وتداركا لاي طارئ، خاض بوش حملة اعلامية مكثفة اخيرة واكثر من خطاباته مما ادى الى تحسين شعبيته بصورة نسبية وفق استطلاع للراي نشر الثلاثاء. \r\n يقول لاري ساباتو الخبير في العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا (شرق) بالنسبة للسنة المنصرمة \"استخدم العبارة التي استخدمتها ملكة انكلترا اليزابيث العام \r\n 1992 عندما شب حريق في قصرها\" وفشلت زيجات كل اولادها، \"كانت سنة رهيبة (انوس هوريبيليس باللاتينية)\".\r\n وتطول قائمة الانباء السيئة بالنسبة للرأي العام الاميركي: فقد قتل اكثر من الفي جندي اميركي في العراق وغرقت مدينة نيو اورلينز بشكل شبه كامل تحت المياه اثر مرور الاعصارين كاترينا وريتا فضلا عن الارتفاع الكبير في اسعار الوقود وعدد من الفضائح السياسية-القضائية.\r\n استقالة مسؤول كبير في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني نهاية تشرين الاول/اكتوبر اثر توجيه الاتهام اليه اقنعت جزءا من الاميركيين ان البيت الابيض حاول التلاعب بالرأي العام لاقناعه بصحة اجتياح العراق.\r\n ولم يساعد الادارة الاميركية الكشف اخيرا عن ان الرئيس بوش امر بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 بالتنصت على اتصالات مواطنين اميركيين.\r\n لكن لا يتفق كل الخبراء في رسم هذه الصورة القاتمة.\r\n فيشدد ستفين هيس من معهد بروكينغز للابحاث على النجاحات التي حققتها ادارة بوش في العام 2005، موضحا ان بوش \"نجح في تمرير عدد من القوانين حول الطاقة والافلاس وغيرها\".\r\n لكن ساباتو يحذر من ان \"الموعد الاقصى لاعلان انسحاب للقوات الاميركية من العراق هو الصيف المقبل اذا اراد الاحتفاظ بالغالبية في الكونغرس\" في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. ويحتاج الديموقراطيون الى الفوز بستة مقاعد اضافية للسيطرة على مجلس الشيوخ والى 15 مقعدا في مجلس النواب.\r\n كن الملف العراقي ليس الوحيد الذي يؤثر بشكل كبير على الانتخابات.\r\n ويعتبر اريك ديفيس الاستاذ في العلوم السياسية في جامعة ميدلبري (فيرمونت شمال شرق) ان \"الاحتياطي الفدرالي يجب ان يوقف رفع نسب الفائدة في الربيع ويجب ان تبقى اسعار الوقود في المستوى الذي تراجعت اليه الان\". ويضيف ان المسنين يجب ان يوافقوا ايضا على اصلاح نظام تغطية كلفة الادوية (ميديكير) الذي قررته ادارة بوش لمن هم فوق سن الخامسة والستين.\r\n ويشدد هذا الخبير \"في حال اعتبر المسنون ان هذه الخطة لا تلبي حاجاتهم قد يؤثر ذلك على الجمهوريين في الانتخابات المقبلة\".\r\n وبعدما تراجعت شعبية الرئيس الاميركي جورج بوش الى دون عتبة ال35% في تشرين الاول/اكتوبر وهي الادنى لرئيس في السنة الاولى من ولايته الرئاسية الثانية منذ عهد الرئيس رتيشارد نيكسون، ارتفعت مجددا متجاوزة نسبة 40% نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.\r\n تحسنت شعبية الرئيس الاميركي في الايام الاخيرة بعد سلسلة من الخطابات التي دافع فيها عن استراتيجيته في العراق، وحسن سير الانتخابات التشريعية في العراق في 15 كانون الاول/ديسمبر الحالي.\r\n ويبدو ان بعض المشاريع الكبرى التي اعلنت في مطلع ولايته مثل الاصلاح الضريبي واصلاح نظام التقاعد، معلقة في الوقت الراهن.\r\n لكن تبقى بعض المخاوف مثل ضعف السلطة وضرورة تجديد اعضاء الحكومة لتجنب حلول شبح الادارة \"العرجاء\" الذي يهيمن على نهاية ولاية الرؤساء عادة. وتحدثت مجلة نيوزويك اخيرا عن ان الرئيس الاميركي يعيش في \"فقاعة\" وانتقدت في مقال هذه \"الرئاسة المتعالية\" التي لا تهتم باراء اخرى غير رأيها ولا سيما في الخارج.\r\n وتظهر انتقادات ايضا حول بطء اعادة الاعمار في لويزيانا وفي ميسيسيبي. وبعد اكثر من ثلاثة اشهر على مرور الاعصار كاترينا لا يزال الكثير من المتضررين يقيمون في ظروف هشة في فنادق في وقت وعد فيه الرئيس الاميركي الجميع بمسكن قبل 15 تشرين الاول/اكتوبر.