\r\n و لتجد مثالاً تقليدياً للسبب الذي دفع العرب إلى كراهيتنا، انظر إلى ما يجري في غزة والضفة الغربية. حيث، فُرض على الفلسطينيين قطعٌ وحشي للمساعدات بقيادة إسرائيل والولاياتالمتحدة وذلك لقيامهم بالتصويت في الانتخابات الحرة بصورة اعتقد البعض أنها خطأ. \r\n \r\n \r\n وبعد فوز حماس مباشرةً، أوقفت إسرائيل تحويل حصة السلطة الفلسطينية من عائدات الضرائب والرسوم الجمركية والتي تقدر ب 55 مليون دولار. وطالبت أوروبا والولاياتالمتحدة أيضاً بإنهاء كل المساعدات التي كانت تقدمها للسلطة الفلسطينية إلى أن تقوم حماس بوقف «الإرهاب» والاعتراف بإسرائيل ونزع السلاح. \r\n \r\n \r\n واستجاب الرئيس بوش لطلبها رغم أنه كان يقود حملة واسعة النطاق من أجل إرساء الديمقراطية. الآن وعلى امتداد أشهر تم إيقاف المساعدات الأميركية والأوروبية التي كانت تتلقاها السلطة الفلسطينية، والتي كانت تشكل نصف ميزانيتها. \r\n \r\n \r\n وقد ظهرت النتائج الأولى لهذا الأمر. حيث قالت صحيفة «فايننشيال تايمز» إن «الجراحين في أكبر مستشفيات غزة. أرجأوا الجراحات غير الأساسية بسبب نقص المعدات والخيوط وعقاقير التخدير اللازمة لإجراء العمليات الجراحية». \r\n \r\n \r\n كما أن العاملين في وكالة الحماية البيئية لا يملكون النقود لتعبئة البنزين كي يراقبوا مياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع بإدخال مخزون المياه. قرابة 150000 من الموظفين المدنيين 60000 منهم من عناصر الأمن لم يقبضوا رواتبهم منذ أشهر. \r\n \r\n \r\n ويجب أن تقوم محلات السوبر ماركت بتمديد مدة سداد الديون للزبائن غير القادرين على شراء المواد الغذائية. وتروي صحيفة «واشنطن بوست» حادثة توضح ما يجري الآن. حيث تقول: «وقفت ناهد الزعيم في سوق الذهب وهي تحدق في خاتم زواجها الذي منحها إياه زوجها وهو ضابط شرطة فلسطيني قبل ستة أعوام . وضعته على طاولة زجاجية تعرضه للبيع، شأن العديد من زوجات موظفي القطاع العام الذين لم يقبضوا رواتبهم منذ شهرين». \r\n \r\n \r\n تقول ناهد وهي محجبة إنها كانت في أمس الحاجة إلى المال الذي ستحصل عليه ببيعها خاتم الزواج كي تشتري حفاضات ومكملات الحليب لأطفالها الثلاثة بمن فيهم حازم ذو الأربعة أعوام الذي كان يشد طرف ثوبها في ذلك الأصيل الصاخب.وأضافت المرأة البالغة من العمر 28 عاماً متحدثةً عن خاتمها «هذا آخر ما عندنا، لم يعد لدينا المزيد». \r\n \r\n \r\n وقد وصف الرئيس الأميركي وودرو ولسون هذه العقوبات بأنها «العلاج الصامت المؤدي للهلاك». فضحاياها دائماً هم المرضى والكهول والنساء والأطفال. \r\n \r\n \r\n في مارس الماضي، تنبأ البنك الدولي بأن قطع المساعدات سيؤدي إلى انخفاض بمعدل 30% في دخل الفرد من الفلسطينيين. و يرى البنك الآن أن هذا التنبؤ «متفائل للغاية» ويتوقع أن يكون هذا العام هو «الأسوأ في التاريخ الاقتصادي لغزة والضفة الغربية». \r\n \r\n \r\n وقد اندلعت صدامات عنيفة بين حركتي حماس وفتح بالفعل. كما أن هناك خطر حدوث انهيار للسلطة الفلسطينية و فوضى. وأخيراً في التاسع من مايو الماضي تحت ضغط أوروبي- تراجعت الولاياتالمتحدة وبدأ مجرى المساعدات يشهد تدفقات محدودة. \r\n \r\n \r\n السؤال الذي يطرح نفسه هو: من إلى جانب القاعدة والذين يقومون بزرع القنابل الانتحارية من الممكن أن يستفيد من اضطهاد الفلسطينيين هكذا؟ هل يعتقد كل من الرئيس بوش أو وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس أن الفلسطينيين سيحترمون أميركا التي تسببت بشقاء أطفالهم، بعد أن طالبنا بهذه الانتخابات، وطالبنا حماس بالمشاركة، و بشّرنا بإخلاصنا للديمقراطية؟ \r\n \r\n \r\n كتب سكوت ولسون الصحافي في «واشنطن بوست» نقلاً عن الصيدلي مصطفى حسونة الذي يبلغ عمره 33 عاماً: «يبدو أن قطع المساعدات سيزيد من مشاعر الكراهية للولايات المتحدة وأساس المشكلة هو الغرب، وليس نحن. إذا كانوا لا يحترمون الديمقراطية، فلم يكن عليهم الدعوة إليها. نحن مع الحكومة التي اخترناها. وأنا صوتّ لها». \r\n \r\n \r\n ووفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز» فإن حماس تكسب أنصاراً لها لرفضها أن تسلم بهزيمتها. وقال خليل أبو ليلى أحد قادة حماس: «لقد أساؤوا فهم عقلية العرب. ومادام الضغط على حماس يزداد، فإن شعبيتها ستزيد». \r\n \r\n \r\n ويقول البيت الأبيض إنه لا يتفاوض مع الإرهابيين. ولكن عندما اضطررنا، تفاوضنا معهم. اجتمع فرانكلين ديلانو روزفلت وترومان بستالين في يالطا وبوتسدام. والتقى نيكسون القائد ماو تسي تونغ في بكين. وتفاوض كسينجر مع الفييت كونغ والفيتناميين الشماليين في باريس. وبوش دخل في تحالف مع حافظ الأسد في حرب الخليج. وقد دعا كلينتون عرفات للمجيء إلى البيت الأبيض عدة مرات. \r\n \r\n \r\n و شارك رابين وبيريس عرفات جائزة نوبل. وقد أعاد إليه نتنياهو مدينة الخليل. وعرض باراك عليه 95 بالمئة من الضفة الغربية. \r\n \r\n \r\n وقد تفاوض وكلاء بوش مع مهندس حادثة لوكربي لإقناع العقيد القذافي بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل. وفي عام 2004، سمى رجال بوش ذلك انتصاراً للدبلوماسية الأميركية علماً بأن نظام القذافي كان على رأس قائمة وزارة الخارجية الأميركية التي تضم الدول التي ترعى الإرهاب. \r\n \r\n \r\n تتمثل غاية السياسة الأميركية الإسرائيلية اليوم في معاقبة الفلسطينيين بسبب الكيفية التي صوتوا بها، ولإجبار حماس على الاستسلام أو لجعلها تنهار. كيف يمكن لهذه السياسة أن تكسب العقول والقلوب لصالح أميركا؟ \r\n \r\n \r\n وقد جرى وصف الإرهاب باعتباره شنا لحرب على الأبرياء وذلك لسحق القادة السياسيين. أليس هذا وصفاً مناسباً لما نفعله بالفلسطينيين؟ لا عجب إذاً أن يكرهنا العرب إلى هذا الحد. \r\n \r\n