نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    موسكو: الاتحاد الأوروبي سيضطر لمراجعة نهجه في العقوبات ضد روسيا    وزارة الشباب والرياضة تحقق أهداف رؤية مصر 2030 بالقوافل التعليمية المجانية    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    وخلق الله بريجيت باردو    محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين    وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    بداية تحول حقيقي، تقرير صادم عن سعر الذهب والفضة عام 2026    ولفرهامبتون يحصد النقطة الثالثة من أرض مانشستر يونايتد    مصرع طفل دهسه قطار الفيوم الواسطي أثناء عبوره مزلقان قرية العامرية    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    ذخيرة حية وإنزال برمائي.. الصين توسع مناوراتها حول تايوان    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    الخارجية القطرية: أمن السعودية ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن قطر    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    السيطرة على انفجار خط المياه بطريق النصر بمدينة الشهداء فى المنوفية    أمين البحوث الإسلامية يتفقّد منطقة الوعظ ولجنة الفتوى والمعرض الدائم للكتاب بالمنوفية    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الولايات المتحدة والمنازعات الاقليمية
نشر في التغيير يوم 22 - 03 - 2005


الكاتب: ريتشارد ن . هاس
\r\n
\r\n
إذا كان الكتاب يقرأ من عنوانه فيجب أن يقرأ هذا الكتاب وتزداد أهميته وتطابق عنوانيه العام والمشتق عندما نعرف أن مؤلفه هو السيد ريتشارد ن . هاص الذي يعمل منذ يناير 1989 كمساعد خاص لرئيس قسم الشرق الأدنى وجنوب أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي. كما إن السيد هاس كان عضوا في مجموعة البحث التابعة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى التي زارت الشرق الأوسط في ربيع 1988.
\r\n
وبتشجيع من السيد دان بايبس محرر مجلة اوربيس، حاول السيد هاس أن يستكمل أفكاره فيما يخص النزاعات المستعصية والمفاوضات بشأنها، وما ينبغي للولايات المتحدة أن تفعله بصدد هذه النزعات الإقليمية. ولإنجاز هذه الدراسة حصل ريتشارد هاس على منحة من صندوق \"هوارد بيو من اجل الحرية\" وقد كان حينها مدرسا في مدرسة جون كيندي لشؤون الحكم التابعة لجامعة هارفاد.
\r\n
\r\n
صدر هذا الكتاب عام 1990 عن دار \"يال يونيفرستي برس - نيو هافن - لندن\". وينبه الكاتب إلى إن الآراء المعروضة في هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة عن السياسة الرسمية للحكومة الأمريكية. وهذا تنبيه يفرضه النظام الأمريكي على كل من يصدر كتابا ذا آراء سياسية في حين يعمل المؤلف في وظيفة حكومية رسمية كما هو حال كاتبنا الذي نحن بصدد كتابه.
\r\n
\r\n
يشمل كتاب \"نزاعات لا نهاية لها\" تمهيدا ومقدمة وستة فصول. الفصل الأول عبارة عن أفكار حول المفاوضات. والفصول الخمسة الأخرى كانت في كل فصل تدور حول إحدى الأزمات الخمس التي يشملها عنوان \"نزاعات لا نهاية لها\" وهي كما يسميها هاس : النزاع بين \"إسرائيل\" من ناحية والعرب الفلسطينيين والدول العربية من ناحية أخرى، والنزاع بين اليونان وتركيا، وبين الهند وباكستان، وبين البيض والسود في جنوب أفريقيا، وبين الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندا الشمالية.
\r\n
\r\n
وقد ترجم مركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية من هذا الكتاب التمهيد والمقدمة والفصل الأول ثم الفصل الخاص بالشرق الأوسط، وأصدرها في نشرته الدورية \"شؤون استراتيجية\" في عدديها 9/1991 و10/1991 في 25/5/1991 و 27/5/1991 على التوالي.
