البطاطس ب 12.5 جنيه.. أسعار الخضار والفاكهة الإثنين 18 أغسطس 2025 في أسواق الشرقية    ارتفاع أسعار الذهب اليوم الاثنين 18-8-2025 عالميًا بعد هبوط 14 يومًا    ارتفاع كبير ل الدولار الأمريكي اليوم الاثنين 18-8-2025 عالميًا.. وتأرجح بقية العملات الأجنبية    تحرك الدفعة ال 17من شاحنات المساعدات إلي معبر كرم أبو سالم    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة.. بسيوني يقود قمة المصري وبيراميدز    نيكو ويليامز.. شوكة في قلب إشبيلية    كل ما تريد معرفته عن مسابقة توظيف بريد الجزائر 2025.. الموعد والشروط وطريقة التسجيل    قرارات صارمة من وزارة التربية والتعليم استعدادًا للعام الدراسي الجديد 20262025 (تعرف عليها)    مصرع سيدة في حادث سير ب شمال سيناء    دعه ينفذ دعه يمر فالمنصب لحظة سوف تمر    إساءات للذات الإلهية.. جامعة الأزهر فرع أسيوط ترد على شكوى أستاذة عن توقف راتبها    "أي حكم يغلط يتحاسب".. خبير تحكيمي يعلق على طرد محمد هاني بمباراة الأهلي وفاركو    ترامب يهاجم وسائل الإعلام الكاذبة بشأن اختيار مكان انعقاد قمته مع بوتين    تامر عبدالمنعم: «سينما الشعب» تتيح الفن للجميع وتدعم مواجهة التطرف    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 18 أغسطس    وصفة مغذية وسهلة التحضير، طريقة عمل كبد الفراخ    أسفار الحج 13.. من أضاء المسجد النبوى "مصرى"    أحمد إبراهيم يوضح موقفه من أزمة مها أحمد.. ماذا قال؟    قد يكون مؤشر على مشكلة صحية.. أبرز أسباب تورم القدمين    الأونروا: ما يحدث في قطاع غزة أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية    بدء اختبارات كشف الهيئة لطلاب مدارس التمريض بالإسكندرية    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    البنك المصري الخليجي يتصدر المتعاملين الرئيسيين بالبورصة خلال جلسة بداية الأسبوع    "لا يصلح"... رضا عبدالعال يوجه انتقادات قوية ليانيك فيريرا    أحمد شوبير يكشف موعد عودة إمام عاشور للمشاركة في المباريات مع الأهلي    رئيس "حماية المستهلك": وفرة السلع في الأسواق الضامن لتنظيم الأسعار تلقائيًا    وزارة التربية والتعليم تصدر 24 توجيهًا قبل بدء العام الدراسي الجديد.. تشديدات بشأن الحضور والضرب في المدراس    مصرع طفل أسفل عجلات القطار في أسيوط    التحقيق في مقتل لاعبة جودو برصاص زوجها داخل شقتهما بالإسكندرية    أوسيم تضيء بذكراه، الكنيسة تحيي ذكرى نياحة القديس مويسيس الأسقف الزاهد    موعد فتح باب التقديم لوظائف وزارة الإسكان 2025    سامح حسين يعلن وفاة الطفل حمزة ابن شقيقه عن عمر يناهز ال 4 سنوات    هاجر الشرنوبي تدعو ل أنغام: «ربنا يعفي عنها»    حدث بالفن | عزاء تيمور تيمور وفنان ينجو من الغرق وتطورات خطيرة في حالة أنغام الصحية    إيران تؤكد احترام سيادة لبنان وتعلن دعمها في مواجهة إسرائيل    احتجاجات غاضبة أمام مقر نتنياهو تتحول إلى مواجهات عنيفة    سامح حسين يعلن وفاة نجل شقيقه عن عمر 4 سنوات    الأمم المتحدة: نصف مليون فلسطيني في غزة مهددون بالمجاعة    أبرز تصريحات رئيس الوزراء خلال لقائه نظيره الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى    حضريها في المنزل بمكونات اقتصادية، الوافل