\r\n واكد احمدي نجاد بعد انتصاره المفاجئ والمدوي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 24 حزيران/يونيو 2005 ان \"ثورة اسلامية ثانية حدثت بفضل دم الشهداء، وستقتلع ثورة العام 1384 (العام الحالي وفقا للتقويم الزمني الايراني)، ان شاء الله، جذور الظلم من العالم\". \r\n \r\n واكد الرئيس المتشدد في اشارة الى الولاياتالمتحدة \"عهد القمع والنظام المهيمن والتسلط والظلم ولى\" مضيفا ان \"موجة الثورة الاسلامية ستطال العالم اجمع قريبا\". \r\n \r\n وبعد عام على هذه التصريحات، نجح الرئيس الايراني في استقطاب دعم لسياسته الخارجية في العالم الاسلامي بمقدار ما نجح سلفه محمد خاتمي على الاقل، وان كانت \"موجة\" الثورة لم تطل العالم اجمع بعد، كما توقع. \r\n \r\n وجاء البيان الصادر الاربعاء عن منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 دولة اسلامية والذي يدعم حق ايران في متابعة تطوير برنامجها النووي ليظهر مدى الدعم الذي تتمتع به طهران بين الدول الاسلامية. \r\n \r\n ودعت المنظمة خصوصا الى معاودة المفاوضات من \"دون شروط مسبقة\" مع القوى العظمى التي تصر على ان تعلق طهران تخصيب اليوانيوم قبل اي مفاوضات. \r\n \r\n وتزامن تسلم احمدي نجاد مهامه في آب/اغسطس 2005 مع ازمة جديدة في الملف النووي، اذ اعلنت ايران حينها انها عادت الى تحويل اليورانيوم الذي يمهد للتخصيب. \r\n \r\n بيد ان سفراء اجانب في طهران يؤكدون ان الرئيس احمدي نجاد مسؤول جزئيا فقط عن التشدد في السياسة الايرانية اذ يرون انه بدأ فعليا مع تعيين المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي لعلي لاريجاني على رأس المجلس الاعلى للامن القومي، مع تكليفه بدء المفاوضات حول الملف النووي. \r\n \r\n بيد ان احمدي نجاد سرعان ما تحول الى المدافع الاول عن هذا البرنامج، مكررا التصريحات عن \"حق\" ايران بامتلاك دورة الوقود النووي الذي يستعمل لغايات سلمية، في وقت يخشى الغربيون ان تسعى طهران الى امتلاك السلاح النووي انطلاقا من قدرتها على تخصيب اليورانيوم. \r\n \r\n وفي 11 نيسان/ابريل، اعتبر احمدي نجاد ان \"ايران انضمت الى الدول النووية\" بمناسبة الاعلان، في اليوم عينه، ان بلاده نجحت في تخصيب اليورانيوم. \r\n \r\n وفجر احمدي نجاد مفأجاة عندما وجه رسالة الى الرئيس الاميركي جورج بوش، وهو الذي استمر في اطلاق تصريحاته التقليدية عن ان ايران لن تتخلى \"ابدا\" عن برنامجها النووي. \r\n \r\n فرغم غياب اي علاقة رسمية بين طهرانوواشنطن منذ اكثر من 26 عاما، وجه الرئيس الايراني رسالة الى الرئيس الاميركي انتقد فيها بشدة سياسات واشنطن الداخلية والخارجية. \r\n \r\n وحمل احمدي نجاد في هذه الرسالة كما في تصريحاته، الولاياتالمتحدة المسؤولية عن كل المشاكل التي يعاني العالم منها تقريبا، متبنيا موقف الدفاع عن حق الامم التي اعتبر انها تخضع للهيمنة الاميركية، بالعدالة والازدهار . \r\n \r\n ويقترب خطاب الرئيس الايراني من خطاب نظيره الفنزويلي الرئيس الشعبوي هوغو شافيز. وتشيد الصحافة الايرانية دوريا بخطابات شافيز التي ينتقد فيها الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n بيد ان الرئيس الايراني يتمايز عن شافيز بهجماته الكلامية العنيفة على اسرائيل. فبعد ان اعتبر في تشرين الاول/اوكتوبر 2005 ان الدولة العبرية يجب ان \"تمحى عن الخارطة\"، اقترح بعد شهرين على ذلك ان تستضيف المانيا والنمسا اسرائيل على اراضيهما اذا كان هذان البلدان يعتبران انهما مسؤولان عن المحرقة اليهودية في الحرب العالمية الثانية. \r\n \r\n ومع انه اثار عاصفة من الاحتجاجات في العالم، الا ان الرئيس الايراني جدد خطاباته التي شككت بالحقيقة التاريخية للمحرقة التي وصفها بانها \"اسطورة\".