\r\n ان ما تتمناه الاجيال القادمة بالفعل ان يزول خطر الارهاب قبل وقوع الاسلحة النووية في ايدي من ينتمون الى الجماعات والمنظمات الارهابية في العالم, وان تختفي بالتالي تلك التهديدات النووية من خلال تدمير المخزون العالمي من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل, وسحب بساط الذرائع من تحت اقدام الدول التي تمتلك السلاح النووي ومنع الدول التي تسعى لامتلاك التكنولوجيا النووية من تحقيق اهدافها. \r\n \r\n لقد نشأ جيل الحرب الباردة وهو يشعر بالقلق ازاء الخطر النووي. وفي الوقت الراهن تبدو الكوابيس النووية اكثر تنوعا لكنها في الوقت نفسه اقل ترويعا, فقائمة الدول التي تمتلك اسلحة نووية آخذة في الازدياد على نحو ينذر بالخطر. وكل مشترك جديد في النادي النووي يزيد من حيث لا يدري فرص تحول حرب اقليمية بغيضة الى حرب نووية, حيث ان الارهاب النووي برز في حقبة ما بعد الحرب الباردة كتهديد جديد مخيف ومرعب. فبالاضافة الى الولاياتالمتحدة التي تمتلك ولا تزال تمتلك اكبر مخزون من الاسلحة النووية, هناك ايضا روسيا التي تمتلك بدورها مخزونا ضخما من الوقود النووي وتحت حراسة سيئة مقلقة. كما ان هناك احتمالا متزايدا بأن يتسبب نظام الانذار المبكر المتداعي لدى روسيا في انطلاق صاروخ او اكثر بصورة عرضية, الامر الذي من شأنه تهديد العالم بصورة مباشرة. \r\n \r\n في هذا الاطار فان عدد الدول النووية لا يزيد حتى الان عن ثماني دول رئيسية هي الولاياتالمتحدةوروسيا والصين والهند وباكستان وبريطانيا وفرنسا واسرائيل. والخطر لا يكمن في كون هذا العدد سيرتفع الى عشر في حال انضمام كوريا الشمالية وايران الساعيتين بقوة الى امتلاك هذا النوع من الاسلحة, وانما يكمن الخطر الاكبر في انتشار هذه الاسلحة من خلال هذين البلدين الى منظمات وجماعات ارهابية عبر صفقات خارج نطاق الرقابة الدولية. \r\n \r\n هذه القضية دخلت الان على خط انتخابات الرئاسة الامريكية باعتبارها من المسائل التي تدخل في حساب الربح والخسارة لكل من المرشحين المتنافسين الجمهوري جورج بوش والديمقراطي جون كيري. فقد سبق للرئيس بوش ان كرر القول في اكثر من مناسبة بانه يعتزم وقف برامج الاسلحة النووية لدى كوريا الشمالية وايران باعتبارها ينتميان الى محور الشر, رغم انه لم يقدم حتى الان اية خطط عملية للقيام بذلك. كما سبق له وان دعا الى تشديد القيود على عمليات معالجة القنبلة النووية. \r\n \r\n اما منافسه الديمقراطي فقد عرض مقترحات بناءة تعالج تقريبا كل جوانب الاخطار النووية الحالية. وبينما ركز بوش وبشكل محدد على »دول مارقة« حسب التصنيف الامريكي مثل كوريا الشمالية وايران, فان منافسه كيري كان يفضل دائما طريقة معالجة اكثر شمولية تتضمن ما يعرف ب »دبلوماسية الازمات« مع تكثيف الجهود من اجل توفير الحماية الامنة للمخزون الروسي من الوقود النووي. وكما هو معروف فان البرامج النووية الكورية الشمالية والايرانية تشكل مركز الصدارة على الاجندة الوطنية لهذين البلدين بالرغم من ان ما نسبته 95 بالمئة من القنابل النووية ومعظم الوقود النووي موجودة لدى امريكا وروسيا. \r\n \r\n واذا كانت الهند وباكستان قد انضمتا رسميا الى النادي النووي منذ ان اختبرتا القنبلة النووية الاولى لديهما في عام ,1998 فان كوريا الشمالية تبدو هي الاخرى قريبة من تحقيق هذا الهدف, وان لم تكن بعد جاهزة بالفعل لذلك. \r\n \r\n ويزيد الانتشار المتواصل لهذه الاسلحة ايضا من مخاطر مبيعات سرية من التكنولوجيا النووية, تماما كما فعل عالم الذرة الباكستاني عبد القدير خان الذي وصف بانه الاب الروحي للقنبلة النووية الباكستانية.. ويعني هذا الانتشار المثير للرعب والقلق انتشار مكونات القنبلة النووية مثل اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم في دول ذات سلطات حكم ضعيفة وغير مستقرة ومسؤولين فاسدين, وهذا يجعل من السهل على الارهابيين الحصول على مثل هذه المواد المشعة والخطيرة, وبالتالي محاولة تصنيع قنابل نووية قابلة للاستعمال. \r\n \r\n لقد وضع الرئيس بوش قبل غزوه للعراق, كوريا الشمالية وايران بالاضافة الى العراق, في قائمة واحدة في اطار »محور الشر« لكن قراره بغزو العراق حد من الادوات الدبلوماسية والعسكرية التي بقيت للتأثير على كوريا الشمالية وايران اللتين تعلمتا بالتأكيد من التجربة العراقية, بان افضل الحماية من ضربة استباقية تكمن في امتلاك ترسانة نووية. \r\n \r\n ولم يعد هناك شيء سري حول كيفية معالجة اليورانيوم لتصنيع قنبلة نووية. كما ان الحصول على المكونات الخام ليست مسألة صعبة. وقد تعلم كل طامح لامتلاك السلاح النووي او التكنولوجيا النووية, كيف يخفي المراحل الاولى من مساعي التسلح بوصفها جزءا من برنامج الطاقة لاغراض مدينة وسلمية, وعلى الرغم من ان الولاياتالمتحدةوروسيا قد عطلتا ودمرتا الالاف من الرؤوس الحربية النووية منذ انتهاء الحرب الباردة الا ان عشرات الالاف من هذه الرؤوس لا تزال موجودة ومخبأة في مستودعات سرية بحيث يمكن اعادة تجمعيها بسرعة. \r\n \r\n وبينما يبدو المرشح الجمهوري بوش ومنافسه الديمقراطي كيري متفقان الى حد بعيد حول العديد من قضايا الانتشار النووي الا ان الخلاف القائم بينهما يكمن فقط في طريقة واسلوب تعاملهما مع المشكلات والقضايا الدولية. وسوف يقرر الناخبون الامريكيون بعد اقل من اسبوعين ما اذا كان تشدد كيري على العمل الدبلوماسي والتعاون الدولي هو الاسلوب الافضل للابقاء على حظر رسمي على اي تهديد نووي, او ان اسلوب بوش احادي الجانب في التعامل مع السياسات الخارجية هو الافضل, الشيء المؤكد انه ليس هناك موضوع اكثر اهمية من ذلك في المرحلة الراهنة من وجهة نظرهما في عام انتخابات الرئاسة الراهن.0 \r\n \r\n »دي فيلت« الالمانية \r\n \r\n \r\n \r\n