\r\n وقد أعلنت قيادة الفضاء الاميركية في وثيقتها المسماة ( رؤى لعام 2020 ) توجهها الجديد للسيادة التامة على الفضاء وذكرت أن الدولة التي تستطيع أن تفرض هيمنتها على الفضاء يمكنها حينئذ أن تفرض سيادتها على الارض ، وذلك هو التوجه النهائي للولايات المتحدة لتفعيل قوتها .والواقع أن الفضاء قد هيمنت عليه النواحي العسكرية منذ فترة ليست بالقصيرة حيث أن الاقمار الاصطناعية تستخدم لتحديد الاهداف التي توجد على الارض حتى يتم اصابة هذه الاهداف بدقة وقد جرى تطبيق عملي لتلك الاساليب في حرب العراق عام 1991 ، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تدخل وتخرج عبر الفضاء وبالمثل فإن الصواريخ المضادة للصواريخ العابرة للقارات تعمل هي الاخرى في محيط الفضاء.وهناك أسباب قوية تدعو إلى التصدي لعمليات تسليح الفضاء وتحويله إلى حقل عسكري . \r\n ومن أهم هذه الاسباب : \r\n أولا : وضع أسلحة في الفضاء سوف يؤدي حتما إلى إثارة سباق تسلح في الفضاء، ومثل هذا التنافس المحموم سوف يبتلع في النهاية مليارات الدولارات . ولا يمكن تصور أن الولاياتالمتحدة سوف تقدم على تنفيذ خطط تسليح الفضاء دون أن يثير ذلك من حفيظة دول أخرى مثل الصين وروسيا واليابان ودول الاتحاد الاوروبي بأن يحذو حذو الولاياتالمتحدة \r\n ثانيا: أن معظم أسلحة الفضاء غير فعالة بدرجة كبيرة مقارنة بتلك الاسلحة الموجودة على الارض . فإذا ما أردنا تدمير أحد مواقع الصواريخ أو مفاعل نووي فيمكن تحقيق هذا الهدف بصواريخ موجودة في قواعد أرضية أو حتى بطائرات بدون طيار بفعالية تفوق كثيرا فعالية الاسلحة الموجودة في الفضاء ، وفي الوقت نفسه فإن أسلحة الفضاء سوف تكون مكلفة أكثر من الاسلحة الارضية \r\n ثالثا :الولاياتالمتحدة هي بالفعل القوة العسكرية الاولى في العالم حيث تنفق 500 مليار دولار سنويا على الدفاع بما في ذلك الاموال المخصصة للحروب الحالية وتستخدم تقنية تفوق كثيرا أي منافس آخر محتمل بما في ذلك روسيا والصين ، ومن ثم فإضافة بعد الفضاء الخارجي ببساطة ليس له أي ضرورة ولا يزيد في أمن الولاياتالمتحدة شيئا يذكر. \r\n وفي النهاية فقد تتباين ردود الافعال المحتملة على تفعيل سباق التسلح الفضائي ، فهناك معاهدة حظر استخدام الفضاء كحقل للتسلح وهي الاتفاقية التي تقدمت بها روسيا والصين عام 2002 . وكانت الولاياتالمتحدة هي الدولة الوحيدة من بين القوى العظمى في العالم التي رفضت التوقيع على قرارات الجمعية العامة للامم المتحدة والخاصة بمشروع المعاهدة الخاصة بالفضاء الخارجي .وهناك العديد من الدول الاخرى التي تتطلع إلى ابرام هذه الاتفاقية بنفس القدر الذي يسعون فيه إلى حظر التجارب النووية التي تشمل تلك التي تجرى تحت الارض والمحكمة الجنائية الدولية والاتفاق الخاص بالانبعاث الحراري إلى جانب معاهدات الالغام الارضية والاسلحة البيولوجية والكيماوية. وبرفضها التوقيع على المعاهدة الخاصة بتسليح الفضاء والاتفاقيات الدولية الاخرى التي تكتسب أهمية جوهرية فإن الولاياتالمتحدة تقف بمعزل عن العالم في محاولتها إجهاض الجهود الدولية لنزع الاسلحة والمحافظة على البيئة من خلال تلك المعاهدات. والواقع أن قضية تسليح الفضاء الفضاء هي اختبار حقيقي للادارة الاميركية للتواصل مع الدول الاخرى وإرساء لقواعد الامن لاميركا وللعام بأسره. \r\n \r\n كرياغ اسيندراث وهيلين كالديكوت \r\n اسيندراس زميل بارز في في مركز السياسة الدولية \r\n كالديكوت رئيسة معهد أبحاث السياسة النووية