\r\n ومع غرابة ذلك على مايبدو الا ان حتى هذه الخطوات قد لاتبدو كافية- بالنسبة للمنتقدين الذين تخفي مطالبهم بالاصلاح هدفا اكبر.فلن يرضوا حتى تخضع الاممالمتحدة لارادة الولاياتالمتحدة.\r\n لا اشك بان الاممالمتحدة بحاجة الى الاصلاح وانظر في ذلك فقط الى فضيحة برنامج النفط مقابل الغذاء.لكن دعونا نضع ذلك في سياقه.فكثير من المؤسسات والهيئات بحاجة الى الاصلاح.فالكلية الانتخابية تحتاج الى اصلاح. وكذلك الحال بالنسبة للنظام الاميركي في الادلاء بالاصوات وحصر هذه الاصوات.والكثير من المؤسسات الاميركية كما يذكر بيل فيرست زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي.وقد ابلغنا وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ان الجيش الاميركي بحاجة الى الاصلاح.ويبدو ان الكل يوافق على ان المدارس العامة الاميركية بحاجة الى الاصلاح. \r\n اما المطالبة الصاخبة باصلاح الاممالمتحدة فانها شيء مختلف.فهي صاخبة جدا ومشكوك فيها جدا.فقد باتت نوعا من الترف اوالنفاق السياسي او شيئا لامعنى له مثل التلويح بالاعلام.وينقل عن الرئيس بوش قوله ان الداعي الرئيسي لاختيار بولتون سفيرا لدى الاممالمتحدة يتضح في ان ذلك يبرر ان يكون لديك شخص هناك يكون قادرا على ان يقول للامم المتحدة :لماذا لايتم اصلاحك؟ \r\n هذا النوع من الكلام من الصعب ان يقتصر فقط على الجمهوريين.فقد استخدمت ادارة كلينتون حق النقض ضد محاولة بطرس بطرس غالي للحصول على فترة ثانية كامين عام في 1996 في الاساس لان السفيرة الاميركية لدى المنظمة في ذلك الوقت مادلين اولبرايت توصلت حسبما جاء في مذكرة الى الرئيس الى انه غير ملتزم او غير قادر على تحقيق اهدافنا الملحة في الاصلاح. \r\n كما ان مجلس النواب اقر مشروع قانون في يونيو الماضي بحبس نصف المستحقات المالية الاميركية ريثما تحقق الاممالمتحدة 46 مطلبا بالاصلاح بما في ذلك خفض ميزانيتها وانشاء مكتب اخلاقي جديد.وقال هنري هيد صاحب قانون اصلاح الاممالمتحدة المعروف باسمه في 2005ان الجراحة الجذرية مطلوبة لانها احيانا تكون هي السبيل الوحيد لانقاذ المريض. \r\n بعض الدعاوى للاصلاح تكون صادرة عن حسن نية بشكل مبالغ فيه مثل تقرير اللجنة غير الحزبية في منتصف يونيو الماضي التي كان يرأسها رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش وزعيم الديمقراطيين السابق في مجلس الشيوخ جورج ميتشل.كما ان هناك مواضيع وثيقة الصلة مشابهة مثل مقترحات من قبل اللجنة التي كان يرأسها رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق بول فولكر التي حققت في برنامج النفط مقابل الغذاء. \r\n ومع ذلك فان نواياهم الحسنة قد تم تحويلها بقوة الى دعوة عامة ترسخ الصور السحرية للامم المتحدة بوصفها فاسدة وقذرة ومضيعة للوقت ومعادية لاميركا.وتم طبع هذه الصور في الذهن بشكل اعمق جراء الدعاوى الاخيرة وغير المسئولة المطالبة باستقالة الامين العام كوفي انان. \r\n ولوقف هذه الدعوة يجب ان نطهر عقولنا من النفاق ونتكلم بشكل واضح. \r\n اولا دعونا نحدد حقيقة واحدة يتم تجاهلها في الغالب.وهي ان الاممالمتحدة تصلح من نفسها منذ سنوات طويلة.