وهناك ذوبان في الجليد بين مصر واسرائيل تمثل بالتوقيع على اتفاقية تجارة حرة من قبل مصر واسرائيل والولاياتالمتحدة‚ \r\n \r\n ومن أجل اعطاء أجنحة لآمال السلام التقى ممثلون عن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية المانحة في اوسلو من أجل مناقشة زيادة المساعدات للشعب الفلسطيني‚ \r\n \r\n ما هو مفقود ومطلوب بصورة ملحة وعاجلة هو الانخراط الأميركي النشط في هذا المجال‚ \r\n \r\n ظلت أميركا على الدوام هي الطرف الذي لا يمكن الاستغناء عنه من أجل إحراز تقدم في الشرق الأوسط‚ وأدت الجهود التي بذلها وزير الخارجية الأميركية هنري كيسنجر في 1974 و1975 الى تأمين الانسحاب الاسرائيلي من سيناء‚ ولعب الرئيس الأميركي جيمي كارتر دورا اسطوريا في كامب ديفيد في عام 1978 مما مكن الطرفين المصري والاسرائيلي من التوقيع على معاهدة سلام‚ وقد ساهم الدعم المالي الأميركي في اتمام تلك الصفقة‚ \r\n \r\n وعندما بدأت مفاوضات السلام بين الأردن واسرائيل في عام 1994 أبلغني الملك حسين والد الملك الحالي عبدالله انه ما كان للمفاوضات ان تنجح لولا الدعم الأميركي الملموس الذي جاء على شكل اعفاء من الديون وتقديم معدات عسكرية‚ \r\n \r\n ان الانخراط الأميركي في هذا الوقت الحرج يتطلب شيئا أكثر من الكلمات وأكثر من الدولار هذا الشيء يجب ان يأخذ شكل العمل‚ \r\n \r\n لن يكفي ان تصدر بعض البيانات عن الرئيس الأميركي جورج بوش حتى ولو كانت بيانات بليغة ان الأمر يتطلب أيضا ما هو أكثر من دبلوماسية الهاتف التي قد تمارسها كوندوليزا رايس المرشحة لمنصب وزيرة الخارجية‚ \r\n \r\n هناك مفهومان يمكن الأخذ بأي منهما ان يحقق النجاح‚ بموافقة الرئيس يمكن لوزيرة الخارجية الجديدة ان تلتزم بقيادة الجهود الأميركية نحو السلام مع السفر الى دول المنطقة بانتظام والتحدث مباشرة مع الأطراف ذات العلاقة من أجل المضي قدما في محادثات السلام وتطويرها واعطائها المزيد من الزخم‚ وعليها ان توضح للجميع انها تتحدث باسم الرئيس‚ \r\n \r\n ان هذه القضية ستستهلك الكثير من وقت رايس في الوقت الذي يوجد العديد من القضايا الدولية العالقة التي هي بحاجة لاهتمام ايضا من قبل وزيرة الخارجية‚ ولم يسبق لوزير خارجية أميركي ان دخل مكتبه وأمامه الكثير من المشاكل الساخنة مثلما هو حال كوندوليزا رايس الآن‚ فعلى صحن رايس يوجد العراق وكوريا الشمالية وايران وأفغانستان والارهاب‚ وليس بالامكان تكليف شخص آخر بمتابعة هذه القضايا‚ \r\n \r\n انني أعرف من واقع خبرتي الشخصية ان التركيز على قضية واحدة يعني دفع ثمن أزمة أخرى في مكان آخر من العالم‚ ويمكن لمتابعة قضية الشرق الأوسط ان تستهلك معظم الجهد الأميركي في مجال السياسة الخارجية‚ الخيار المفضل الثاني هو تعيين مبعوث عالي المستوى للرئيس الى الشرق الأوسط‚ والقرب الشديد لرايس من الرئيس يعني ان هذا التعيين لن يعني التقليل من سلطاتها‚ \r\n \r\n ان مثل هذا المبعوث سينظر اليه على الفور على انه المتحدث باسم الرئيس مثل وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر او جون دانفورث المبعوث الأميركي لدى الأممالمتحدة الذي يستعد لترك منصبه قريبا‚ \r\n \r\n يجب ان يكون هذا المبعوث قادرا على تخصيص كامل وقته لهذه المهمة‚ وهذا الشخص يجب ان يكون قادرا أيضا على البقاء في الشرق الأوسط لأي وقت مهما طال إذا ما دعت الضرورة لذلك‚ \r\n \r\n وبغض النظر عن أي خيار يتم الأخذ به فإن الرئيس بحاجة للالتقاء مع الأطراف المعنية في البيت الأبيض او السفر للمنطقة إذا ما كان الأمر ضروريا‚ ان الأمر يتطلب من الرئيس ان يدير المفاوضات باقتدار من أجل تقريب الأطراف باتجاه التسوية‚ \r\n \r\n وخبرات الرئيس كارتر وبيل كلينتون تظهر أهمية معرفة الرئيس للتفاصيل المتعلقة بالمنطقة وبقضاياها مما يمكن من طرح المقترحات على طاولة المفاوضات‚ ان الرؤساء الذين يكسبون فترة رئاسية ثانية يكونون متحررين