وقد قدمت الادارة الاميركية ميزانية تقدر ب (6.6) مليار دولار لوزارة الطاقة الاميركية التى تشرف على مراقبة المعامل النووية وتعمل على الحفاظ على الترسانة النووية للولايات المتحدة. وتعكس هذه الميزانية الضخمة زيادة هائلة في الانفاق الاميركى على الاسلحة النووية.وتتزامن هذه الخطوة مع تخفيض الولاياتالمتحدة المفاجىء لمخزونها النووى وسعيها لمنع بعض الدول الاخرى من امتلاك وتطوير التكنولوجيا النووية. \r\n ويمكن تبرير بعض هذه النفقات بأن الاسلحة القديمة تحتاج الى تطوير. وتبرز أهمية اجراء التجارب العلمية التى تهدف الى الحفاظ على الترسانة النووية الاميركية دون اجراء أى تجارب نووية محظورة. ويجب أن نحافظ على نشاط العلماء والمهندسين القادرين على تصميم وبناء الاسلحة النووية اذا ما تم استئناف سباق التسلح النووى مرة أخرى. وما يؤسف له هوان الادارة الاميركية تبدومصممة على استئناف سباق التسلح من جديد. \r\n وتكفل الميزانية الجديدة تمويل (الرؤوس النووية الموجهة) المثيرة للجدل. وتستطيع هذه الرؤوس النووية اختراق باطن الأرض حتى لو كانت صخرية أو أسمنتية ، ويمكنها أيضا تدمير مراكز القيادة المشتركة والغرف المحصنة الموجودة تحت سطح الارض. ويؤكد بعض الخبراء النوويين الاميركيين على حاجة الولاياتالمتحدة لامتلاك ترسانة نووية اكثر ثباتا تمكنها من التعامل مع التهديدات الجديدة الناجمة عن انتشار الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل الأخرى الى دول مثل ايران وكوريا الشمالية.ولكن الجيش الاميركى لم يعرب مطلقا عن حاجته الى مثل هذه الاسلحة. وسوف يؤدى بناء واشنطن لهذه الاسلحة الجديدة الى بروز الحاجة لاستئناف التجارب النووية التى علقها الرئيس بوش الاب فى عام 1992. \r\n والأخطر من ذلك هو أن انتاج تلك الاسلحة قد يتسبب فى الحد من قدرة الولاياتالمتحدة على تطبيق بنود اتفاقية حظر الانتشار النووية. ومن الصعب انتقاد بعض الدول مثل الصين وروسيا بسبب تطويرها لاسلحة نووية فى الوقت الذى تقوم فيه واشنطن بهذا الاجراء. \r\n وسوف يعقد مؤتمر دولى فى شهر مايو المقبل لدراسة مدى تطبيق اتفاقية حظر الانتشار النووى. وقد يتعرض هذا المؤتمر مسبقا للفشل بسبب التناقضات الواضحة فى موقف الادارة الاميركية التى تسعى جاهدة الى تطوير أسلحة نووية جديدة. \r\n \r\n دانيال شنايدر \r\n كاتب ومحلل سياسى أميركى بارز.