\r\n مقارنة بالطريقة التي اختارت الاجيال السابقة من الالمان اعتراف او انكار معنى الذكرى السنوية فان نظرة الجيل الحالي مختلفة تماما‚ \r\n \r\n على الاقل حتى أواسط الثمانينيات حسب ما يقوله المؤرخون كان معظم الالمان يرون نهاية الحرب العالمية الثانية يوم استسلام وكان الحديث عن الديمقراطية والحرية يكاد يكون خارج تصورهم‚ \r\n \r\n وحتى في الذكرى الخمسين كانت الاحداث العامة تتسم بالوجوم والسرية وكان المؤرخون والسياسيون الالمان يتصارعون على العثور على اجابة عن سؤال يقع في صلب هوية ألمانيا الحديثة هل كان استسلام هتلر هزيمة أم تحريرا؟ \r\n \r\n هذه المسألة اصبحت محسومة حاليا‚ هذا ما يقوله وولف كوهنيلت منسق برنامج الاحتفالات لهذا العام الذي يضم 300 حدث في برلين احتفالا بالذكرى الستين لهزيمة النازية‚ وبالطبع باستثناء اقلية صغيرة اصبح هناك اجماع على أن عام 1945 وضع نهاية لنظام غير عادل‚ \r\n \r\n هذه النظرة اظهرها استطلاع للرأي اجري هذا الشهر حيث تبين أن 80 بالمائة من الالمان يعتبرون يوم 8 مايو 1945 يوم تحرير‚ \r\n \r\n ويقول كوهنيلت ايضا أصبح لدى المواطن الالماني العادي نظرة اكثر بعدا وتجددا الى تاريخ بلادهم‚ فالجيل الذي ولد مباشرة بعد انتهاء الحرب مباشرة كان مصدوما وموصوما بفترة ثقافة الحرب 1933-1945 وكان مصمما «تجاهلها» او وضع خط تحتها ولكنهم اليوم اقل نفوذا مما كانوا خلال مناسبات الذكرى السنوية السابقة لانتهاء الحرب‚ \r\n \r\n فعلى سبيل المثال هلموت كول الذي اشرف على احتفالات الذكرى ال «50» والذي ولد في عام 1930 ربما قطع مسافة نحو الاعتراف بالماضي ولكنه لم يكن صريحا مثل غيرهارد شرودر المستشار حاليا البالغ من العمر 61 عاما والذي يعتبر أول زعيم ألماني لم يشب خلال الحقبة النازية‚ \r\n \r\n \r\n كما ان الخوف الذي عاشه الكثيرون سيختفي مع وفاة آخر الذين عايشوا أهوال الحرب بحلول عام 2015‚ \r\n \r\n في المتحف التاريخي الالماني الواقع على مقربة من بوابة براندونبورغ يصطف الناس في طوابير للاطلاع على المعروضات الجديدة التي تجسد معنى يوم 8 مايو 1945 في المانيا الحديثة‚ ويقول مدير المتحف هانز انوماير ان هذا التاريخ يمثل خطا فاصلا عميقا في تاريخ المانيا والناس الآن يريدون فهم هذا الامر بصورة افضل‚ \r\n \r\n ان الاشارات على هذا الانفتاح الاكبر بدأت في الظهور منذ بعض الوقت‚ فعلى سبيل المثال الفيلم «السقوط» تم تدشينه العام الماضي وتدور احداثه حول الايام الاخيرة لهتلر كان بمثابة الولوج في ارض جديدة في تقديم الجانب الانساني الواقعي للدكتاتور واجتذب الفيلم جمهورا ضخما‚ كما ان افتتاح النصب التذكاري الخاص بالهولوكوست المحرقة اليهودية على ايدي النازية في برلين يعتبر علامة جادة وبارزة على استعداد الالمان للتعامل مع ماضيهم‚ هذا ما يقوله المعلقون‚ \r\n \r\n يحدد المؤرخون الخطاب الذي ألقاه عام 1985 ريتشارد فون ويزساكر الرئيس الفيدرالي آنذاك باعتباره الزناد الذي اشعل فتيل التحول نحو النظرة الجديدة للالمان تجاه ماضيهم‚ ففي ذلك الخطاب لم يشر الى 8 مايو 1945‚ كبداية للتحرر من النازية وانما لمعالجة موضوع آخر حساس جدا عندما قال ان الالمان الذين تعاونوا مع النظام النازي يتحملون جزءا من المسؤولية عن جرائم نظام هتلر‚ \r\n \r\n وقد ادى الطلب المتزايد على الكتاب الذي يتناول ذلك الخطاب الى طباعة ملايين النسخ كما ان نصف خطاب ويزساكر اصبح متوافرا بتسجيله الاصلي بصوته‚ \r\n \r\n لكن مع ذلك ما زال هناك جدل يدور ولم يختف تماما حول قصف الحلفاء لمدينة درزون وهو ما زاد من المرارة التي يشعر بها الالمان وأنهم ايضا كانوا ضحايا خلال الحرب‚ وما زالت اصوات النازيين الجدد عالية رغم كونهم مجموعة هامشية وقد هددوا بشن مسيرات احياء لذكرى يوم 8 مايو 1945 باعتباره هزيمة نكراء لألمانيا‚ \r\n