القتلة والمجرمون الذين ارتكبوا تلك المجزرة المخزية كانوا في معظمهم من الصرب‚ \r\n \r\n من المفترض انهم كانوا من البشر ولكنهم وضعوا انسانيتهم خلف ظهورهم وتحولوا إلى وحوش كاسرة لا علاقة لها بالانسانية في لحظات غاب فيها العقل والمنطق‚ \r\n \r\n ان الجرائم التي ارتكبت لا تدين مرتكبيها فقط بل تديننا جميعا وعلينا ان نعتبر وان نفعل المستحيل حتى لا تتكرر تلك المأساة في أماكن اخرى‚ \r\n \r\n يجب ان يحصل الضحايا على العدالة‚ الكثير ممن تورطوا بجرائم الحرب ارسلوا ليقفوا امام محكمة الجزاء الدولية ولكن الاشرار الذين ارتكبوا هذه المجزرة على وجه الخصوص لا يزالون طلقاء ويأتي على رأسهم الجنرال راتكو ملاديتش وقائده السياسي رادوفان كاراديتش‚ \r\n \r\n لن يكون هناك سلام حقيقي في سيربرنيتسا الا إذا وقف هذان المجرمان خلف القضبان ليحاسبا على جرائمهما‚ \r\n \r\n كذلك يتوجب على شعوب يوغسلافيا السابقة ان تقر وتعترف بما اقترفته من أخطاء بحق بعضها البعض خلال التسعينيات وتقبل بتحمل المسؤولية الاخلاقية عن ذلك‚ \r\n \r\n لقد مهد الزعماء السياسيون في فترة ما بعد الحرب الطريق امام المصالحة وهو شيء سيتكرر في بيان دولي يصدر تخليدا لضحايا تلك المجزرة‚ \r\n \r\n ان البيانات السياسية وحدها ليست كافية‚ الناس العاديون يجب ان يعرفوا ما الذي ارتكب من افعال تقشعر لها الابدان باسمهم‚ هذا ما بدأ الصرب بفعله عندما عرض التليفزيون الصربي فيلما يصور قيام رجال الشرطة الصربيين بقتل المسلمين في سيربرنيتسا‚ \r\n \r\n على الحكومات ان تعمل على تعليم وتثقيف الاجيال المستقبلية حول هذا النزاع كما فعلت المانيا بعد الحرب العالمية الثانية‚ \r\n \r\n على الدول الغربية ان تدرك ايضا ان الازمة البوسنية لم تكن بالشيء المشرف لها بل طالها منها الكثير من اللوم والعار‚ \r\n \r\n قوات حفظ السلام الهولندية في سيربرنيتسا تم التشهير بها لفشلها في حماية المسلمين وهي مهمة انيطت بها من قبل الأمم المتحدة‚ \r\n \r\n على اية حال إذا كان هناك خطأ حقيقي وفعلي فإنه خطأ الحكومات الغربية التي تأخرت في التدخل بصورة حاسمة في البوسنة حتى بعد مجزرة سيربرنيتسا‚ \r\n \r\n ليس هناك ادنى شك في ان مراوغات الغرب في التحرك والتقدم نحو الامام قد ساهمت في تضخيم المأساة البوسنية وهو ما دفع البوسنيون ثمنه غاليا‚ \r\n \r\n في 1999 ومع اشتعال الأزمة في كوسوفا جاء التدخل الغربي اسرع وتم وضع نهاية للصراع وفي مقدونيا أدى تدخل الغرب في 2001 إلى منع حدوث حرب أهلية‚ \r\n \r\n هذه الدروس قد لا يكون من الممكن تطبيقها في اماكن اخرى ولكن يمكن للتدخل الغربي ان يساهم في حماية الارواح اذا ما تم بسرعة وفي الوقت المناسب في الدول الصغيرة الواقعة على حدود الاتحاد‚ \r\n \r\n ان مسؤولية الغرب في المنطقة لا تتوقف عند وضع نهاية للعنف‚ في يوغسلافيا السابقة لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي الا إذا تمكنت جميع هذه الشعوب من النظر إلى المستقبل عين من الرضا والاطمئنان مع وجود أمل بمستقبل مستقر ومزدهر‚ يجب ان تطمئن شعوب هذه المنطقة إلى امكانية انضمامها في المستقبل إلى عضوية الاتحاد الأوروبي‚ \r\n \r\n لقد ظهرت مزايا ومحاسن توسيع الاتحاد في دول وسط اوروبا الشيوعية سابقا وبالتالي فإن توسيع هذه العملية لتشمل غرب البلقان لا يعتبر عملا خيريا بل عملا يساهم بصورة مباشرة في تعزيز الأمن في اوروبا كلها‚ اي شيء أقل يقدم سيعتبر خيانة لذكرى سيربرنيتسا‚ \r\n