كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية النقاب عن أنه رغم موافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس - تحت الضغط القوي من الولاياتالمتحدة -على استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل; قد يكون الاستئناف الفعلي لهذه المفاوضات أمرا بعيد الحدوث. وأوضحت الصحيفة - في تقرير وأوردته على موقعها على الانترنت - أن من الواضح أن عباس محاصر بين نارين ..حيث قال الليلة قبل الماضية انه يعتزم استئناف المفاوضات مع اسرائيل حول عملية السلام بعد ضغط كبير مارسته الولاياتالمتحدة غير أنه لم يوضح متى سيعود الى مائدة المفاوضات, كما أنه يتعرض لضغط سياسي في بلاده ليمتنع عن استئناف المفاوضات اذا ما استمر عدد الشهداء الفلسطينيين في التزايد جراء هجمات إسرائيل على غزة. وأشارت الصحيفة الى أن قرار عباس بالعودة الى مائدة المفاوضات جاء في أعقاب محادثاته مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس والى أن الحصول على موافقة عباس التي يكتنفها بعض الغموض ثبت أنه أمر صعب. وقال مسئولون إسرائيليون وأمريكيون أن رايس رأت فيما يبدو أن محادثاتها مع عباس انتهت بتعهده بالعودة دون شروط الى محادثات السلام; غير ان عباس صرح بعد ذلك للصحفيين بأنه سيستأنف المحادثات فقط اذا توصلت إسرائيل الى هدنة مع حماس, الامر الذي دفع رايس الى أن تقطع مأدبة عشائها مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لكي تتصل بعباس هاتفيا. وبعد المكالمة بوقت قصير أصدر الرئيس الفلسطيني بيانا أشار فيه الى أن عملية السلام "خيار استراتيجي وننوي استكمالها", ولم يضع اي شروط مسبقة لاستئناف المحادثات. ورأت نيويورك تايمز أن تردد الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعد بمثابة دليل آخر على مدى صعوبة تحقيق الرئيس الأمريكي جورج بوش لهدفه المعلن والخاص بإبرام اتفاق سلام قبيل انتهاء فترة رئاسته للبلاد بحلول يناير المقبل, كما أن النبرة المتصلبة في اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي أمس الأربعاء لا توحي بالتوصل الى هدنة وشيكة. ويرى العديد من خبراء الشرق الأوسط أن عباس يحتاج الى الحصول على شيء ملموس ليصبح بمقدوره إقناع الفلسطينيين بأن باستطاعته هو -وليس قادة حماس- التفاوض للتوصل الى اتفاق سلام يشمل إقامة دولة فلسطينية. وقال الخبراء ان تفكيك حواجز الطرق وبعض المستوطنات الإسرائيلية قد يساعد الرئيس الفلسطيني. ومضت الصحيفة في تقريرها تقول أن رايس بدأت جولتها في الشرق الأوسط لدفع عجلة محادثات السلام غير أن العنف المتزايد يعني أنه سيكون عليها قضاء معظم وقتها في محاولة إقناع عباس بالعودة لمائدة المفاوضات. وأشارت الصحيفة الى أنه وفقا لتقرير أصدرته أمس ثماني منظمات بريطانية معنية بجهود الإغاثة وحقوق الإنسان - من بينها منظمة العفو الدولية - فان الوضع الإنساني في غزة الآن هو الأسوأ على الإطلاق منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.