\r\n
\r\n
ونحن ننوه هنا إننا أثناء عرضنا للكتاب لن نعلن رفضنا أو قبولنا لهذه الآراء ولكننا نشير إليها بما ينبه القراء الأعزاء لسياسة الولايات المتحدة إزاء المنازعات الإقليمية عموما وفي الشرق الأوسط خصوصا. كما أننا سنقصر عرضنا على ما اقتصرت عليه نشرة مركز التخطيط \"شؤون استراتيجية\" في كتيبيها رقم 9 ، 10 لعام 1991 المشار إليهما.
\r\n
\r\n
يرى هاس أن النزاع هو القاعدة في الشؤون الدولية. ولكن لا يعني إن كل نزاع يتحول حتما إلى حرب، كما انه ليس كل حرب تؤدي بالضرورة إلى خضوع احد الطرفين خضوعا تاما أو إفنائه. قد ينضج النزاع ويصبح بالإمكان إيجاد تسوية. ونظرا لأنه لم يكن لأمريكا ماض مؤلم، بل كان لها تاريخ حافل بالايجابيات - حسب رأيه - فعليها أن تلعب الدور الرئيسي في حل النزاعات الإقليمية، وإيجاد تسويات يكون جوهرها هو الحل الوسط.
\r\n
\r\n
ولكن هناك نزاعات تسمى مباريات صفرية أو معادلات صفرية ( س+ص= صفر) أي أن ما يكسبه احد أطرافها لابد أن يخسره الطرف الآخر. ويسأل الكاتب: \"فماذا ينبغي أن تفعله الولايات المتحدة في مثل هذه الحالات؟\" ويجيب نفسه على سؤاله بأنه على أمريكا أن تعمل على إنضاج الأزمة التي لا تزال يابسة، وإلا تورط نفسها بمشروع عملي جدي للحل لان ذلك يعقد الأمور ويعرض أمريكا للفشل والمصالح الأمريكية للخطر. \"ففكرة النضج فكرة جوهرية في الشؤون الدولية والمقصود بها توافر الشروط التي لا غنى عنها للتقدم الدبلوماسي، أي الظروف المؤدية إلى تحقيق تقدم عن طريق المفاوضات. ومن بين هذه الظروف خصائص تتعلق بأطراف النزاع، أو أشياء ترتبط بالعلاقة بين الأطراف، أو داخل كل طرف،أو طبيعة النزاع ذاته\" ص16\". بمقدار ما يقتنع احد الأطراف بأنه لم يعد يستطيع مواصلة النضال \"إما لسوء أوضاعه، أو لخلافات جادة بين أطراف الطرف نفسه، أو لتغيرات هامة في موضوع النزاع نفسه كموضوع المستوطنات في المسألة الفلسطينية - يكون هذا الطرف على استعداد لتقديم تنازلات. وإذا كان الطرف الآخر - عندئذ - قويا فانه يستطيع أن يفرض تفصيلاته على الآخرين.
\r\n
\r\n
ويعدد الكاتب عددا من المفاوضات التي حققت نجاحا في الثمانينات،وهي : اتفاقات كامب ديفيد، تسوية النزاع بشأن مضيق بيجيل (الأرجنتين)، مفاوضات لانكستر هاوس بشأن روديسيا / زيمبابوي، المفاوضات المتعلقة بأفغانستان، حرب إيران والعراق، وناميبيا وانجولا.
\r\n
\r\n
ولكن هاس يعترف أن الدبلوماسية الأمريكية فشلت فشلا ذريعا في لبنان، ويتساءل عما إذا كان الفشل بسبب نضج الوضع أم بسبب ضعف الدبلوماسية؟ ويجيب بان الأمرين حدثا معا. لقد فشلت الدبلوماسية الأمريكية عندما \"قررت أن ترتب أولا عقد معاهدة إسرائيلية لبنانية بدلا من محاولة الوصول إلى اتفاق مع سوريا، والأفضل وضع ترتيب تزامن مع \"إسرائيل\" وسوريا ومنظمة التحرير ولبنان\" ص42. ويرى هاس أن أميركا أضاعت هذه الفرصة عام 1983 ولا بد من الاستفادة من دروس النجاح.
\r\n
\r\n
وعندما يتطرق ريتشارد هاس للمشكلة الفلسطينية تحت عنوان \"الشرق الأوسط\" يبدأ بتفسير قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي نبع منه كل ما قيل أو كتب عن الشرق الأوسط خلال ما يقرب من عقدين. ويرى أن ذلك القرار يعني أساسا انه يجب إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط قائم على تنازل \"إسرائيل\" عن جزء كبير من الأراضي التي احتلتها عام 1967 مقابل الاعتراف بها وضمان أمنها من قبل جيرانها.