حلوى لذيذة تباع بأسعار عالية    متحدث الصحة يفجر مفاجأة بشأن خطف الأطفال وسرقة الأعضاء البشرية (فيديو)    متحدث الصحة يكشف حقيقة الادعاءات بخطف الأطفال لسرقة أعضائهم    أمسية دينية بلمسة ياسين التهامى فى حفل مهرجان القلعة    وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية يفتتحان الملتقى القومي الثالث للسمسمية    السكة الحديد: تشغيل القطار الخامس لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    ماكرون: بوتين لا يريد السلام بل يريد الاستسلام مع أوكرانيا    أشرف صبحي يجتمع باللجنة الأولمبية لبحث الاستعدادات لأولمبياد لوس أنجلوس    ننشر أقوال السائق في واقعة مطاردة فتيات طريق الواحات    بداية متواضعة.. ماذا قدم مصطفى محمد في مباراة نانت ضد باريس سان جيرمان؟    رضا عبد العال: فيريرا لا يصلح للزمالك.. وعلامة استفهام حول استبعاد شيكو بانزا    مواجهة مع شخص متعالي.. حظ برج القوس اليوم 18 أغسطس    «الصيف يُلملم أوراقه».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: منخفض جوى قادم    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في واقعة مطاردة طريق الواحات    تنسيق الثانوية العامة 2025 المرحلة الثالثة.. كليات التربية ب أنواعها المتاحة علمي علوم ورياضة وأدبي    حماية المستهلك: نلمس استجابة سريعة من معظم التجار تجاه مبادرة خفض الأسعار    هل يجوز ارتداء الملابس على الموضة؟.. أمين الفتوى يوضح    وزير قطاع الأعمال يشهد حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الدراسات العليا في الإدارة بالأكاديمية العربية    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البريطاني الذي صاغ وعد بلفور وخرب العلاقات مع ألمانيا
نشر في التغيير يوم 10 - 05 - 2005

كيف نجح البريطاني ليوبولد ايميري في كتمان هويته الدينية
\r\n
\r\n
يقول البروفسور روبنشتاين: «إن نجاح ليوبولد ايميري في إخفاء دينه اليهودي (والظهور بمظهر المسيحي) يعد أكبر عملية إخفاء للشخصية الحقيقية في التاريخ السياسي للقرن العشرين» (مجلة التاريخ المعاصر). فقد كان ليوبولد إيميري من القادة السياسيين للمحافظين ومن الحلفاء المقربين والأصدقاء الموثوقين عند أحد قادة الحروب البريطانية وينستون تشرشيل، بل إن إيميري كان مؤلف وعد بلفور الشهير الذي صدر عام 1917 وتعهد بأن تقدم الحكومة البريطانية الدعم والتأييد لاغتصاب واستيطان اليهود لفلسطين (كلمة اغتصاب جاءت بالنص الإنكليزي لهذا المقال)؛ وكان إيميري طوال حياته وعمله يخفي أصوله اليهودية، لكن البروفسور روبنشتاين وهو يهودي بريطاني أيضاً يسلط الضوء هنا على الخداع الذي قام به ايميري بشكل ناجح ويثبت ذلك بدون أدنى شك. وفي التحقيق الذي يقدمه حول ماضي وأصول ايميري يقول البروفسور روبنشتاين إن إيميري ضلل وخدع الجميع بشأن ماضيه وأصله اليهودي ولم يتطرق إليه أو يذكره في كتاب ألفه وأصدره ايميري نفسه باسم «حياتي السياسية» ونشره قبل موته في عام 1955. ففي هذا الكتاب أعلن ايميري أن والده تشارلز فريدريك ايميري من عائلة كانت تعيش في الريف الغربي الإنكليزي، لكن المؤرخ البريطاني البروفسور روبنشتاين يقول إن ايميري حاول في كتابه إخفاء دين والدته وأصولها. فهو لم