على أية حال كان نشر تلك القصة شيئا مؤسفا‚ حيث كتبت «نيوزويك» تقريرا يقول ان القيادة الجنوبية للقوات الاميركية في ميامي عمدت من اجل تمكن المحققين من هز ثقة المشتبه بهم بأنفسهم المعتقلين في خليج غوانتانامو بالسماح لهم برمي القرآن الكريم في المرحاض في الوقت الذي يقيد فيه المعتقل ويربط حبل حول رقبته تماما مثلما يفعل مع الكلاب‚ \r\n \r\n مصدر ال «نيوزويك» كان مسؤولا اميركيا حكوميا حاول التراجع عما رواه بالقول انه ليس متأكدا اين رأى تلك الاتهامات التي قيلت في تدنيس الكتاب المقدس لدى المسلمين‚ \r\n \r\n ولكن ومع ظهور ذلك الانكار كان السهم قد اطلق وحصل الضرر‚ ال «نيوزويك» نشرت الاقوال الثانية لذلك المسؤول الحكومي وتراجعت بالتالي عن القصة التي نشرت أولا‚ \r\n \r\n ما حصل ان تلك المجلة نالها الشيء الكثير من اللوم من البيت الابيض والبنتاغون ولكن يتوجب علينا التوقف هنا لبرهة وجيزة‚ ليس هناك شك في ان مجلة «نيوزويك» ارتكبت خطأ غير مقدس‚ فأشياء حساسة مثل هذه الامور لا يمكن ان تكتب وتنشر على عواهنها‚ \r\n \r\n فجميع المعلومات يجب ان يتم التأكد من صحتها وبالتفاصيل المملة‚ مثل هذا الموضوع حساس ومتفجر يمس مشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم ويمس مشاعر غير المسلمين ايضا ممن يحترمون الاديان الاخرى ولا يقبلون الاساءة لدين مهما كان السبب‚ \r\n \r\n انها قضية اصدار حكم صائب اضافة الى انها قضية دقة والعمل على تحريمها كاملة غير منقوصة‚ ولكن في ظل الروايات المثيرة للجدل المتعلقة بالعراق والحرب على الارهاب من المؤسف ان التركيز تحول من جوهر القصة الى الكيفية التي نشرت بها‚ \r\n \r\n ليس هناك ادنى شك في ان هناك نمطا من الاساءة للسجناء يتم فيما اطلق عليه البعض اسم «منشآت الاعتقال المارقة» كتلك التي تديرها الولاياتالمتحدة في خليج غوانتانامو وسجن ابو غريب في بغداد وقاعدة باغرام الجوية في افغانستان‚ \r\n \r\n وبالأمس نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا يتحدث عن وفاة اثنين من المعتقلين الافغان في باغرام في ظروف مروعة ورد هذا الخبر في تقرير مطول يتألف من ألفي صفحة في ملف للجيش الاميركي وليس من المستغرب ان البنتاغون لم يبذل اي محاولة لتكذيب القصة الاصلية ل «نيوزويك»‚ \r\n \r\n ان الاتهامات التي تقال حول تدنيس القرآن الكريم واستهداف العقيدة الدينية للسجناء ليست بالشيء الجديد حيث سبق وان تحدثت عنها وسائل الاعلام المختلفة اكثر من مرة بل كثير من المرات خلال السنوات الثلاث الماضية‚ \r\n \r\n اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي كشفت النقاب قبل ايام عن انها لفتت نظر السلطات الاميركية لهذا الامر في 2002 و2003‚ بعدها «يبدو» ان هذه الشكاوى حول هذه الممارسات قد توقفت على الاقل في غوانتانامو‚ علينا ان نتذكر ان صحفيين ارتكبوا اخطاء أدت بهم الى فقدان وظائفهم مثل كيفن دينس في هيئة الاذاعة البريطانية وآندرو غيليغان في «ديلي ميرور» ودان راذر في «سي‚بي‚سي»‚ \r\n \r\n اما اولئك المسؤولون في الحكومتين الاميركية والبريطانية الذين لفقوا التقارير وزوروا المعلومات وقدموا لنا معلومات غلفت بصورة سيئة وبشكل متعمد حول اسلحة الدمار الشامل لصدام حسين التي ثبت لاحقا انها كذبة كبرى فلم يعاقب منهم أحد ولم يستقل منهم أحد‚ على عكس ذلك البعض منهم تم ترقيته وأنعم عليه بأعلى الأوسمة الوطنية‚ هذا في حد ذاته قصة موسفة اخرى ولكن ايا من هؤلاء المسؤولين لم يقل «أنا آسف»‚ \r\n