\r\n
\r\n
وقد شهدت العشرون سنة الأخيرة نماذج من المشروعات الأمريكية الرامية لحل مشكلة الشرق الأوسط وذلك من مشروع روجرز عام 1970 حتى الاقتراحات التي قدمها وزير الخارجية الأمريكية جورج شولتز عام 1988. وباستثناء اتفاق كامب ديفيد، مع مصر، لم يحدث أي تقدم عملي لتبادل الأرض مقابل السلام. بل على العكس فقد قامت \"إسرائيل\" بضم مدينة القدس، ومرتفعات الجولان، وأقامت المستوطنات في أجزاء واسعة من الضفة الغربية وغزة. وإما الملك حسين الذي كان اضعف من أن يبقى خارج نطاق الحرب عام 1967 هو أيضا اضعف من أن يختار السلام منفردا. كما أن حافظ الأسد \"ليس مستعدا للتنازل عن عودة مرتفعات الجولان كاملة، وهو - بسبب ادعاء سوريا قيادة العالم العربي - ليس مستعدا للتنازل عن العودة الكاملة للضفة الغربية وغزة إلى السيطرة العربية\" ص62. وإما منظمة التحرير الفلسطينية فهي عبارة عن أداة \"تملك القدرة على الإطاحة باحتمالات السلام ولكنها غير قادرة على الإسهام فيها\" ص64.
\r\n
\r\n
ويرى هاس أن الانتفاضة أضافت بعدا جديدا إلى نزاع الشرق الأوسط يمكن أن يوصف بأنه \"فلسنة ما كان يعد تقليديا نزاعا بين الدول\" ص65. فالانتفاضة قد أضعفت قدرة الملك حسين على تشكيل وفد مشترك مع منظمة التحرير الفلسطينية تكون له السيطرة داخله. وبذلك اختفى احد المسالك الدبلوماسية وهو الخيار الأردني الذي وضع في الثلاجة يوم 31/7/1988 بإعلان الملك حسين فك الارتباط. ولكن، ورغم أن الانتفاضة حدت من قدرة الأردن على التصرف نيابة عن الفلسطينيين، إلا أنهم أصبحوا \"اقل قدرة على التفاوض عن ذي قبل نظرا لعدم وجود قيادة محلية واضحة ومعترف بها\"(ص70).
\r\n
\r\n
وبتابع هاس في تحديد آثار الانتفاضة كما يراها فيقول \"وكان الأثر الأول للانتفاضة على \"إسرائيل\" هو زيادة الاستقطاب السياسي الداخلي\" ص66 ولكنها - أي الانتفاضة - جعلت الطرفين اقل استعدادا للتفاوض.
\r\n
\r\n
وأرسلت منظمة التحرير الفلسطينية \"إشارات تكشف عن المرونة، كان نموذجا لها في بيان صدر في منتصف 1988 عن احد كبار رجال المنظمة المقربين من عرفات، يتحدث فيه عن ضرورة التعايش مع \"إسرائيل\" ص72.
\r\n
\r\n
ولكن أمريكا واصلت ضغطها لتجريد المنظمة من مقدرتها على الإطاحة باحتمالات السلام، فرفضت إعلان قيام الدولة الفلسطينية، كما رفضت السماح لعرفات في دخول أمريكا لإلقاء كلمته أمام الجمعية العمومية.
\r\n
\r\n
ويرى هاس أن الضغوط الأمريكية حققت بعض الإنجازات حيث أعلن عرفات يوم 7 ديسمبر 1988 انه \"يقبل وجود إسرائيل كدولة في المنطقة\" ولكن أمريكا انتظرت حتى 14 من الشهر المذكور \"حيث استجاب عرفات علنا وبغير غموض للمطالب الثلاثة التي فرضتها أمريكا\"ص73.
