الرئيس الايراني المتشدد احمدي نجاد قال علانية للدول الغربية: «على اولئك الذين يستخدمون لهجة متشددة ضد طهران ان يعلموا انهم يحتاجون ايران عشرة اضعاف ما تحتاجهم»‚ \r\n ويدرك المحللون والمتابعون للشأن الايراني ان ايران تمتلك الكثير من الاوراق‚ \r\n فايران هي رابع اكبر بلد منتج للبترول في العالم ولها بالتأكيد تأثير قوي على اسواق النفط اضافة الى ما سبق تتمتع طهران بالكثير من النفوذ على العراق فالدولتان تشتركان بحدود طويلة مساحية والكثير من رجال الدين العراقيين المتنفذين إما عاشوا أو درسوا في ايران وهذا يعطي السياسيين ورجال الدين الايرانيين نفوذا لا يخفى على احد في العراق‚ \r\n النفوذ الايراني في العراق يساهم في زيادة التحدي الايراني ويشكل في نفس الوقت حلا ممكنا للمعضلة الايرانية النووية‚ \r\n الطموحات النووية الايرانية ليس الدافع لها فرض الهيمنة الاقليمية بل البحث القلق عن وسيلة ردع كافية ضد التهديدات الخارجية ويمكن معالجة واحتواء البرنامج النووي الايراني من خلال ايجاد أمن اقليمي في الخليج يساهم به الجميع‚ \r\n الغريب ان المصالح الاميركية والايرانية تلتقي في العراق وبامكان الدولتين ان تعملا معا من اجل الاستقرار الاقليمي في المنطقة‚ \r\n وبامكان تحسن العلاقات الايرانية - الاميركية والأمن الاقليمي ان ينزع فتيل الازمة النووية ويساهم في نشر الأمن في العراق‚ \r\n الايرانيون مسرورون بالتأكيد لوجود صدام حسين خلف القضبان ولكن الذي حصل ايضا ان هناك جيوشا اميركية قوية موجودة في بلد مجاور لايران مما يساهم في دفع ايران نحو الخيار النووي‚ \r\n هناك الكثير من المصالح المشتركة التي تجمع بين ايران والولايات المتحدة في العراق مما يوفر فرصة لهما لتطبيع العلاقات‚ فطهران مثلها مثل واشنطن راغبة في تجنب حدوث حرب اهلية في العراق والمحافظة على العراق كبلد موحد‚ \r\n النخبة الايرانية تدعم وجود عراق ديمقراطي ولا بد بالتالي من تشجيع جميع الاطراف العراقية من شيعة وسنة واكراد على الالتقاء في منتصف الطريق‚ وبامكان ايران مساعدة اميركا في اعادة تعمير العراق كما ان بامكان القيادة الايرانية الدينية اقناع الميليشيات الشيعية في العراق بالعمل والتعاون مع الحكومة المركزية ومقاومة التطلعات الانفصالية‚ \r\n الحوار الايراني - الاميركي يمكن ان يوفر الاساس المطلوب لاقامة ترتيبات امنية جديدة في الخليج‚ \r\n من اجل متابعة هذه الاجندة فان واشنطن بحاجة الى شريك راغب في طهران وبالتأكيد فان احمدي نجاد ليس ذلك الشريك وهناك صراع قائم بين البراغماتيين مثل رافسنجاني والرئيس الجديد‚ \r\n نقل الملف الايراني الى مجلس الأمن ليس في صالح القوى المعتدلة في ايران‚ التعاون الايراني - الاميركي هو افضل طريقة لاحتواء الطموحات النووية الايرانية وفي نفس الوقت افضل طريقة لنشر الاستقرار في العراق‚ \r\n