من ضغوط اعادة الانتخاب ويهمهم قبل كل شيء الميراث الذي سيتركونه للتاريخ‚ \r\n \r\n ان فرص السلام في الشرق الأوسط غالبا ما تختفي بسرعة وعلى الرئيس العمل على استغلال عنصر الوقت وبشكل جيد‚ \r\n \r\n لقد دخلت الانتفاضة الفلسطينية عامها الرابع في 29 سبتمبر 2004‚ وكانت قد انطلقت عقب الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها زعيم المعارضة الاسرائيلية الى الحرم الشريف في القدس الشرقية‚ لكن الانتفاضة الثانية تختلف بصورة كبيرة عن الانتفاضة الأولى‚ \r\n \r\n فالانتفاضة الحالية طغى عليها العنف والدموية نتيجة للعمليات الفدائية التي شنها الفلسطينيون والرد الاسرائيلي المتصف بالعنف اللامسبوق‚ \r\n \r\n ليس هناك شك في ان رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات أثر على مسيرة هذه الانتفاضة اضافة للعديد من التطورات الأخرى مما دفع الفلسطينيين لاجراء نقاش عما إذا قد حان الوقت للأخذ بأساليب المقاومة التي لا تقوم على العنف‚ وقد بدأ هذا النقاش بوصول حفيد المهاتما غاندي ارون غاندي للأراضي الفلسطينية‚ \r\n \r\n مؤخرا صدرت دعوات عن المرشح الرئاسي الفلسطيني ورئيس الوزراء السابق محمود عباس لوقف عسكرة الانتفاضة والأخذ بوسائل للمقاومة تكون بعيدة عن العنف من أجل تحقيق الاستقلال والخلاص من الاحتلال الاسرائيلي‚ \r\n \r\n وخلال جولته العربية من أجل حشد الدعم للقيادة الفلسطينية الجديدة في فترة ما بعد عرفات أعلن عباس «ان استخدام السلاح قد الحق الضرر بقضيتنا الوطنية وبالتالي يجب ان يتم وقف استخدامه»‚ \r\n \r\n ومع اعتراف ابو مازن بان للفلسطينيين الحق في مقاومة الاحتلال إلا انه قال «ابقوا استخدام السلاح بعيدا عن الانتفاضة لأن الانتفاضة حق مشروع للشعب الفلسطيني ليعبر عن رفضه للاحتلال من خلال الأخذ بوسائل جماهيرية واجتماعية»‚ \r\n \r\n ورأى عباس الذي يترأس ايضا منظمة التحرير الفلسطينية ان دعوته لوقف الانتفاضة المسلحة قوبلت بايجابية من قبل الشعب الفلسطيني اضافة للولايات المتحدة واسرائيل‚ \r\n \r\n وهناك اقرار عالمي بان الانتفاضة الثانية لم تحصد تلك الثمار التي جنتها الانتفاضة الأولى ونتائج الانتفاضة الأولى مقارنة بالانتفاضة الثانية تعتبر رائعة وهي في نفس الوقت متواضعة‚ \r\n \r\n الكثير من العوامل ساعدت في ان ينظر للانتفاضة الأولى عالميا على انها حق مشروع للمقاومة‚ وقد انتفعت تلك الانتفاضة من عاملين هما: \r\n \r\n أولا: انها كانت ثورة شعبية عارمة عبرت عن عدم الرضا الوطني تجاه الاحتلال الاسرائيلي وانخرط فيها معظم قطاعات الشعب الفلسطيني‚ \r\n \r\n ثانيا: الصفة الرئيسية التي التصقت في أذهان العالم لتلك الانتفاضة هي صورة الاطفال وكبار السن وهم يرشقون الحجارة على المحتلين‚ \r\n \r\n ضمن ظروف محددة شكل ذلك انتفاضة غير مسلحة وان شابها العنف‚ ومضى عباس يقول «نحن في هذه المرحلة ضد عسكرة الانتفاضة لأننا نرغب في اجراء مفاوضات وبالتالي هذا يتطلب منا تهدئة الأجواء تمهيدا للعمل السياسي»‚ \r\n \r\n مثل هذه التحركات لعباس ازعجت بعض الجماعات الفلسطينية وفي نفس الوقت حازت على المديح من قبل اسرائيل والولاياتالمتحدة‚ \r\n \r\n ومع ذلك فإن هذا المديح لا يكفي‚ فالمديح مجرد كلمات والفلسطينيون بحاجة الى أفعال ونتائج ملموسة تخفف معاناتهم وتقنعهم بوجود غد أفضل‚ \r\n \r\n ويتوجب الآن على الولاياتالمتحدة ان تمارس الضغوط على اسرائيل لتصبح شريكا بناء خلال مفاوضات السلام القادمة وتظهر احترامها لأي هدنة يتم التوصل اليها‚ \r\n \r\n وفي الوقت الذي يرى الفلسطينيون ان سلبيات هذه الانتفاضة أكثر من ايجابياتها‚ فانه يتوجب عليهم تبني استراتيجية موحدة تكون بعيدة عن الأخذ بالعنف وكل ما يتعلق به‚ \r\n \r\n ونأمل ان يكون الابتعاد عن العنف من قبل الطرفين وصفة لمعجزة تكون قادرة على انهاء الاحتلال الاسرائيلي الظالم والمطول للأرض الفلسطينية‚ \r\n