\r\n لكن المرحلة الحالية قد تصوغ أمورا أخرى، لصراع بين الليبرالية والاستبداد. والممثل الأساسي للاستبداد يتجسد بأكبر قوتين هما الصين وروسيا اللتين تفرضان تحديا قديما لم يتم توقعه ضمن المعيار الجديد الذي أطلق عليه «الحرب ضد الإرهاب». \r\n \r\n وهذا ما تقوم به روسيا والصين في بلدان مثل إيران والسودان حيث تسعيان إلى قطع الجهود الليبرالية التي يسعى الغرب لتنفيذها بفرض عقوبات دولية على هذين البلدين إضافة إلى بيلاروسيا وأوزبكستان وزيمبابوي وبورما حيث تحتضن هذه البلدان أنماطا مختلفة من الانظمة الديكتاتورية. فروسيا تريد الحصول على مئات الملايين من الدولارات من بيع الأسلحة بينما تحتاج الصين إلى نفط السودان وإيران. \r\n \r\n وقال سفير الصين لدى الأممالمتحدة «كمبدأ عام نواجه على الدوام مصاعب في العقوبات، سواء كانت تلك حالة السودان او حالات أخرى». وتريد الصين أن تخرج المجتمع الدولي بعيدا عن مسألة العقوبات تماما، وهكذا الحال مع روسيا. فمعارضتها لفرض عقوبات على السودان «ليست في الواقع حول السودان»، كما اشار بافل باييف. انها «تتخذ موقفا ضد العقوبات، من اجل تقليص فاعلية هذه الوسيلة من وسائل الأممالمتحدة الى اقصى حد ممكن». \r\n \r\n ولا ترحب روسيا والصين بجهود الغرب الليبرالية الرامية الى الترويج لقضايا السياسة الليبرالية في العالم. ولكن الروس والصينيين لا يرون شيئا طبيعيا في هذه المظاهر غير الانقلابات المدعومة من جانب الغرب والهادفة الى تقديم النفوذ الغربي في أجزاء حيوية استراتيجية من العالم. \r\n \r\n وكما هو مألوف في عهود النزاع بين الليبرالية والأوتوقراطية، فان المصالح الآيديولوجية والاستراتيجية المدركة تميل الى الاندماج في كلا الجانبين. وهكذا فمن المفهوم أن يقلق الصينيون بشأن الحفاظ على الوصول الى النفط في حال مجابهة مع الولاياتالمتحدة. ولهذا فإنهم يسعون الى تحسين العلاقات مع حكومات مثل السودان وأنغولا وكلتاهما بعيدتان عن الغرب الليبرالي، وكذلك مع هوغو شافيز في فنزويلا وحكومة بورما مقابل الحصول على تسهيلات الموانئ. وهم في صراع مستمر من أجل التصويت في الأممالمتحدة لتعزيز موقفهم مقابل تايوان واليابان، ولهذا فإنهم يحاولون التقرب من زعماء مثل روبرت موغابي في زيمبابوي وهو أوتوقراطي آخر بعيد عن الليبرالية الغربية. \r\n \r\n * خدمة واشنطن بوست \r\n \r\n خاص ب «الشرق الأوسط» \r\n