\r\n
\r\n
ويستعرض الكاتب الحلول الممكنة لهذه المشكلة المعقدة، ويذكر أربعة خيارات:
\r\n
\r\n
1. استمرار الوضع الحالي على حاله، وذلك متعب للطرفين كما أن القوة الرئيسية التي تدعمه هي القصور الذاتي.
\r\n
\r\n
2. الضم: وهو خيار لا يمكن قبوله من أي من الطرفين بما يعني من نفي ليهودية الدولة الإسرائيلية وانتهاء أمل الفلسطينيين بالاستقلال.
\r\n
\r\n
3. وجود دولتين: أي قيام كيان فلسطيني مستقل ذي علاقة كونفدرالية مع الأردن، أو ربما يكون تركيبا كونفدراليا ذا ثلاثة أطراف شبيها بما هو قائم في بلجيكا وهولندا ولكسمبورغ. وهذا الخيار الثالث \"هو الفكرة التي تدور في ذهن معظم الأطراف الخارجية عندما تتصور تسوية للنزاع العربي الإسرائيلي\" ص77.
\r\n
\r\n
4. انتقال المسؤولية:
\r\n
\r\n
وهذا الخيار في نظر هاس هو محاولة لتجنب العيوب الظاهرة في الخيارين الأولين وتجاوز الصعوبة التي ستواجه التفاوض الفعلي بشأن الخيار الثالث. وانتقال المسؤولية يعني \"إنشاء محافظة فلسطينية صغيرة لها استقلال ذاتي يربط بينها وبين الأردن ممر ضيق وتحيط بها من جميع الجهات أراض إسرائيلية\" ص80.
\r\n
\r\n
ويعتقد كاتبنا انه كان يمكن إن يوجد عدد من الفلسطينيين يؤمنون بان هذا الخيار هو أقصى ما يمكن تحقيقه فيقبلونه لولا أن \"إسرائيل\" كانت تسارع دائما لترحيل كل من يبدي ميولا وطنية مهما كان معتدلا. ومن المفارقات في هذا المجال أن \"إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية يعملان في اتجاه واحد\" ص81.
\r\n
\r\n
مما تقدم يتضح أن \"نزاع الشرق الأوسط لم يصل بعد إلى مرحلة النضج\" ص82. ويرى المؤلف أن شروط نضج هذه الأزمة أربعة وهي:
\r\n
\r\n
1. أن يقتنع قادة أطراف النزاع بان الحل الوسط أفضل من الوضع القائم.
\r\n
\r\n
2. أن يكون لدى الجانبين قيادة تبلغ من القوة حدا يجعلها قادرة على قبول الحل الوسط والحفاظ عليه.
\r\n
\r\n
3. أن تتوفر صيغة يمكن قبولها من قبل الطرفين.
\r\n
\r\n
4. ولابد من نهج تفاوضي مقبول لدى الجانبين.
\r\n
\r\n
أما وان نزاع الشرق الأوسط لم ينضج بعد، وحتى تتوفر شروط الإنضاج الأربعة آنفة الذكر، فماذا ينبغي أن تفعل الولايات المتحدة في وضع كهذا؟ يعتقد المؤلف أن أمام الولايات المتحدة ثلاثة خيارات:
\r\n
\r\n
1. أن تنفض الولايات المتحدة يدها، وهو ما أطلق عليه مؤيدوه في الإدارة الأمريكية خيار \"الإهمال الحميد\". ويعتقد أنصاره انه يدفع الأطراف المحلية إلى بذل جهد اكبر لتوفير ظروف ملائمة للتحرك الدبلوماسي.
\r\n
\r\n
2. المشاركة المكثفة من خلال مبادرة للسلام الشامل. وأنصار هذا الخيار هم أعداء الخيار الأول، ويعتقدون أن الإهمال الحميد يمكن أن يتحول إلى إهمال خبيث\" ص88 وذلك لان الأطراف ستنزلق نحو العنف إذا تركت وشأنها (حسب الخيار الأول). أن الظروف الآن مواتية، حيث يبدو أن هناك استعداد جدي للسلام لدى منظمة التحرير الفلسطينية,
\r\n
\r\n
ولكن خصوم هذا الخيار يرون أن محاولات أمريكا في هذا الاتجاه، وبما أنها لن تنجز تسوية في المدى المرئي، ستؤدي إلى فقدان الثقة بأمريكا عند الطرفين، مما يخلق ظروفا ملائمة لبرامج المتطرفين على ضفتي الأزمة بسواء.