يذكر في كتابه سوى أن أمه اليزابيت لايتنير ايميري وأضاف إلى اسمها اسم عائلة والده، كانت من بين الهنغاريين الذين هاجرت أسرتها بعد أحداث 1848 والثورة التي وقعت في هنغاريا إلى بريطانيا بعد فرارها إلى اسطنبول ثم رحيلها إلى بريطانيا. والحقيقة التي يكشفها روبنشتاين في دراسته الجديدة أن والدة إيميري ولدت في عام 1841 لأبوين يهوديين كانا يعيشان في مدينة بيست التي أصبحت في ما بعد جزءاً من عاصمة هنغاريا «بودابيست» وكانت منطقة بيست تضم حياً يهودياً. وكانت أم اليزابيت والدة ليوبولد ايميري تدعى اليزابيت يوحنان سافير وهي عائلة يهودية تقليدية في ذلك الحي. ويكشف البروفسور اليهودي روبنشتاين أن إيميري أخفى أيضاً الاسم المركب الذي حمله وهو ليبولد موريتس وحوله إلى اسم أكثر قرباً من الإنكليزية وهو ليوبولود موريس وكان سبب هذا الإخفاء والتعديل هو إبعاد أي مؤشر أو شك يقود إلى معرفة أصله اليهودي. أما والدة ايميري فمعروفة بأنها من اليهوديات المحافظات على الدين اليهودي ومن اللواتي تعلّمن التاريخ اليهودي السلفي الأورثوذوكسي وقد أنشأت ابنها على هذه التقاليد. وقد ظهرت مشاعر وتصرفات إيميري الهستيرية أحياناً ضد الألمان في الحرب العالمية الأولى والثانية والسنوات التي أعقبت الحرب الثانية بشكل لا يقبل أدنى شك بيهوديته التي كانت معادية للألمان وللمسيحية تماماً. ففي عام 1917 كان ايميري يحتل منصب مساعد وزير الحرب البريطاني وظهر بمظهر الإنكليزي المتعصب لخداع المسؤولين البريطانيين حين وضع مسوّدة أخطر وثيقة صهيونية يهودية دموية هي «إعلان وعد بلفور» الذي أصدره اللورد بلفور وزير الخارجية البريطاني في العام نفسه. وكان بلفور هو أيضاً من وقع باسم الحكومة البريطانية اتفاقية فيرساي التي قادت مباشرة إلى إعلان الحرب البريطانية على ألمانيا وتسببت بدمار وخراب في أوروبا كلها.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
الوثيقة الشريرة
\r\n
\r\n
شكل «تقرير بلفور» والوعد الذي صدر عنه أخطر وثيقة شريرة استندت إليها الحركة الصهيونية واليهود المؤيدين لها في وضع ميثاق تأسيس دولة إسرائيل الذي حمل معه المحرقة للفلسطينيين. وكان أهم دافع يحرك ايميري في وزارة الدفاع هو مصلحة الحركة الصهيونية التي يؤيدها ويتبنى مصالحها بشكل أساسي. وهو من أنشأ من مكتبه في وزارة الدفاع أول قوة عسكرية مسلحة من اليهود لوحدهم وأطلق عليها اسم «الكتيبة اليهودية» في الحرب العالمية الأولى وهي أول جيش يهودي صغير ينشأ منذ العهد الروماني الذي حكم خلاله الرومان فلسطين في الماضي. وتشكلت هذه الكتيبة من عدد من السرايا التي التحق بها جنود من أصل يهودي ومن مختلف الجنسيات البريطانية وغير البريطانية وعملت تحت العلم البريطاني وإشراف وزارة الدفاع البريطانية والدور الذي يقوم به ايميري داخلها لتدريبها وتحديد مهامها. وأصبحت هذه القوة العسكرية اليهودية هي النواة والقاعدة التي أنشئ على أساسها الجيش الإسرائيلي داخل فلسطين (أثناء الانتداب البريطاني) والذي عرف باسم (الهاغاناه) منظمة (الدفاع العسكرية). وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واحتلال فلسطين من قبل الجيش البريطاني تحول جنود هذه السرايا إلى جنوب في المنظمات العسكرية الصهيونية اليهودية في