فازدراء الاممالمتحدة هو دلالة على ازدراء عام اكبر ليس للامم المتحدة فحسب بل للدبلوماسية التي تقوم على مبدأ التعاون عموما . وحتى مع نوع من المجهود الاكبر للعمل مع الحلفاء والمؤسسات الدولية في ولايتها الثانية فان هذه الادارة لاتزال ترسل بشكل اساسي برسالة مفادها انها تفضل المضي وحدها وهو ان الولاياتالمتحدة قوية عسكريا بدرجة لاتحتاج معها لاي احد اخر . هذه قرائة خاطئة من حيث الاساس لحقائق الجغرافيا السياسية الحالية .فقط انظر الى مدى الصعوبة التي وجدتها واشنطن في الذهاب الى الحرب في العراق وحدها.لاسيما مع افتقار الادارة للقوات ونقص السيولة المالية والغوص بشكل اكبر في مستنقع الانقسامات العرقية والصراعات الدينية. والشعب الاميركي مستاء بشكل متزايد ولم يعد لديه صبر على هذه النتيجة. الاسوأ في بعض السبل هو ان الادارة لايبدوا ان لديها اي تعاون في الوقت الذي تاتي فيه الى الاممالمتحدة. بعض الاشخاص في الادارة يؤيدون الاممالمتحدة لكن اخرين لا يؤيدونها.حيث اعلن وكيل وزارة الخارجية نيكولاس بيرنز الاسبوع الماضي ان الادارة تعارض مقترح مجلس النواب برهن دفع المستحقات الاميركية للمنظمة الدولية على تحقيق اصلاحات لها.وقال ان هذا من شأنه ان يقوض المصداقية الاميركية في الاممالمتحدة ومن شانه تقويض فعاليتها. وسوف يشكك ذلك في التعويل علينا كدولة مؤسسة ومضيفة ومساهم رائد في الاممالمتحدة كما انه يمكن ان يضر ايضا بصورتنا في الخارج. اذا لماذا لا يتم ارسال وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس او الرئيس بوش نفسه الى الاحتفال بالذكرى السنوية ؟ لقد كان الرئيس فرانكلين روزفيليت عنصرا رئيسيا في اقامة وتشكيل الاممالمتحدة ومع كل مشاكلها فانها لاتزال المنظمة التي تخدم بشكل كبير المصالح الاميركية اويجب ان تكون كذلك. ان ترشيح جون بولتون هو مثال اخر على ازدراء الادارة الاميركية للامم المتحدة .حيث ان بولتون يستخف بالمنظمة على مدار حياته المهنية .والايحاء بان ترشيحه ضروري لدفع الاصلاحات فيها يتجاهل الحقيقة بانه يعتقد ان الولاياتالمتحدة افضل كثيرا بدونها .كما ان بقية بلدان العالم تدرك ان بوش يرسل بولتون للامم المتحدة ليس لتحسينها بل لتدميرها. هل هناك مشاكل مع الاممالمتحدة ؟ بالطبع .هل هي بحاجة لاصلاح ادراي وبيروقراطي شامل ؟ في استطاعتك أن تكون واثقاً .هل لايوجد هناك اشراف ملائم على جهازها البيروقراطي كما برهنت على ذلك الفضائح الاخيرة.هل يحتاج مجلس الامن الدولي لنوع من اعادة الهيكلة الرئيسية ؟ نعم. في الحقيقة فان الادارة قد اشارت الى انها تفضل توسيع العضوية الدائمة لمجلس الامن باضافة عضوين واضافة ثلاث اعضاء غير دائمين بالتناوب .وهذه تسوية او حل وسط من مقترح بزيادة 4 اعضاء جدد و6 مقاعد بالتناوب. وان كان ليس تركيزي هو على الاممالمتحدة فقط بل انه بشأن حاجة الولاياتالمتحدة الى العمل بشكل مشترك مع البلدان والتجمعات الدولية الاخرى بغية حماية مصالحها في القرن ال21 .في الوقت الذي لاتزال فيه واشنطن هي القوة العسكرية الضاربة في العالم ولايوجد اي احد في المركز الثاني فان هذه الدولة ليس لديها القوة الاقتصادية لان تدير العالم بنفسها.في كثير من الامثلة فان مصالحنا يتم خدمتها بشكل افضل من خلال العمل بشكل متعاون مع البلدان الاخرى والاممالمتحدة تمثل احد المنتديات الرئيسية التي يمكن تحقيق ذلك في اطارها. فقد خدمت مصالحنا في الماضي ويمكن ان تخدم مصالحنا في المستقبل .الدبلوماسية الفعالة ترتكز بشكل كبير على الوسائل كما ترتكز على الاهداف ، ترتكز على الاساليب الجيدة بقدر ارتكازها على الاسلحة الجيدة.ان ازدراء الذكرى السنوية للامم المتحدة هو امر غير ضروري وهو انتحار. \r\n جيمس كلورفيلد \r\n محرر وكاتب عمود في صحيفة نيوزداي. خدمة لوس انجلوس تايمز- واشنطن بوست خاص ب(الوطن)