\r\n في الوقت الذي بدأ يفر من مكان الحادث تناول بندقية الزبيدي وأطلق النار على نفسه في خاصرته‚ \r\n \r\n وخلال الايام تتابع كذب بيرغ بخصوص ما حدث قائلا: ان الزبيدي هو الذي اطلق عليه النار مما اضطره الى الرد‚ واستمر هذا العريف في الكذب لعدة اشهر الى ان شفي من جراحه‚ \r\n \r\n وعاد بيرغ الى ولاية انديانا حيث يقيم وتسلم ميدالية للشجاعة لا يستحقها‚ بعدها اعترف بأنه اقدم على قتل الزبيدي لأنه فجأة ودون مقدمات حرك سلاحه بشكل أوحى اليه بالخطر‚ الآن يقر بيرغ بما حدث وبأنه اقدم على اصابة نفسه وأنه كذب بشأن الاحداث التي وقعت معللا ذلك بالقول بأنه لو قال الحقيقة فلربما لم يصدقه احد‚ الآن وجهت تهمة القتل لهذا الجندي البالغ 22 عاما وسيقدم لمحاكمة عسكرية بتهمة القتل‚ \r\n \r\n هذا الجندي هو واحد من حفنة من الجنود والمارينز الذين اتهموا بقتل عراقيين ويدافعون عن انفسهم بالقول بأن ما اقدموا عليه كان دفاعا عن النفس‚ وعلى عكس الاساءة للسجناء التي نشر عنها في وسائل الاعلام الشيء الكثير فان هذه الحالات عرفت على مستوى اقل بكثير ولكنها تسببت بحدوث انقسام بشأن تعريف القتل في منطقة الحرب‚ وأدى نشر هذه الاحداث الى اثارة تذمرات بين الجنود‚ \r\n \r\n في البلدة التي يقيم بها بيرغ يعرب السكان صراحة عن دعمهم له‚ يقول ريتش هندريكس احد المحاربين القدامى في فيتنام الذي سافر الى بلدة بيرغ ليعلن عن تضامنه معه «انني اقول انهم يفعلون افضل ما لديهم‚ في منطقة القتال ليس بوسعك معرفة الصديق من العدو‚ ما الذي يتوجب عليه فعله؟»‚ \r\n \r\n ومنذ انطلاق شرارة الحرب في العراق قبل أكثر من سنتين تورط اكثر من 20 جنديا ومن رجال المارينز بقضايا قتل عراقيين وفي حالات عديدة قال المتورطون انهم كانوا في حالة دفاع عن النفس‚ وهناك افراد من البحرية ايضا يحقق معهم بمقتل اثنين من المعتقلين ولم توجه حتى الآن اي تهم اليهم‚ \r\n \r\n احد الجنود أدين بقتل صبي عراقي يبلغ من العمر 17 عاما وقال انه كان يمارس معه الجنس في برج للحراسة‚ وأربعة جنود آخرين اتهموا بخنق معتقل عراقي من خلال حشره في حقيبة للسفر واغلاقها عليه‚ وجندي آخر اطلق النار على عراقي اعزل وأرداه قتيلا بالرغم من انه كان يرفع راية بيضاء‚ \r\n \r\n وفي حالات اخرى اقر الجنود بدورهم في حوادث أدت الى الموت حيث ذكر بعضهم انه اطلقوا النار على جرحى عراقيين ليريحوهم من الآلام التي كانوا يعانون منها‚ اما الاكثر اثارة للجدل فاولئك الذين على شاكلة بيرغ الذين ذكروا أنهم فعلوا ما فعلوه دفاعا عن النفس حيث احسوا بتهديد يعرض حياتهم للخطر وهذا برأيهم ما تسمح به قواعد الاشتباك العسكرية‚ \r\n \r\n لكن شهود العيان ذكروا أنهم شاهدوا شيئا مختلفا بالكامل‚ احد افراد المارينز ذكر في نيويورك انه قتل اثنين من العراقيين كان قد اعتقلهم للتو لأنهما ارتكبا حركات أحس معها بالخطر‚ ولكن السؤال في هذه الحالة هو لما أفرغ خزان سلاحه الاول ثم اعاد تعبئة السلاح بخزان جديد واستأنف بعدها اطلاق النار؟ \r\n \r\n جندي آخر ذكر انه رأى عراقيا يقترب من زميل له في احد الحقول فأطلق عليه النار وأرداه قتيلا‚ وما لم يقله هذا الجندي هو ان العراقي القتيل كان مقيد اليدين عندما اطلقت عليه النار‚ الجندي اجاب على ذلك بالقول انه لم ينتبه لقيد العراقي‚ \r\n \r\n البعض يعيد السبب في كل هذا اتجاه الحرب العراقية للمزيد من التعقيد بسبب حرب المدن التي تزداد اشتعالا والخوف من العمليات الفدائية واخفاء المتفجرات ووجود اعداء غير مؤكدين‚ نسبة عالية جدا من الجنود الاميركيين يشعرون بعصبية متزايدة نتيجة انخراطهم في هذه الحرب التي طال أمدها وتصل نسبة هؤلاء الى 90%‚ \r\n \r\n ووجهت الى بيرغ تهمة القتل غير العمد والكذب تحت اليمين واصدار بيانات كاذبة واصابة نفسه في أرض المعركة وارتداء ميدالية للشجاعة لا يستحقها‚ \r\n \r\n من ناحية اخرى اعطى القادة العسكريون الاميركيون في بغداد وواشنطن تقييما جديدا للحرب مما ساهم في تعكير الامزجة وزيادة القلق الامر الذي دفع بوزيرة الخارجية الاميركية للقيام على عجل بزيارة سريعة للعراق من اجل اجراء محادثات مع الحكومة الجديدة‚ \r\n \r\n المقابلات والبيانات التي صدرت عن الجنرالات مؤخرا تعكس تراجعات عن النبرة التفاؤلية التي سادت حتى وقت قريب