فلسطين ومواطنين يهوداً تحت إدارة الانتداب البريطاني ومحاربين ضد المقاومة الفلسطينية التي عارضت سلب أراضيها من قبل هذا الجيش اليهودي المدعوم من الجيش البريطاني وحكومة الانتداب. وشارك هؤلاء الجنود في النهاية في جميع المعارك التي جرت في فلسطين المحتلة ضد الفلسطينيين منذ العشرينات حتى إعلان إسرائىل عام 1947، والحرب التي وقعت عام 1948 والمذابح التي ارتكبت لإجبار الفلسطينيين على الهروب من بيوتهم وأراضيهم إلى الدول العربية المجاورة.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
الإرهاب اليهودي في فلسطين أثناء الانتداب البريطاني
\r\n
\r\n
اتسع الإرهاب الصهيوني الذي مارسته المنظمات اليهودية المسلحة في فلسطين حتى طال الحلفاء البريطانيين أيضاً عن طريق الخطف ووضع المتفجرات في أماكن تجمع البريطانيين داخل فلسطين. وكان من بين أهم العمليات الإرهابية التي نفذتها هذه المنظمات التفجير الضخم الذي وقع في فندق الملك داوود في مدينة القدس والذي راح ضحيته 105 من البريطانيين كان الكثيرون منهم من النساء والأطفال. لكن هذه الجرائم جرى إخفاؤها وشطبها من كتب التاريخ بموجب ما يقول روبنشتاين. وفي ذلك الوقت نفسه وأحداثه الواضحة في فلسطين المحتلة لم تتسبب المشاعر العلنية والمواقف التي كان ايميري يؤيد من خلالها اليهود في فلسطين في إثارة أي علامة استفهام حوله لأن هويته وأصله اليهودي لم يظهرا مطلقاً لأحد من بين زملائه في الحكومة البريطانية. بل إن أنتوني إيدن الذي كان يعتبر من المعادين لليهود وهو أحد زملاء إيميري في الحكومة في ذلك الوقت لم يشعر بأن صديقه إيميري من أصل يهودي رغم تحمسه الظاهر لهم ولما يقومون به في فلسطين، (أصبح ايدن بعد ذلك رئيساً للحكومة البريطانية) ومن المفترض القول إن رجال السياسة البريطانية وأصحاب القرار في لندن كانوا قد اعتبروا أن حماسة ودعم ايميري لليهود والحركة الصهيونية مجرد موقف يصب في مصلحة بريطانيا وهيمنتها وسياستها الاستعمارية في آسيا في ذلك الوقت. لكن هذه السياسة ومن كان يديرها تسببت بكراهية العرب الشديدة لبريطانيا حتى يومنا هذا، فالعرب ازدادت كراهيتهم لبريطانيا إلى حد جعل البريطانيين يفقدون مليارات الجنيهات الإنكليزية وعشرات الآلاف من الوظائف في البلدان العربية. وفي الفترة الممتدة من عام 1925 حتى 1929 استلم ستانلي بالدوين رئاسة الحكومة البريطانية عن حزب المحافظين، وفي الفترة نفسها تسلم إيميري منصب وزير شؤون دول الكومونويلث أي وزير المستعمرات البريطانية وبدأ من منصبه هذا بتقديم دعم كبير لليهود البريطانيين وتسهيل استغلالهم المالي والتجاري والسياسي في عدد من المستعمرات البريطانية بل وفي دول كثيرة في العالم. ونجح في ذلك الوقت أيضاً في إخفاء شخصيته اليهودية الصهيونية من دون أن يشك به أي من زملائه الوزراء أو أعضاء مجلس العموم (البرلمان) البريطاني رغم النشاطات والقرارات كافة التي كان يتبناها لمصلحة اليهود البريطانيين واليهود في فلسطين.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
ايميري والحرب على ألمانيا عام 1940
\r\n
\r\n
