب التي يدبرها الآن "قيصر" الكريملين للبقاء في السلطة عملياً، حتي بعد خروجه رسمياً من رئاسة روسيا بعد سنتين. ويري أدلر أن ثمة عدة نزعات تتجاذب الآن الرئيس بوتين. ويمكن إيجاد سياقات مفهومة لها من تاريخ روسيا فما يريده بوتين هو استمرار مشروعه السياسي أولاً وهو مشروع يدافع عن المركزية ويناكف سلطات الأقاليم في الإمبراطورية الروسية مترامية الأطراف. كما انه يعتمد علي تكنوقراطية حداثية قابضة فيها شيء من نزعات الاقطاع العمودي التقليدي الروسي كتلك التي ورثها سلفه يلتسين والتي ظل يتخبط في مواجهاتها، ليخرج من كل ذلك بإخفاق ذريع لمساعيه في إلغاء المركزية من خلال تجارب خصخصة هي الأكثر راديكالية، والأكثر إضحاكاً أيضا في تاريخ روسيا كله. ولئن كان بوتين نجح في مقاومة إغراء نصائح بعض أسوأ مستشاريه له بتعديل الدستور لكي يسمح له ذلك بالترشح لفترة رئاسية ثالثةش فإنه ربما لم يحقق النجاح نفسه في مقاومة رغباته الشخصية وأهوائه في البقاء في موقع التأثير، حيث يسود الاعتقاد بأنه "سيطبخ" الآن خلفا له، ويتولي هو المسئولية عن أكبر شركة نفط روسية، ليصبح "قيصر" لأهم مصادر الثروة في البلد، خاصة أنه ازاح بقسوة من طريقه منافسين آخرين في صناعة البترول علي رأسهم الملياردير ميخائيل خوردركوفسكي وشركته "يوكوس". وكدليل آخر علي هذه الخطة يأتي إقحام بوتين لصديقه الحميم جيرهارد شرودر في أمور شركة النفط الروسية "غازبروم"، ربما لكي يسخن المقعد تمهيداً لوصول بوتين إليه، كما لا تخلو من دلالة وإسقاطات مستقبلية أيضاً استقالة مستشار بوتين الاقتصادي أندريه إلاريونوف مؤخرا. ومن مميزات هذا السيناريو الإضافية الأخري أن بوتين سيظل مؤثرا ايضا في علاقات روسيا الخارجية، من خلال التحكم في إمدادات النفط والغاز إلي أوكرانيا ودول أوروبا وغيرها. "الفيجارو"