فبناء على اصرار الولاياتالمتحدة عينت الاممالمتحدة جوزيف كونور رئيس مجلس الادارة السابق لبريس وترهاوس مساعدا للامين العام للشئون الادارية خلال التسعينيات.وقبلت الاممالمتحدة تقريبا كل الاصلاحات التي اقترحها.ونجح في تخفيض الميزانية وخفض عدد العاملين وحدث ونظم الادارة وزاد من عملية التدقيق. \r\n وحقيقة اخرى قلما يتم الاشارة اليها من قبل المنتقدين وهي ان التنوع العجيب في الاممالمتحدة لايمنحها بالضرورة الكفاءة.فقد بلغ عدد اعضائها 191 دولة عضو و6 لغات رسمية.ويأتي الموظفون المدنيون من ثقافات مختلفة بشكل كبير. ولتجنب سوء الفهم فانه يتعين عليهم ان يظهروا حساسية كبيرة تجاه بعضهم البعض.فمصريون واسرائيليون على سبيل المثال يتعاونون في حراسة الامين العام.ويناضل الفرنسيون واليابانيون معا من اجل ايجاد صياغة انكليزية مناسبة للنشر الصحفي.وربما يبطئ ذلك الامور الى حد ما لكن ذلك احد مفاخر الاممالمتحدة. \r\n غالبا ما يذهلني بشدة الاداء الجيد لامانة الاممالمتحدة لعملها.لقد التقيت بعشرات من الموظفين خلال 15 سنة من تغطية الاممالمتحدة بصفتي مراسلا للوس انجلوس تايمز وكاتب بالقطعة.واحيانا كنت اصادف بيروقراطيين احمقين تماما كما كنت اصادفهم في اي مكان اخر في العالم بما في ذلك واشنطن.لكني ايضا تعاملت مع موظفين مدنيين ممتازين للامم المتحدة مثل مساعد الامين العام شاشي ثارور الروائي الهندي والمستشار الخاص الاخضر الابراهيمي وزير الخارجية الجزائري الاسبق وفريدريك ايكهارد الاميركي الذي تقاعد مؤخرا بصفته المتحدث باسم الامين العام.فكل هؤلاء ادوا عملا رائعا لساعات لاحصر لها.ان بيروقراطية الاممالمتحدة لم تصبني بالرعب ابدا. \r\n مع ذلك فانا متأكد ان لجنة غينغريتش-ميتشل المشكلة من قبل المعهد الاميركي للسلام وبتفويض من الكونغرس-محقة في الحاجة الى الاصلاحات. ونصحت اللجنة باستحداث منصب جديد لكبير مسئولي التشغيل واصلاح نظام العاملين وترسيخ معايير اخلاقية جديدة وحماية الموظفين الذين يكشفون عن تزوير او تبديد وانشاء هيئة اشراف مستقلة للتدقيق والغاء مفوضية حقوق الانسان المتوعكة.هذه المقترحات جديرة وسوف تحظى بالتأكيد باهتمام جاد.ومقترحات انان بشأن الاصلاح لاتختلف كثيرا. \r\n لكن دعونا نتعرف على اغلب الاصلاحيين.فالاصلاح هو نادي ترفيه. \r\n فاولبرايت لم تعترض على بطرس غالي لانه كان ضعيفا بشأن الاصلاح.بل لانها لم تستطع تحمل بطرس غالي بسبب استقلاليته وكبريائه وصلابته.وقد عين بوش بولتون ليس لاصلاح الاممالمتحدة بل لاظهار احتقاره لها.وهو لايريد اصلاح الاممالمتحدة بقدر مايريد معاقبتها. \r\n ان الفشل الحقيقي للامم المتحدة في نظر منتقديها ليس له صلة بالاصلاح. حيث ينظر المنظرون اليمينيون للامم المتحدة بوصفها تهديدا للسيادة الاميركية.وقد اثار انان حفيظة البيت الابيض من تجرؤه على معارضة غزو العراق.ان الاصلاح الحقيقي ليس في عقول كثير ممن يتاجرون بالاصلاح.فاي اصلاح للامم المتحدة مهما كان حجمه لن يرضي هؤلاء. \r\n ستانلي ميسلر \r\n مراسل لوس انجلوس تايمز في الاممالمتحدة في التسعينيات ومؤلف كتاب(الاممالمتحدة:الخمسين سنة الاولى).ويقوم الان بكتابة السيرة الذاتية لكوفي انان. خدمة لوس انجلوس تايمز-واشنطن بوست خاص ب(الوطن).