تعتبر الحرب البريطانية على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية من المحطات التي أبرزت ايميري بصفة البريطاني والجنتلمان السياسي وذلك في شهر أيار/ مايو عام 1940 حين لعب دوراً حاسماً ومهماً في إسقاط حكومة نيفيل تشامبرلين البريطانية التي سعت إلى تبني سياسة سلمية في أوروبا واتجاه ألمانيا في ذلك الوقت. فقد كان ايميري هو الذي ألقى خطاباً شديد الوقاحة والجرأة استفز فيه وتسلل من خلاله إلى مشاعر أعضاء البرلمان البريطاني للمطالبة بإسقاط حكومة تشامبرلين بعد إعلانها المشترك مع ألمانيا التهدئة السلمية في أعقاب بعض التهديدات الألمانية لأوروبا. ففي ذلك الوقت أنهى إيميري خطابه الناري ضد ألمانيا موجهاً حديثه إلى رئيس الحكومة تشامبرلين: «إنني أدعوك باسم الرب أن تغادر هذا ما ينبغي أن نفعله معك، أن تغادر». وكان هذا الخطاب من المؤشرات الأولى على سقوط جناح «السلام في أوروبا» من داخل حزب المحافظين وفتح الباب أمام التيارات والمجموعات الحزبية والسياسية البريطانية التي تؤيد بحرارة الحرب على ألمانيا لإبعادها عن موقع المنافس التجاري والصناعي ضد بريطانيا ومن أجل نهب بريطانيا لألمانيا التي كانت تعد من أكثر الدول ازدهاراً في نهاية الثلاثينات. ولم يكن الكثيرون يعرفون أن نصف المجموعات السياسية والاقتصادية الداعمة لشن الحرب على ألمانيا كانت من أصحاب أسهم مصانع إنتاج الذخائر والأسلحة العسكرية. وكان ايميري بصفته اليهودية التي لا يعرفها أحد لديه أسباب كثيرة لإذكاء نار الحرب البريطانية على ألمانيا ومهاجمة تشامبرلين وسياسته السلمية في أوروبا واتجاه ألمانيا في ذلك الوقت. وبعد اشتراك بريطانيا في الحرب ضد ألمانيا ظهر جلياً أن تشامبرلين كان واحداً إن لم يكن آخر رجال السياسة البريطانيين العقلاء والمحترمين في تاريخ الحكم البريطاني.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
كيف جرّ اليهود الصهيونيون بريطانيا إلى الحرب ضد ألمانيا؟
\r\n
\r\n
لم يكن إيميري قد نسي الكلمات التي أعلنها تشامبرلين في أيلول/ سبتمبر عام 1939 أو تسامح عنها حين قال تشامبرلين: لوزير خارجيته اللورد هاليفاكس: «إن يهود الولايات المتحدة يدفعون بنا ويريدون جرنا إلى خوض حرب كبيرة» (ويذكر أن هناك مؤرخين يعتبرون أن واشنطن واليهود فيها أدركوا أن من مصلحتهم إشغال أوروبا في حرب مدمرة توفر للأميركيين فرصة وراثة مستعمرات بريطانيا وفرنسا في آسيا والعالم). ولذلك فاز الجناح المؤيد للحرب داخل حزب المحافظين وهو الجناح الذي كان إيميري من بين قادته وكان وينستون تشرتشل زعيمه، واستطاع هذا الجناح فرض سياسته على الحزب والحكومة، فتجاهلت الحكومة البريطانية مقترحات السلام الألمانية وأدخلت السياسة البريطانية في نزاع عالمي نتجت عنه أكبر كوارث الحرب وأشدها وحشية ودموية في تاريخ الجنس البشري. وفي النهاية تسببت هذه الحرب وانتصار الحلفاء فيها بتحويل نصف أوروبا إلى دول شيوعية بقيادة الاتحاد السوفياتي وإلى تحويل فلسطين رسمياً وعملياً إلى دولة يهودية كنواة للإمبراطورية الصهيونية اليهودية في هذا العالم. ويقول البروفسور روبنشتاين إنه اكتشف شخصية إيميري وإخفائه ليهوديته بعد أن بدأ يتحقق من حدسه الداخلي ويتابع مستلزماته في البحث والتدقيق والتفتيش عن مراجع خلال سنوات كثيرة. وقال في المقال الذي نشره في مجلة «التاريخ المعاصر»: «كنت متأكداً بنسبة 75% مما سوف أتوصل إليه قبل شروعي بالبحث والتفتيش