\r\n من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها جولة كبيرة الدبلوماسية الامريكية - وان ظّلت من دون ترويج بارز - كيفية التعامل مع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إىل. فليس واضحا فيما اذا كانت الوزيرة رايس تستطيع حشد الروافع والمهارات لاستئناف المباحثات السداسية الميتة حول كوريا. وكذلك الحال غير واضح بالنسبة لجدوى الموقف الامريكي, كما يقول بعض الخبراء, فواشنطن تصّر على ان توافق كوريا الشمالية على نزع اسلحتها نزعا كاملا اولاً. \r\n \r\n فمنذ ان اعلن نظام الرئيس كيم عن حيازته لاسلحة نووية, ما زالت رايس تقول ان كوريا الشمالية تزيد من عزلتها, وان »الولاياتالمتحدة قد توصلت الى اتفاق مع خمسة شركاء«, ومع ذلك, فقد تجد وزيرة خارجية الامريكية في سيؤل وبكين, ان موقف الولاياتالمتحدة معزول ايضاً فبعد ان زعم كيم عن وضعه النووي, لم تتخذ اي من الصين وكوريا الجنوبية اية خطوة عقاب ملموسة ضد النظام, الذي يعتبر اكبر منتهك لحقوق الانسان. وبدلاً من ذلك, قال وزير خارجية كوريا الجنوبية, بان كي مون, الاسبوع الماضي, ان على الولاياتالمتحدة طرح اجراءات »خلاقة« اكثر كي تكسر هذا المأزق, وقبل ذلك بأيام, قال وزير الخارجية الصيني انه يشك في دقة الاستخبارات الامريكية حول اسلحة الدمار الشامل الكورية الشمالية. \r\n \r\n في هذا الصدد, يقول اليكسندر مانسوروف, من مركز اسيا - الهادي للدراسات الامنية في هونولولو, اذا مضى كيم قدماً في اسلحته النووية, فسيمكنه ذلك من تقليص حاجته المكلفة لجيش عرمرم. ولست على قناعة بأنه سيعود الى المباحثات السداسية. فكوريا الشمالية تود ان تملك اوراقاً نووية«. \r\n \r\n احداث مؤسفة في المنطقة \r\n \r\n بينما تصل رايس الى المنطقة, تبدو الاحداث الاقليمية المؤسفة ملتهبة الى درجة ان جهداً ضئيلاً قد بذل في الترتيبات التقليدية »لخلق الجو« المعروف لزيارتها. \r\n \r\n ففي الاسبوع الماضي, طالبت اليابان بطريقة غير رسمية بعدد من الجزر الصغيرة التي تحتلها كوريا الجنوبية. هذا في الوقت الذي يعتبر هذا العام »عام صداقة« بين كوريا واليابان. كما قامت الطائرات الكورية الجنوبية, من طراز »إف 16«, بالتحليق فوق نتوءات صخرية صغيرة في المحيط الهادي, التي تسميها اليابان »تاكيشيما«, وتسميها كوريا »طوكدو«. \r\n \r\n على ان النزاع الجزيري الاكبر في المنطقة يدور حول تايوان بالطبع, يوم الاثنين الماضي, صادق المؤتمر الوطني الشعبي في الصين على قانون ضد الانفصال, وهو ما يوفر مبرراً قانونياً للاستيلاء على تايوان. ويوم الخميس, دعا الرئيس التايواني, تشين شوي - بيان الى مظاهرات احتجاج جماهيرية. \r\n \r\n لقد دفعت التوترات الراهنة حول تايوان, كلا من الولاياتالمتحدةواليابان. الى الاعلان في الشهر الماضي, عن تشاطرهما هدفاً امنياً مشتركاً لتشجيع التوصل الى حل سلمي للقضايا المتعلقة بمضيق تايوان من خلال الحوار. اما الصين, فقد هاجمت هذا البيان المشترك, واعتبرته تدخلاً في الشؤون الداخلية. ويذكر هنا ان اليابان كانت قد وقعت في ذلك الوقت اتفاقية عسكرية مع الولاياتالمتحدة, تجعل اليابان بمقتضاها مركزاً للوجود الامريكي في اليابان. \r\n \r\n وراقبت الصين