\r\n في نفس الوقت يرى المحللون ان العرض الغربي كان له وقع حسن في نفوس القادة الإيرانيين، خاصة فيما يتعلق بالحوافز التي تدعمها أميركا وهو شيء ترى فيه إيران اعترافا بدورها الأمني وهو شيء سعت منذ وقت طويل إلى تحقيقه. \r\n \r\n يقول المحلل ناصر هاديان الذي يصف نفسه بأنه صديق للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد: لا شك انهم جادون بشأن العرض وهم يدرسونه الآن وبتمعن وعمق. \r\n \r\n لم تقدم إيران حتى الآن أي تلميح باستعدادها للتخلي عن عملية التخصيب وهو المطلب الأساسي الذي يركز عليه الغرب والذي من أجله يقدم الكثير من الحوافز لطهران من أجل تشجيعها على قبوله، إيران ذكرت بدورها أنها سترد على المقترحات الغربية بحلول أواخر أغسطس، وقد لمح بعض المسؤولين إلى أن إيران ستفاوض على مدى تعليق التخصيب وليس على وقفه بالكامل وهو شيء يمكن أن ينسف العرض الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا. \r\n \r\n المناقشات الجارية في طهران تشارك بها مجموعات كبيرة من الساسة والفنيين الايرانيين بمن فيهم أفراد في فريق التفاوض النووي السابق الذي انتقده المحافظون بسبب قبوله تعليق عملية التخصيب وهو تعليق انهار في النهاية في العام الماضي. \r\n \r\n آراء المسؤولين الايرانيين تتفاوت من الرفض اللا مشروط، إلى ما يمكن ان يوصف بموقف راديكالي للغاية، يطالب باستمرار ايران بتشغيل ماكينات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم دون ضخ الغاز المعروف ب «يو. إف 60»، الذي يستخدم لتخصيب الوقود. \r\n \r\n وقال هاديان ان بعض القادة الإيرانيين يقترح الاستمرار في تشغيل موقع به 164 آلة للطرد المركزي وهو عدد قليل لا يشكل أي تهديد حقيقي في المجال النووي مع التزامها بوقف أي خطط لإجراء التخصيب الصناعي واسع النطاق. \r\n \r\n ولا يعرف أحد ماذا سيكون رد القوى الست إذا ما جاء رد ايران أقل من التعليق الكامل لعملية التخصيب؟ \r\n \r\n يقول المحللون ان ايران ربما تشعر ان بإمكانها ممارسة الضغوط من أجل الحصول على الامتيازات كون الولاياتالمتحدة متورطة في العراق وليس بوسعها بدء أزمة أخرى مع دولة أخرى في هذه الظروف. \r\n \r\n ويقول المحللون ان ايران تدرك انه ليس بوسعها رفض العرض الغربي بالكامل، خاصة أنه يحظى بدعم روسيا والصين اللتين تعارضان حتى الآن فرض أي عقوبات على إيران. \r\n \r\n يقول أحد المحللين السياسيين الايرانيين: ان قادة ايران يدركون أن الكرة الآن في ملعبهم وقول «لا» سيحولهم إلى خاسرين. \r\n \r\n صدرت بعض التعليقات الايجابية عن القادة الايرانيين بشأن العرض المقدم لهم وليس بوسعهم رفضه بالكامل كما سبق وفعلوا ذلك مع العرض الأوروبي الذي قدم في العام الماضي. \r\n \r\n وحتى الرئيس الإيراني المتشدد نفسه قال ان بلاده ستدرس العرض بصورة معمقة. \r\n \r\n إن تركيبة وهيكلية سلطة اتخاذ القرار في إيران تزيد الأمر تعقيدا وتجعل من عملية اتخاذ القرار عملية طويلة تستغرق الكثير من الوقت، فالمرشد الروحي آية الله علي خامنئي سيكون له القول الفيصل في الموضوع، ولم يصدر عنه ما يشير إلى إمكانية قبول أو رفض إيران للعرض المقدم وان كان قد أصر على ان إيران لن تخضع للضغوط. \r\n \r\n المناقشات ستكون مضنية، حيث تنظر الحكومة لموضوع التخصيب وللبرنامج النووي ككل على أنه مصدر للفخر القومي ووعدت علنا بأنها لن تتخلى عنه. \r\n \r\n وقد قال علي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الايرانيين بأن المقترحات الأخيرة بحاجة لبعض التوضيحات، وان كان موجود بها العديد من العناصر الايجابية بما فيها انضمام ايران إلى حوار أمني اقليمي وهو أمر ترى فيه إيران أنه اعتراف بها كقوة اقليمية. \r\n