\r\n لقد كان الخطاب شديد النقد لأميركا ولم يذكر القضية النووية وقد أعلن الرئيس الإيراني مدى فشل \"الليبرالية والأسلوب الغربي للديمقراطية\" وقال إن الرئيس بوش لابد من أن يراجع تعاليم الأنبياء المرسلين\". \r\n والحقيقة المجردة للخطاب , مهما كان مقصده الحقيقي , هو انه خطاب رائع. وكذلك فإن متابعة الرئيس الإيراني وملاحظاته التي تركز على أن إيران مستعدة للدخول في حوار مع أي شخص مهما كان\". \r\n ربما أن احمدي نجاد كان يهدف من وراء ذلك صرف الانتباه عن الجدل الدائر في مجلس الأمن حول مسألة استخدام الدبلوماسية أو العقوبات لضمان أن برنامج إيران النووي لا ينتج أسلحة من أي نوع ولكن تحركه المفاجئ يزيد التساؤل , لماذا بعد عدة سنوات , مازال الأميركيون والإيرانيون لا يتحدثون وجها لوجه. \r\n هناك تاريخ طويل من السخط والجهود الفاشلة في الحوار الأميركي الإيراني لقد باءت جهود الرئيس كارتر و كلينتون كلها بالفشل وانتهى كذلك مشروع معارضة إيران الذي وضفه الرئيس ريغان بالفشل الذريع. \r\n وقد ساعدت المحادثات حول أفغانستان بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين الجهود الأميركية هنا , رغم أن المسؤولين الإيرانيين يشكون من انهم لم يحصلوا على الكثير من جراء هذه المحادثات ويقول بعض المسؤولين الأميركيين السابقين انه في ربيع عام 2003, اظهر المسؤولون الإيرانيون اهتماما بصفقة كبرى مع الولاياتالمتحدة وانتهت الجهود بالفشل الذريع أيضا, ومازلنا حتى الآن لا نعلم ما إذا كانت هذه الجهود تحظى بدعم آية الله الخميني أم لا ومع انتخاب احمدي نجاد الشخصية المحافظة , بدت كل مظاهر الحوار قاتمة وقد طالب الزعيم الإيراني بمحو إسرائيل من على خارطة العالم وشكك في حقيقة المحرقة. \r\n ويقول المسؤولون الأميركيون والأوروبيون إن برنامج إيران النووي يهدف إلى تصنيع القنبلة وليس للأغراض السلمية انهم يريدون من طهران وقف برنامج تخصيب اليورانيوم, في الوقت الذي تصر فيه إيران على أن البرنامج سلمي لا علاقة له بتصنيع أسلحة وتؤكد إيران على أن لديها الحق في التخصيب , بينما لا تستبعد أميركا الخيار العسكري لإنهاء برنامج إيران النووي ولكن أغلب الخبراء يعتقدون ان ضرب المواقع الإيرانية لن يوقف البرنامج و قد يقحم الولاياتالمتحدة في صراع آخر طويل المدى. \r\n وقد ترك البيت الأبيض المفاوضات مع طهران للأوروبيين والروس وقد وافقت واشنطن على المحادثات (التي سوف تبدأ) بين السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد والمسؤولين الإيرانيين , ولكنها حددت أن العراق ستكون هي الموضوع الوحيد الذي سيطرح على المائدة ومع تزايد العراقيل واتساع الفجوة, فلماذا لا يتحدث الجانبان سويا وبشكل مباشر عن عدد من القضايا؟ \r\n إن الحديث أو الحوار ليس هو الدواء العام لكل الأمراض ولكن هناك جدلا شديدا حول مسألة اللقاء وجها لوجه إن الدبلوماسية الجادة تتطلب مشاركة أميركية جادة ومباشرة علاوة على ذلك, لا يمكن للولايات المتحدة أن تتوقع دعما من الدول الأخرى لاتخاذ إجراءات اكثر صرامة إذا لم تبذل كل الجهود لتفعيل دور الدبلوماسية حتى يتم استنفادها. \r\n وبعد ذلك تأتي قضية العراق إن الإطاحة بصدام حسين وصعود سلطة الشيعة العراقيين قد قوت بشكل كبير سلطة إيران في المنطقة لا يمكن للعراق أن تنعم بالاستقرار, إذا لم يتعاون كل جيرانها, بما فيهم إيران, مع بعضهم البعض ومع الولاياتالمتحدة أيضا وفي المقابل يتطلب هذا الأمر حوارا أميركيا إيرانيا جادا. \r\n وأخيرا, مع تزايد انعدام الثقة بين الإيرانيين والأميركيين, لماذا لا تريد الولاياتالمتحدة إقامة سفارة لها في طهران , والتي سوف تسهل تبادل المزيد من الأكاديميين , والطلاب, ورجال الأعمال؟ ومع قلة المعلومات التي تصل عن إيران هنا, لماذا لا يقوم البيت الأبيض باتصالات مباشرة؟ \r\n أنا اوجه هذا السؤال إلى جون بولتون, سفير الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة والذي يعد من كبار الصقور ضد إيران ما هي الجوانب السلبية في المفاوضات المباشرة مع إيران؟ إنني أتساءل لقد رد فجأة \"إضفاء الشرعية على النظام الحاكم هناك, وأشياء أخرى\". \r\n هنا وصلنا الى لب الموضوع إن الإدارة تؤمن بشكل واضح بأن الحوار الموسع مع إيران سوف يمنح موافقة الولاياتالمتحدة لهيكل الدولة الإسلامي. \r\n لم تكن لدى رونالد ريغان مشكلة في التعامل مباشرة مع الزعماء السوفيت وقد انتقد السوفيت في قضايا حقوق الإنسان حتى وهو يتفاوض بشأن الأسلحة النووية لقد استخدم مصطلح \"إمبراطورية الشر\" ولم يتردد في عقد صفقات مع الكرملين هناك بعض أعضاء فريق بوش مازالوا يؤكدون الخدعة والوهم بأن النظام الإيراني قرب على الانهيار لا يوجد دليل واحد على صحة هذا الاقتراح. إذا لماذا يترك المجال لإيران ورئيسها احمدي نجاد لإرهاب وترويع العالم؟ \r\n لماذا لا نأخذ زمام المبادرة ونتقدم للحوار مع إيران بهدف مخاطبة مجموعة كبيرة من القضايا ؟ هذا الأمر سوف يتطلب قبول حقيقة النظام الإيراني, ولكن مع عدم تأييد سلوكه . \r\n مثل هذه الخطوة سوف تقدم فرصة واحدة على الأقل لاكتشاف مخرج دبلوماسي من هذا الموقف المتأزم حول برنامج إيران النووي إذا كان ريغان قد تحاور مع زعماء نظام لا يرضاه فلماذا لا يفعل بوش نفس الأمر؟ \r\n \r\n * كاتبة عمود وعضو صفحة الرأي في صحيفة فيلادلفيا انكويرر . \r\n خدمة كيه آر تي خاص بالوطن \r\n