إدارة بوش تتستر على انتهاكات السجون

\r\n
قبل اكثر من عامين من نشر المجلة روايتها الاخبارية نشرت الصحف والمجلات في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول اسلامية الكثير من المقابلات مع معتقلين كانوا يحتجزون في غوانتانامو وفي أفغانستان والعراق ذكروا قيام حراسهم والمحققين بتدنيس رموز اسلامية وخاصة تدنيس نسخ من القرآن الكريم عن طريق ركلها على الارض وتمزيق بعض الصفحات ورميها في المرحاض‚
\r\n
\r\n
وذكر معتقلون سابقون في السجون الاميركية في قندهار في افغانستان كيف ان السجناء الافغان في القاعدة العسكرية الاميركية هناك احتجوا بعد قيام احد الحراس بركل نسخة من القرآن الكريم خلال قيامه بتفتيش احدى الزنازين‚
\r\n
\r\n
الرواية التي نشرتها «نيوزويك» اشعلت المزيد من النيران في 6 مايو عندما ظهر عمران خان السياسي الباكستاني الذي اشتهر كلاعب كريكت وهو يلوح بنسخة من المجلة في مؤتمر صحفي وأظهر دعاوى تدنيس القرآن الكريم‚
\r\n
\r\n
المتظاهرون والسياسيون خرجوا الى الشوارع في المدن الباكستانية والافغانية‚ السياسيون رأوا في هذه الدعاوى فرصة جيدة للنيل من الرئيس برويز مشرف في باكستان ومن الرئيس حميد قرضاي في افغانستان وكلا الرجلين حليفان قويان للولايات المتحدة‚
\r\n
\r\n
وعندما ذكرت «نيوزويك» انها اعتمدت على مصدر واحد قال لاحقا انه لم يتأكد من دعاواه سارع البيت الابيض والبنتاغون لاستغلال الخطأ للنيل من الصحافة ولتوجيه انتباه الرأي العام بعيدا عن القضية الاساسية وهي الاساءة للسجناء وتدنيس الرموز الاسلامية‚
\r\n
\r\n
ان الذي يتحمل المسؤولية هي ادارة بوش وليس «نيوزويك» رغم انها سلكت مسلكا ألحق الضرر البالغ بسمعة الولايات المتحدة في العالم الاسلامي وما وراءه‚
\r\n
\r\n
المئات من الاتهامات وجهت للقوات الاميركية بممارسة اساءات ضد المعتقلين وتتضمن هذه الاتهامات حدوث اكثر من 40 حالة وفاة في السجون التي تشرف الولايات المتحدة على ادارتها‚
\r\n
\r\n
وحتى الآن لم تسمح الولايات المتحدة باجراء تحقيق جدي مستقل يتمتع بالمصداقية حول هذه الاساءات‚
\r\n
\r\n
ان السبب الرئيسي للغضب هو فشل الولايات المتحدة باجراء تحقيق مناسب بعد سنوات من نشر تقارير تؤكد حدوث الاساءات‚ والولايات المتحدة ممثلة بادارة بوش لم تكلف نفسها الرد على الاتهامات التي تقال حول قيام المحققين بتدنيس القرآن الكريم في غوانتانامو وأماكن اخرى‚ كما انها لم تتحمل اي مسؤولية عن هذه الاتهامات‚ بدل ذلك دعا المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان مجلة «نيوزويك» للمساعدة في اصلاح الاضرار التي تسببت بها‚
\r\n
\r\n
ان المطلوب من البيت الابيض نفسه فعل المزيد‚ ويتوجب على ادارة بوش الاعلان فورا عن وقف العمل بالممارسات التي تسمح بالمعاملة اللاانسانية للسجناء والمعتقلين في السجون الاميركية‚ ان على ادارة بوش ان تسمح باجراء تحقيق جدي في الاتهامات التي تروى عن ارتكاب اساءات في السجون التي تشرف عليها القوات الاميركية وال«سي‚آي‚ايه» والمقاولون الخاصون خارج اميركا‚
\r\n
\r\n
وأي تحقيق يجب ان يركز على كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الذين ساهمت افعالهم وتصريحاتهم في ممارسة الاساءات بحق السجناء وليس مجرد التركيز على السمك الصغير الذي نفذ ما طلب منه‚
\r\n
\r\n
ان احدى النتائج الخطيرة لتشويه سمعة الولايات المتحدة ان ذلك يصب في صالح السياسيين الذين سيعملون على استغلال الوضع لاثارة مشاعر وعواطف الجماهير‚
\r\n
\r\n
الآن وقع المحظور وهناك الآن ضغوط كبيرة تتعرض لها الصحافة الاميركية لتجنب نشر تقارير مشابهة حول الاساءات التي تحدث في السجون لأن ذلك قد يثير غضب البيت الابيض‚
\r\n
\r\n
ان هذا في حد ذاته مأساة اخرى لحقت بالصحافة اضافة الى مأساة خسارة تلك الارواح في اعمال الشغب التي افرزها نشر رواية الاساءات وتدنيس القرآن الكريم‚
\r\n