\r\n
\r\n
3. العمل على إنضاج الموقف، وتجنب الوقوع في خطأ عدم التحرك بالقدر اللازم أو التحرك بمقدار أكثر مما ينبغي. وبما أن السيد ريتشارد هاس يعتقد أن \"معضلة الفلسطينيين ليست من الأمور التي يمكن حلها في المستقبل المرئي، وان الممكن الوحيد هو إدارتها\" ص 94، فهو من أنصار الخيار الثالث هذا،وينصح الإدارة الأمريكية بإتباع السياسة التالية:
\r\n
\r\n
أ‌. توضح أمريكا في العلن وفي اللقاءات الخاصة بالمبادئ التي تعتقد انه يجب الاهتداء بها في عملية السلام.
\r\n
\r\n
ب.العمل على تغيير تفكير القادة وشعوبهم لتتيح إعطاء فرصة أوسع لتقديم التنازلات.
\r\n
\r\n
ج. ينبغي الحفاظ على حوارات بين الولايات المتحدة و\"إسرائيل\"، وبين أمريكا ومنظمة التحرير الفلسطينية وبين الإسرائيليين والفلسطينيين المعنيين في الأراضي المحتلة وربما الفلسطينيين الآخرين.
\r\n
\r\n
د. ينبغي على أمريكا أن تقول لمنظمة التحرير الفلسطينية ليس هنالك شيء مستبعد عن نطاق البحث، بما في ذلك قيام دولة فلسطينية.
\r\n
\r\n
ولكن على منظمة التحرير الفلسطينية تعديل ميثاقها الصادر 1968، وان توضح علنا إنها تعتبر قيام الدولة الفلسطينية هدفا في حد ذاته وليس منصة للانطلاق. كما انه عليها أن تواصل التزامها بنبذ الإرهاب وتدعو لوقف جميع أشكال العنف داخل الأراضي المحتلة.
\r\n
\r\n
ه. كما ينبغي لأمريكا أن تقول للإسرائيليين ليس ثمة من موضوع يجب بحثه بما في ذلك قيام دولة فلسطينية, ويجري تنبيه الإسرائيليين إلى أنهم يستطيعون أن يساعدوا في خلق الجو الملائم للسلام بالكف عن إقامة مستوطنات جديدة على الأراضي المحتلة. ويمكن أن تسحب \"إسرائيل\" قواتها من بعض المناطق المزدحمة بالسكان. ويمكن للجيش الإسرائيلي أن يوقف استخدام القوة القاتلة أو يحد من استخدامها على الأقل. كما انه يمكن للسلطات الإسرائيلية أن تتوقف عن الترحيل وان تسمح بانتخابات غير مشروطة في الأراضي المحتلة.
\r\n
\r\n
و. ولا بد لأمريكا من القول للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء إن مدينة القدس ستبقى موحدة.
\r\n
\r\n
ز. على أمريكا أن توضح أن تأييدها لمبدأ تقرير المصير لم يكن في أي وقت بغير قيد أو شرط، فهي دائما تدخل في حسابها المصالح الوطنية للأطراف المعنية وإمكانية النجاح.
\r\n
\r\n
ويستدرك هاس قائلا \"ولابد لأية سياسة أمريكية ناجحة أن تكون قائمة على التأييد المستمر لإسرائيل - سياسيا واقتصاديا وعسكريا... وتعذير نظام الرئيس حسني مبارك... والعمل على تعميم موقف مؤيد للغرب بين الصفوة... ومواصلة الحوار مع الاتحاد السوفيتي لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع \"إسرائيل\" وتحديد شكل مشاركته بمشكلة الشرق الأوسط لأنه يستطيع أن يجعل تأييده السياسي والاقتصادي والعسكري لسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية مشروطا باعتدال سلوكها\" ص98.
\r\n
\r\n
وباختصار، يجب أن يكون هدف الولايات المتحدة إيجاد البيئة التي يبرز بها المعتدلون عند جميع الأطراف لإنضاج الأزمة وإنجاح المفاوضات.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.