فاي قصاصة من اشاعة او اي قصاصة من معلومة صحيحة ام لا يمكن ان تنعكس بشكل سييء على الولاياتالمتحدة تؤدي الى رواج الصحف في اوروبا مثل الكعك الساخن وتميل الى اثارة حفيظة الناس بالافكار التي تجعلهم يكرهون الاميركيين على اقل تقدير. \r\n القضية التي نحن بصددها هنا هي الرواية الخيالية الغريبة التي كان اول نشر لها في الواشنطن بوست في 2 نوفمبر الماضي والمتعلقة بالادعاء بوجود سجون سرية لوكالة المخابرات المركزية الاميركية في انحاء العالم وربما يكون بعضا منها موجودا على الاراضي الاوروبية.وكانت بولندا وايطاليا ورومانيا من اوائل الدول المشتبه بها. \r\n ثم تأتي رحلات الطيران الاميركية الغامضة التي تتوقف في المطارات الاوروبية والتي ربما تحمل ما يشتبه بانهم ارهابيون الى بلدانهم الاصلية وهي الممارسة التي يطلق عليها تسليم مشتبه بهم بالارهاب الى دولة اخرى لتعذيبهم بعيدا عن الولاياتالمتحدة. وبعض من هذه الدول مشهورة بتورطها في التعذيب. وقد استطاعت هذه الرواية الهزيلة وهي خيال او وهم ما يعرف ب(سجون التعذيب الاميركية) ان تعمل بكامل طاقتها في ارجاء الاعلام الاوروبي. \r\n وأحد المشاكل الكثيرة في الرد على مثل هذه الرواية هو انها لاتماثل شيئا اكثر من ان تكون سؤالا مثل هذا السؤال: متى توقفت عن ضرب زوجتك؟ ولا توجد اجابة جيدة على ذلك كما كان حال وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس خلال زيارتها لاوروبا في الاسبوع الاول من الشهر الجاري.حيث في الوقت الذي اعلنت فيه بوضوح تام ان الولاياتالمتحدة لا تتورط في التعذيب لكنها لم تكن قادرة على ان تنكر بشكل بات ان هناك عمليات سرية اميركية تحدث في اوروبا (بالطبع من خلال التعاون مع الحكومات الاوروبية).وكيف تستطيع ذلك مع التسليم بطبيعة الحرب التي ننخرط فيها؟المشكلة هي ان الحكومات الاوروبية لم تتواصل- من خلال الانخراط في نقاش امين -مع الرأي العام فيها بشأن التعاون الاميركي الاوروبي في الحرب على الارهاب وماذا يعني ذلك بالنسبة لسلامتهم.واوضحت رايس بانها ترحب شخصيا بهذا النقاش وذكرت الاوروبيين ان التصرفات الاميركية احبطت هجمات في اوروبا وانقذت ارواح ابرياء.وقالت:ان الامر متروك لهذه الحكومات ومواطنيها في تقرير ما اذا كانوا يرغبون في التعاون معنا لمنع وقوع هجمات ارهابية عليهم هم او على بلدان اخرى وان يقرروا حجم المعلومات التي يمكن ان يسمحوا بالاعلان عنها.ولهم الحق المطلق في اتخاذ هذا الاختيار. \r\n وبدلا من ذلك فان اغلب الحكومات الاوروبية(عدا بريطانيا) تتردد بشكل مرعب.حيث اعلن فرانكو فراتيني مفوض العدل والشئون الداخلية في الاتحاد الاوروبي ورجل المشاعر الموالية في العادة للاميركيين ان وجود سجون سرية يعد انتهاكا للاتفاقية الاوروبية لحقوق الانسان دون ان يوضح كيفية ذلك.وهدد فراتيني قائلا قد اضطر الى افتراض عواقب خطيرة بما في ذلك تعليق حقوق التصويت في الاتحاد الاوروبي. \r\n كثير من الحكومات الاوروبية مثل الحكومة البولندية والبريطانية والالمانية والاسبانية والايطالية(الذين هم مسئولون من الاساس عن اي اتفاق مع الولاياتالمتحدة على حقوق الهبوط أو استخدام السجون او جمع الاستخبارات) اختارت القيام بتحقيقات داخلية لم تعثر الا على النذر القليل او لم تعثر على اي شيء على الاطلاق.لكن حتى ذلك ليس كافيا لإسكات الانتقادات.حيث نشرت الفاينانشيال تايمز مؤخرا ان الحكومة البريطانية اعلنت انها ليس لديها اي دليل على ان الادارة الاميركية تنقل مشتبها بانهم ارهابيون عبر مطار بريطاني.واعلن وزير الخارجية جاك سترو انه بعد فحص دقيق لسجلات الحكومة فانه متأكد تماما انه لم يوجد اي طلبات اميركية برحلات طيران تحمل مشتبه بهم للهبوط في المملكة المتحدة. \r\n بيد ان مينزيس كامبل زعيم حزب الديمقراطيين الاحرار المعارض لم يقتنع بتأكيدات سترو.وقال ان عدم وجود سجلات او طلبات لايعني القول ان عمليات تسليم مشتبه بهم غير عادية لم تقع.كيف يمكن التعاطي مع هذه النوعية من الاتجاهات او المواقف؟ \r\n ومع ذلك فان رايس قد اسدت خدمة جليلة في جولتها الاوروبية حيث لم تذهب جهودها سدى.فقد اعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي جاب دي هووب ووزراء اخرون في الحلف انهم مقتنعون وراضون عن تأكيداتها بشأن التعذيب على اقل تقدير.ان ما نحتاجه الان هو مزيد من المسئولين امثال رايس الذين تكون مهمتهم هي القيام بحوار امين عبر الاطلسي بشأن الدور الاوروبي في الحرب على الارهاب. \r\n هيل ديل \r\n مدير دراسات السياسة الخارجية والدفاع في مؤسسة التراث المحافظة في الولاياتالمتحدة.خدمة كيه آر تي خاص ب(الوطن).