من جانبها, عن كثب, حركات تخلي طوكيو تدريجياً عن سياسة التهدئة السلمية الحازمة. ففي شهر كانون الاول الماضي, وصفت اليابان الصين رسمياً, ولاول مرة في التاريخ, بأنها تثير القلق من حيث البناء العسكري في اراضيها. \r\n \r\n وكانت رايس زارت شمال اسيا في الصيف الماضي, وحطت في الدول الثلاث كمستشار للامن القومي. وها هي تعود اليها الان بصفة كبير الديبلوماسية الامريكية. كما ان تتالي زياراتها يأتي في اعقاب ما اصبح بروتوكولا لدى ادارة الرئيس بوش, ويتمثل في زيارة الحليف القديم اولاً - اليابان - ثم كوريا, ثم الصين, وعلى مستوى معين, المتوقع للوزيرة رايس كممثل رئيسي للقوة العظمى رقم 1 في العالم, ان تقوم بالاندفاع المعتاد لمختلف الاطراف واقامة علاقات شخصية وثيقة ففي مبادرة واضحة لحسن النية, سبقت زيارة رايس للصين, اطلقت الاخيرة سراح احد اشهر سجنائها السياسييين ريبياكادير, بعد حبس دام خمس سنوات, بحجة توفير معلومات استخبارية غير مشروعة للخارج وكانت ريبيا قد بعثت قصاصات صحافية الى زوجها المقيم في الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n الهواجس من العراق \r\n \r\n ورغم كل هذا, فان الحوار الداخلي حول الولاياتالمتحدة في مختلف العواصم الاسيوية غالبا ما يتسم بالشك والحيرة تحت هذه الابتسامات والاخلاق الطيبة فالفكرة السائدة في اليابان هي ان العراق والشرق الاوسط يحتلان مكانا متقدما على شؤون منطقة المحيط الهادي بالنسبة للامريكيين, فالتورط الامريكي في العراق, الذي يدخل الان عامه الثالث وسط عنف مستمر, وتراجع حلفاء مثل ايطاليا ادى الى نشوء مشاعر من الصلق الخفي في اليابان, حيال مقدرة الولاياتالمتحدة على مواصلة الانشغال في اسيا, كما انه ثقب الصورة الكلية للجبروت الامريكي. \r\n \r\n في هذا الخصوص, يقول احد كبار المسؤولين الامريكيين الذي طلب عدم ذكر اسمه لا يبدو على الامريكيين انهم يعترفون بهذا الانجراف المستمر في اسيا فالنظرة الى الامور من واشنطن تجعلها تبدو على ما يرام. اما في اسيا, فهي تبدو مختلفة وانني لأتساءل ان كان اي من اعضاء الوفد في هذه الجولة سيقول لكوندي بصراحة وحزم بان السياسة التي اتبعت في كوريا غير ناجحة. \r\n \r\n تقول ادارة الرئيس بوش كثيرا على بكين اعادة كوريا الشمالية لحلبة التفاوض, فالصين وكوريا الجنوبية, كلاهما له حدود مع كوريا الشمالية, يؤيدان علنا اقامة »شبه الجزيرة الكورية منزوعة السلاح النووي« ومع ذلك, فيظل الخلاف مع الولاياتالمتحدة حول الطريقة التي سيتم بها تحقيق هذا الهدف. \r\n \r\n كانت الجولة الاولى لرايس, كوزيرة للخارجية, قد تمت بزيارة لاوروبا الشهر الفائت, وعلى العكس من الدول الاوروبية, التي اقامت حزاما, بعد الحرب العالمية الثانية, من المنظمات المترابطة, والمعاهدات, والتفاهم المشترك, فان اسيا لم تنشئ مثل هذا النظام, كما يشير الى ذلك الخبراء. فلا وجود لناتو آسيوي, ولا وجود للجماعة الاقتصادية الاسيوية التي تقدم شيكات وموازنات, وتتوسط في الخلافات كما في الحال في اوروبا وعلى سبيل المثال, لم تقع زيارات لرئيسي الدولتين في الصين واليابان منذ زيارة جيانغ زيمين لطوكيو عام .19980 \r\n \r\n كريستيان ساينس مونيتور \r\n \r\n