\r\n ويمكن أن تنضم بيرو إلى هذه المجموعة بعد انتهاء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يتصدرها حالياً المرشح القومي أولانتا هومالا، والذي يمتلك أفكاراً تتشابه إلى حد كبير مع أفكار وتوجهات الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. ولكن من المستبعد أن تتحسن الحياة كليةً في بيرو إذا فاز منافسه ألان غارسيا في الانتخابات، على الرغم من انتمائه إلى الحزب الديمقراطي الاجتماعي.وقد عملت في بيرو خلال فترة رئاسة غارسيا المنقضية وعانيت من الصدمات التي يعاني منها المواطنون العاديون في بيرو مثل ارتفاع معدل التضخم وعدم استقرار الأوضاع الأمنية، وفشل السلطات البيروفية في حل مشاكل مواطنيها.وقد ظهرت فئة جديدة من الاشتراكيين في أميركا اللاتينية بسبب علاقات الشراكة الانتقالية، والتوزيع غير العادل للثروات الوطنية المحلية وتدخل الولاياتالمتحدة في الشئون الداخلية لدول هذه المنطقة. وهناك درجة من الحقيقة المرة في الانتقادات الحالية التي يوجهها الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز ونظيره البوليفي إيفو موراليس لإدارة الرئيس بوش. وتعاني دول اميركا اللاتينية من الفقر وغياب العدالة وضعف معدلات التنمية بسبب سيطرة النخبة السياسية الحاكمة على الثروات واستغلال الدول الأجنبية للمصادر الطبيعية في هذه الدول.وقد يكون هناك حلول مختلفة لهذه المشكلة. ويمكن التوصل لأفضل الحلول إذا اتفق الزعماء الإقليميون على تبني سياسة مشتركة، ولكن هذا الأمر لا يبدو ممكناً في الوقت الحالي.وقد انقسمت قارة أميركا الجنوبية على نفسها في الوقت الحالي بعد الخلافات التي نشأت بين الأرجنتين وأورغواي، وبوليفيا والبرازيل بعد تأميم قطاع الغاز الطبيعي في بوليفيا.وتسود أجواء من الشك والريبة بين الرئيس البيروفي المنقضية ولايته أليخاندرو توليدو، ومرشح الرئاسة البيروفية ألان غارسيا من جهة وبين الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بسبب تصريحاته التي أكد فيها على أنه ليس ثمة خلاف بين توليدو وغارسيا، وهو الأمر الذي تسبب في حدوث أزمة دبلوماسية بين البلدين. ويشعر الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا بالقلق إزاء التنازل عن الزعامة الإقليمية للرئيس الفنزويلي هوغو شافيز.وقد انقسمت أميركا اللاتينية على نفسها من الناحية السياسية والاقتصادية والفكرية بدلاً من حشد الجهود لحل مشاكلها الحادة، وتصاعد هذا الوضع وتفاقمت خطورته بسبب الصراعات الدائرة حالياً بين النخب السياسية. ويرى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أن أميركا اللاتينية قد دخلت عصرا جديدا يتميز بتصاعد قوى اليسار في الجبهة المكونة من كوبا، البرازيل، بوليفيا والأرجنتين، ولكن هذه الرؤية قابلة للمراجعة والتمحيص في ظل التطورات الأخيرة. وجناح اليسار القومي هو العنصر الوحيد الواضح في العملية السياسية بهذه المنطقة، ولا يعرف هوغو شافيز نفسه ماهية التوجه الذي قد يحتل الزعامة على الساحة السياسية في الفترة المقبلة. \r\n ويضع عدد كبير من القادة السياسيين في أميركا اللاتينية آمالاً كبيرة على علاقاتهم مع الاتحاد الأوروبي بعد الفتور الذي أصاب علاقات هذه الدول مع الولاياتالمتحدة. وقد أولى الاتحاد الأوروبي مزيداً من الاهتمام بدول أميركا اللاتينية بعد انضمام اسبانيا والبرتغال إلى عضوية الاتحاد.ولسوء الحظ، لا تستطيع دول اميركا اللاتينية أيضا أن تتفق مع الاتحاد الأوروبي، الذي تبدي بعض الدول الأعضاء فيه انقساماً واضحاً حول عدد من القضايا مثل الدعم الحكومي للمزارعين الذي يعتبر أمراً حيوياً في دول أميركا اللاتينية. ولهذا، كان من المتوقع ألا تتمخض القمة التي عقدت في فيينا بين دول أميركا اللاتينية والاتحاد الأوروبي عن أي نتائج إيجابية. \r\n \r\n تقول مريام غوميز سارايفا، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة ريو دي جانيرو، والأستاذة الزائرة بجامعة مدريد: إن الحوار السياسي بين دول أميركا اللاتينية والاتحاد الأوروبي سوف يستمر على الرغم من تعقيده، لأنه ليس هناك خيار آخر أمام دول أميركا اللاتينية التي تراجعت قوة علاقاتها مع الولاياتالمتحدة بشكل كبير في الآونة الأخيرة وتسعى لإقامة علاقات أكثر قوة مع الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي. وتبدو هذه العلاقات منطقية بسبب امتلاك كلا الجانبين لهدف محدد وهو تنويع علاقاتهم وشراكتهم الاقتصادية. وعلى الرغم من تقارب المصالح المشتركة بين الجانبين، لم يحدث أي تقدم ملحوظ في خطوات التقارب بين الكيانيين الكبيرين رغم أن الحوار بينهما بدأ في عقد الثمانينيات من القرن الماضي عندما كانت السياسة الأميركية لها تأثير واضح في دول أميركا اللاتينية. ويتحول مركز الجاذبية بشكل مستمر تجاه الاتحاد الأوروبي ولكن هذا التحول يتم بشكل بطيئ جداً من أجل إرضاء الولاياتالمتحدة أيضاً.وكي تتوافق دول أميركا اللاتينية مع الاتحاد الأوروبي ويستفيد الطرفان من التعاون المشترك، يتعين على الجانبين العمل على حل مشاكلهم وتقليل التناقضات الداخلية.وحتى وقتنا هذا، تعزف دول أميركا اللاتينية والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ألحاناً مختلفة، لا تبدو شبيهة على الإطلاق بموسيقى السامبا المبهجة. \r\n \r\n * معلق سياسي بوكالة نوفوستي الروسية للمعلومات والأنباء. \r\n \r\n خدمة كيه آر تي خاص ب (الوطن) \r\n