عن مراجع. ولأنني كنت قادراً على الاطلاع بصفتي يهودياً على المراجع اليهودية والمصادر البريطانية وعلى طرق التفكير اليهودي تمكنت من جمع القطع الصغيرة للقصة الكاملة دون صعوبة كبيرة». وظهر لروبنشتاين قصة مستغربة تثير التهكم هي أن ابن ليوبولد إيميري الذي يدعى جون كان والده قد أبعده وتنكر له ولم يرغب بذكره لأنه من المنتمين لحزب فاشي بريطاني يكره اليهود. وظهر أيضاً أن جون فرّ إلى ألمانيا للعيش فيها وبقي فيها أثناء الحرب البريطانية ضد ألمانيا، وبدأ في نفس ظروف الحرب يقوم بإذاعة رسائل من راديو برلين يدعو فيه إلى السلم بين بريطانيا وألمانيا ويحرض الشعب البريطاني على الثورة على «الديكتاتور» البريطاني وينستون تشرتشل وزمرة الحرب التي يقودها. فبينما كان إيميري يحرض على الحرب ضد ألمانيا ويشارك فيها أثناء سنواتها الأولى كان ابنه جون يحرض ضد بريطانيا ويقف إلى جانب ألمانيا بصفته بريطانياً ضد الحرب بين الدولتين. في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية واستسلام ألمانيا فرّ جون إلى إيطاليا للنجاة والتهرب من العقاب، لكن قوات الحلفاء اعتقلته وسلمته مقيداً إلى بريطانيا وجرت محاكمته بشكل فوري بتهمة «الخيانة العظمى» وصدر الحكم بإعدامه شنقاً. وفي أحد سجون لندن جرى تنفيذ الحكم فيه وقذف بجثته دون أي طقوس دينية مسيحية أو يهودية إلى داخل حفرة في سجن بنتون فيل. وبعد تنفيذ الإعدام قال البريطاني الذي نفذ الإعدام ألبيرت بيربونيت إن جون إيميري كان من أشجع الرجال الذين نفذ فيهم حكم الإعدام شنقاً. ولعل جون مات دون أن يدري عن ماضي والده وأصوله اليهودية، فهذا السؤال ربما مات معه ولا يمكن التأكد من الإجابة عليه رغم أن روبنشتاين يرى وجود احتمال لمعرفة جون بأن والده يهودي. وهناك شقيق آخر لجون ويدعى (جون) أيضاً تمكن من العمل مع والده وأصبح من بين الشخصيات البارزة في الحكومات البريطانية التي تشكلت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتوفي قبل سنوات ودفن معه سرّ أبيه ولم يتطرق مطلقاً أثناء حياته إلى الأصول اليهودية الهنغارية التي أخفاها والده. وحاول البروفيسور روبنشتاين البحث في الأسباب التي دعت إيميري إلى إخفاء جذوره اليهودية في بريطانيا. ويبدو أنه في تلك الفترة من بداية القرن العشرين كان المجتمع البريطاني يتعامل مع اليهود بنوع من الاشمئزاز والامتعاض. ومع ذلك يرى روبنشتاين أن أحد أسباب إخفاء جذوره اليهودية ربما يعود إلى طموحه بالدخول إلى قلب المجتمع الإنكليزي كما أن الكشف عن هذه الجذور داخل مدرسة خاصة للنخبة البريطانية قد يؤدي إلى حرمانه منها، وهذا ما جعله منذ ذلك الوقت يبرز صورته كإنكليزي وطني. ويشير روبنشتاين إلى أن معظم الذين يخفون جذورهم اليهودية ويرغبون بعدم معرفة أحد بها عادة ما يميلون إلى الإعراب عن مشاعر معادية لليهود لخدمة غايتهم في عدم إثارة الشكوك حول يهوديتهم وهو ما لم يفعله إيميري. فقد فضل إيميري الظهور بمظهر الإنكليزي المتشدد في وطنيته الإنكليزية لكي يخدم إسرائيل ويهوذا جنباً إلى جنب مع وينستون تشرتشل الذي أعجب بالصهيونية ووفر الدعم لها على غرار الصهيوني الأميركي الآخر الرئيس فرانكلين روزفيلت في ذلك الوقت.
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.