بأن الاتجاهات الايجابية في العراق قد تسمح للولايات المتحدة بتخفيض عدد قواتها والبالغ عددها 138 ألف جندي مع بداية 2006‚ لكن احد كبار المسؤولين العسكريين الاميركيين ذكر ان التورط الاميركي قد «يستمر لسنوات كثيرة»‚ من جهة اخرى ذكر الجنرال أبي زيد قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط في لقاء اجري معه في واشنطن ان احدى المشاكل العويصة التي تواجه قواته هي ذلك التقدم المخيب للآمال الحاصل في قوات الامن العراقية حيث ما تزال هذه القوات لا تقوى على الوقوف في وجه المقاومة مما لا يسمح للقوات الاميركية بتخفيض دورها‚ فمع أول رصاصة يطلقها المقاومون يصاب افراد قوات الامن العراقية بالرعب الشديد ويكونون على استعداد للفرار من أرض المعركة دون وعي‚ \r\n \r\n الرئيس الاميركي دعا بدوره في خطاب الى التحلي بالصبر في تقييم التقدم في العراق نحو الديمقراطية‚ \r\n \r\n الجنرال ابي زيد عادة ما يتواجد في واشنطن للتحدث مع الرئيس بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وقد حضر الى واشنطن للمشاركة في اجتماع للقادة الاقليميين للقوات الاميركية حول العالم‚ \r\n \r\n احد كبار المسؤولين ذكر انه تم حتى الآن خلال هذا الشهر شنت 21 عملية فدائية مقابل 25 عملية خلال العام الماضي كاملا بمعنى انه حدث تراجع في نشاط المقاومين في بغداد لفترة عدت الاكثر دموية مما دفع البعض للاعتقاد بأن الضغوط الاميركية المتمثلة في اعتقال صناع قنابل ترك المقاومين غير قادرين على شن المزيد من الهجمات المطولة‚ \r\n \r\n وذكر ذلك المسؤول انه رغم النجاحات التي حققتها القوات الاميركية في تفكيك الكثير من خلايا المقاومين مما ادى الى اعتقال 1100 مشتبه به خلال الثمانين يوما الماضية الا انه ليس بمقدور احد ضمان النجاح في تحقيق الاهداف الاميركية‚ \r\n \r\n وذكر المسؤول «انه رغم هذه النجاحات فان الاهداف الاميركية يمكن في النهاية ان تفشل»‚ \r\n \r\n وينتظر الاميركيون من الحكومة العراقية الجديدة ان تبدأ بالعمل في زيادة ثقة الجمهور بها بما يبعدهم عن المقاومة‚ وذكر مسؤول اميركي آخر «من اجل ان يكون التمرد ناجحا يجب الا تكون هناك ثقة كبيرة في الحكومة وهذا ما يعمل المتمردون على تحقيقه‚ انك في وسط نزاع وأنت تحاول العثور على أسس للوقوف عليها لاستجماع قواك»‚ \r\n \r\n مشكلة اخرى ظهرت مؤخرا من وجهة نظر الاميركيين تمثلت في الحظر الذي اصدرته الحكومة الجديدة على شن اي غارات على المساجد‚ ويعمل الاميركيون الآن على ممارسة الضغوط على الحكومة للتراجع عن قرارها ذاك‚ والذي يزعج الاميركيين ان هذا الحظر اعلن من قبل وزير الدفاع الجديد سعدون الدليمي دون وجود موافقة حكومية عريضة عليه‚ \r\n \r\n ومن أجل رفع ثقة الرأي العام بها يتوجب على الحكومة العمل على تخفيف عدد الهجمات التي يقوم بها المقاومون اضافة الى تنفيس غضب الشعب على عدم وجود أي تحسينات في الخدمات العامة مثل الكهرباء التي اصبح وضعها الحالي اسوأ بكثير من العام الماضي‚ \r\n \r\n وما يزال هناك من العسكريين الاميركيين من يكابر ويقول «اننا سنحقق النجاح على المدى البعيد ولكن ذلك سيستغرق سنوات بل سنوات طويلة»‚ وبعد الانتخابات التي جرت في يناير سادت نغمة تفاؤل ولكن يبدو ان الامور لم تسر كما تشتهي السفن الاميركية‚ \r\n \r\n ولا يخفي القادة الاميركيون ارتباكهم نتيجة لقدرة المقاومة العراقية على تجميع قواتها والتقاط أنفاسها لتعيد الكرة من جديد وتربك الحسابات الاميركية وحسابات الحكومة العراقية الجديدة‚ \r\n \r\n سارعت رايس بالسفر الى بغداد والتقت مع قادة الشيعة وطالبتهم باتخاذ مواقف اكثر اقناعا تجاه الطائفة السنية العربية مؤكدة ان النجاح في الحرب يتطلب استراتيجية سياسية بما يشجع بعض فصائل السنة على اللجوء الى السلام‚ \r\n \r\n ولا يخفى على احد ان عملية بناء القوات الامنية العراقية اصبحت مخيبة للآمال‚ وظهر ذلك واضحا من خلال غياب تلك القوات عن المشاركة في الهجوم الذي شنه الاميركيون على مواقع المقاومة قرب الحدود السورية‚ في هذه الهجمات تقول القوات الاميركية انها قتلت 125 مقاوما وخسرت 14 من جنودها‚ ويبدو ان خيبة الاميركيين كانت كبيرة حيث كانوا يطمحون باعتقال أبو مصعب الزرقاوي وهو أمر لم يتم لهم‚ \r\n \r\n وتتواصل الخيبات‚ \r\n