وساعدت الاخفاقات الدبلوماسية للرئيس الشاب في زيادة امكانية المواجهة مع مجلس الامن الذي وافق الشهر الماضي بالاجماع على قرار يطالب سوريا بالتعاون مع التحقيق الذي تجريه الاممالمتحدة في اغتيال الحريري والا تعرضت «لاجراءات اخرى» في المستقبل‚ واصر الاسد دائما على ان دمشق لا علاقة لها باغتيال الحريري في الرابع عشر من فبراير لكنه اجبر على سحب القوات السورية من لبنان في ابريل الماضي تحت ضغط دولي ومطالبة شعبية لبنانية‚ وفي الشهر الماضي امر الاسد بتشكيل لجنة سورية قضائية للتحقيق في اغتيال الحريري ووعد بمعاقبة اي سوري يثبت ضلوعه‚ وقال الاسد في مقابلة مع تليفزيون «سي‚ان‚ان» الشهر الماضي «اذا حدث ذلك فستكون خيانة‚‚ واذا ثبت تورط سوريين فمن الواجب معاقبتهم‚‚ في محكمة دولية أو سورية‚‚ أيا كان»‚ ولكن بوجود نسخة من تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس مسميا صهر الرئيس الاسد واخيه الاقوياء فان على الاسد في نهاية المطاف ان يتخلى عن اعضاء في دائرته الضيقة من اجل المحاكمة او مواجهة عقوبات اقتصادية محتملة‚ واصبحت دمشق محط انظار واشنطن منذ ان قال الاسد في العام 2003 انه يتمنى ان تخسر الولاياتالمتحدة حربها ضد صدام حسين في العراق الجار والمنافس البعثي السابق لسوريا‚ ويقول الاسد الآن ان سوريا تعمل كل ما في وسعها لمنع دخول مقاتلين اسلاميين الى العراق عبر حدودها المشتركة من اجل مهاجمة القوات الاميركية في العراق‚ وقالت انها اغلقت مكاتب فصائل فلسطينية معادية لاسرائيل‚ ولكن واشنطن غير مقتنعة وقد فرضت في العام الماضي عقوبات ضد سوريا التي لطالما كانت على لائحتها للدول الداعمة للارهاب‚ وحتى قرار الاسد انهاء 29 عاما من الهيمنة السورية على لبنان لم يؤمن له الراحة المؤقتة من قبل واشنطن وباريس‚ والغى الاسد مشاركته في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك في سبتمبر الماضي بسبب خشيته من ان يعمل الاميركيون على افساد مهمته خلال القمة‚ وشكل مأزق الاسد تحولا كبيرا منذ مايو عام 2000 حيث كان العالم يرحب بطبيب العيون الذي تلقى علومه في الغرب كوجه جديد للاصلاح لسوريا ذات الحكم الاستبدادي‚ والزعيم الهادىء الذي يبلغ من العمر 40 عاما تسلم الحكم بعد وفاة والده القوي حافظ الاسد الذي لم يسمح بحصول اي انشقاق في سوريا ورفض الاذعان خلال ثلاثين عاما من الصراع مع اسرائيل‚ \r\n