\r\n بيد أن الخطر يكمن في أنه في أعقاب حالة العجز التي شهدتها ال 20 عاما الماضية وخصوصا سجل إدارة بوش الذي يوصم بالجهل والإهمال الأمر الذي يخفض من سقف توقعات إصدار أي تشريعات فاعلة في هذا الشأن لتحقيق تقدم حقيقي. \r\n وربما تجد المرافق وشركات الفحم وديترويت أنفسهم قادرين بسهولة على وضع شروط أي اتفاق محتمل يصوغ سياسة العشرين عاما المقبلة والراجح أن الاتفاق سيكون متواضعا للغاية في محاولته لكبح جماح انبعاثات الكربون ، بل قد يكون اتفاقا أسوأ مما سبقه. \r\n لقد أضعنا بالفعل العقدين الماضيين كاملين وأصبحنا الآن بحاجة حقيقية لا رمزية للعمل الجاد وقد حان وقته والسطور التالية موجهة للسياسيين الأميركيين لكي يرى كل منهم ما هو فاعل لمعالجة الاحتباس الحراري . \r\n إنها فقط قضية أخرى يجب أن تضاف إلى جدول اهتماماتهم أن يدركوا أن العلم الحديث يكشف أننا لم نقدر حجم وخطورة القضية الكارثية حق قدرها (مارست إدارة بوش ضغوطا لقمع أفكار جيمس هانسن عالم الأرصاد الجوية الذي يعمل في وكالة ناسا) فكل شئ متجمد على الأرض بدأ في الذوبان على نحو سريع وهو ما يهدد بسلب كوكبنا خلال العقود القادمة مقومات أساسية للحياة وقد يطال أثر ذلك الجيل الذي يولد حاليا فالخطاب السياسي بحاجة أن يعكس الحقائق الصارخة العاجلة التي يشهدها الواقع . \r\n هل الاقتراحات التي يقدمونها يمكن أن تحقق نتائج رقمية ملموسة - مثلا خفض انبعاثات الكربون بنسبة 50% ؟ بالقطع هم ليسوا في حاجة إلى تحقيق هذا الإنجاز بين عشية وضحاها ( مختلف الدول الأوروبية تبذل جهودها للوصول إلى ذلك في الفترة من 2030 الى 2050 ) إلا أن حدوث انخفاض حقيقي يقابله تباطؤ معدلات الانبعاثات يجب أن يبدأ خلال الأعوام القليلة القادمة وفق ما تذكره معظم الدراسات العلمية الحديثة ويتطلب ذلك أن تقوم وزارة الدفاع بتخصيص ميزانية للتطوير التقني وكذلك لتطبيق تلك التقنيات وعلى سبيل المثال هناك توربينات الرياح التي نعرفها . \r\n - هل يقصرون جهودهم داخل إطار تقنية واحدة فقط ؟ إن فكرة أن الطاقة النووية أو الفحم النظيف او الرياح يحمل أي منها مفاتيح الحل الذي يمكن أن يملأ فجوة الطاقة هي فكرة خاطئة ، عادة ما تحجب وراءها النقاش الفكري ما بين طرف وآخر وعلى ضوء حجم المشكلة فإن أرخص الحلول يمكن أن تبدأ بتقليل الكمية الهائلة من الطاقة المهدرة في نظامنا ، وهذا يتطلب دورا فاعلا من الأسواق . \r\n - هل يدركون أن التغير التقني وحده لا يمكنه ان يحقق نسبة ال 70% من التخفيض المطلوب في استخدامات الوقود العضوي للوصول الى استقرار المناخ ؟ نحن بحاجة الى تغييرات فعلية في التوجهات والسلوك والعادات ، وتلك التغييرات ممكنة (متوسط استخدامات الفرد الأوروبي من الطاقة يصل نصف استخدامات الأميركي الذي يعيش حياة رفاهية ) إلا أن السياسيين قد يشغلون انفسهم ومهام مناصبهم بقضايا تتراوح ما بين النقل الجماعي وأحجام السيارات. \r\n - وهل يتجنبون الدوافع بتقديم الصين والعالم الثالث ككبش فدء كما دأب معظم السياسيين ممن يراوغون تفاديا للقيام حتى بخطوات صغيرة مثل الالتزام باتفاق كيوتو ويصرون على أن الصين يجب أن تقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عندها بشكل متواز معنا هنا في الولاياتالمتحدة والواقع أن الصينيين الذين يستخدمون ما يوازي ثُمن كمية الطاقة بالنسبة للفرد مقارنة بنا، وهم لم يبدأوا في حرق كميات كبيرة من الوقود العضوي سوى مؤخرا بهدف انتشال الشعب من الفقر وليس بهدف التدليل والترف . \r\n وربما يتوارى الأمل من الناحية السياسية أن الصين وباقي دول العالم لن يقبلوا أن الغلاف الجوي ملك لنا وأننا قد ملأناه بالكربون والآن عليهم العثور على استراتيجية جديدة لتحقيق التطور وأملنا الوحيد وهو أيضا الحل الوحيد هو حدوث انتقال شامل في التقنية والموارد في نصف الكرة الجنوبي يمكن هذا الشطر من العالم أن يحقق تطورا بشكل مغاير . \r\n ومن الاقتراحات التي قد يكون الأخذ بها مجديا لنقل الأفكار السابقة إلى حيز التنفيذ ، فرض ضرائب كبيرة على الوقود العضوي لتشجيع تقليل استهلاك الطاقة وضرائب محدودة على استثمارت إنشاء طواحين هواء في الصين وربما يكون الخطر الذي يواجهنا بحاجة إلى قيادة سياسية عاقدة العزم على المواجهة والحل. \r\n \r\n * باحث مقيم بجامعة ميدلبيري ومؤلف كتاب \" نهاية الطبيعة\" عن الاحتباس الحراري \r\n خدمة لوس انجلوس تايمز وواشنطن بوست خاص بالوطن \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n