\r\n بالنسبة للبعض في بكين فان التأكيدات اليابانية هي فقط مجرد جزء من محاولة اميركية اوسع لتطويق الصين ويشيرون الى اللغة التي استخدمتها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية في خطابها السياسي الرئيسي الذي ألقته في جامعة صوفيا في طوكيو خلال جولتها الاسيوية الاخيرة حيث قالت : ان العلاقة الاميركية- اليابانية والعلاقة الاميركية- الكورية الجنوبية والعلاقة الاميركية- الهندية كلها مهمة في إيجاد بيئة يمكن للصين ان تلعب فيها دورا ايجابيا وليس دورا سلبيا واستدراكا لذلك بادرت باضافة هذه التحالفات غير الموجهة ضد الصين . \r\n بالرغم من هذا الاستدراك المطمئن فان المفكرين الاستراتيجيين الصينيين وكما ابلغني مسئول اميركي سابق له خبرة طويلة في اسيا يعتقدون اننا لانزال ننظر للصين كتهديد يجب احتواؤه ومواجهته وليس كشريك في اسيا \r\n ويستطرد مسئول بارز في الادارة الاميركية بقوله: ان قدرة الصين على رؤية الدوافع الاسوأ من مثل هذا النوع من البيانات امر قديم ويذكر بان هناك قناعة لاسيما بالنسبة للاشخاص في جيش تحرير الشعب ان الاميركيين يريدون جعل حياتهم اكثر صعوبة. \r\n تخيلنا ذلك ام لم نتخيله فان الصينيين مصممون على اختراق الحلقات في السلسلة التي يجري تطويقهم بها فمحاولة وضع اليابان في وضع الدفاع تضافر هذا الاسبوع مع محاولة غير عادية في التودد للهند حيث قال وين جيباو رئيس الوزراء الصيني الزائر في ختام زيارته للهند: الهند والصين شقيقتان ونحن نريد تطوير شراكة استراتيجية . \r\n ولم تعرض الصين صفقات فقط لانهاء النزاع الحدودي الممتد بل ايضا شراكة مع صناعة التقنية العالية القوية في الهند وقد قام وين بجولة في بنغالور حيث دار حديث حول تزاوج بين البراعة الفائقة للبرمجيات الهندية وبين مهارات الحاسوب الصينية لتدشين قرن اسيوي من تقنية المعلومات . \r\n كما ان مخاوف الصين من تطويقها ربما يشكل ايضا تعاطيها مع محاولة كوريا الشمالية في ان تصبح قوة نووية فالولايات المتحدة والصين شركاء في ذلك حيث تستضيف الصين المحادثات السداسية على مدى العامين الماضيين لايجاد حل دبلوماسي . \r\n وقد تم تعليق المحادثات منذ الصيف الماضي وابلغ مسئولون كوريون شماليون كبار الخبيرالاميركي الزائر سيليغ هاريسون مؤخرا عن عزمهم البدء قريبا في تفريغ دفعة اخرى من الوقود المستنفد من مفاعلهم لاعادة معالجته في بلوتونيوم يمكن استخدامه في اسلحة وسوف يمضون في ذلك قدما ما لم توافق واشنطن على اجراء محادثات مباشرة معهم وهو الشئ الذي ترفضه الادارة الاميركية . \r\n ان تهديد كوريا الشمالية في اعين الصين يختلف عما هو الحال عليه بالنسبة لواشنطن فالولايات المتحدة قلقة من امكانية تسرب اسلحة نووية كورية شمالية لاعدائها الارهابيين . اما الصين فتخشى من عدم الاستقرار بل وربما الحرب على حدودها . \r\n تعد كوريا الشمالية دولة تابعة مثيرة للقلق بالنسبة لبكين لكن ليس لدى الصينيين رغبة في مقايضتها مقابل شبه جزيرة كورية تهيمن عليها اميركا ومن ثم فلن تدعم بكين ما تريده واشنطن بشكل واضح وهو الاطاحة بنظام بيونغ يانغ وذلك بحصاره اقتصاديا ويذكرون انه من الناحية العملية فان الصين وحدها التي تزدهر تجارتها بشكل كبير في الاونة الاخيرة مع جارتها الشيوعية هي التي تستطيع تنفيذ هذا الحل . \r\n يعترف مسئولو الادارة الاميركية سرا بصحة ذلك وان كان لايزال لديهم امل بان تجر بكين الكوريين الشماليين لجولة اخرى من المحادثات وقال مسئول بارز في الادارة : الصينيون سيدفعونهم الى ذلك بشكل او اخر. \r\n مع ذلك فحتى لو تم استئناف المحادثات فمن غير المحتمل ان تحقق الكثير عندئذ فان واشنطنوبكين قد يكون لهم شراكة عامة علنية في القضية والتي ستكون علامة بارزة لشراكتهما المترنحة اذا تم ذلك فان السحب التي تتجمع فوق اجواء شرق اسيا ستكون فقط اكثر قتامة . \r\n \r\n دانيل شنيدر \r\n كاتب مختص بالشئون الخارجية في سان خوسيه ميركوري نيوز \r\n خدمة ( كيه ار تي ) خاص ب(الوطن). \r\n