\r\n \r\n وخرجت من الطرفين كلمات فضفاضة وتميزت تصريحات عباس بالاعتدال والإيجابية واعتبره الجميع شريكا جيدا في عملية السلام كما امتدح الجميع الطريقة التي جرت بها الانتخابات الفلسطينية . \r\n وتقابل شارون الذي تحدث عن أهمية فترة التهدئة مع الرئيس الفلسطيني في شرم الشيخ وحمل هذا اللقاء معنى استعادة الحوار مرة أخرى بين الطرفين بعد توقف امتد عامين . وأعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن سعادته للمعطيات الجديدة للأحداث ودعا شارون لزيارته في مزرعته كما دعا عباس إلى البيت الأبيض . وفجأة بدأ مسؤولون من أنحاء العالم يتقاطرون على منطقة الشرق الأوسط ثانية فشاهدنا الرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية يقومون بزيارة مكتب شارون في القدس ومكتب عباس في رام الله بعد سنوات أحجم فيها المجتمع الدولي عن الزج بنفسه في منطقة الشرق الأوسط . \r\n والتساؤل الذي نطرحه الآن : هل أصبحنا على مقربة من إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ؟ الإجابة قطعا بالنفي . حقيقة أن هناك فترة من التهدئة وكذا كان انتخاب عباس يمثل تغييرا فعليا غير أنه يجب القول بأنه إذا لم يجر اتخاذ تحرك جوهري فاعل فلن تكون تلك الفترة سوى مجرد تلكؤ مؤقت سرعان ما يضع العنف نهاية له. وتلك البذور التي يحاول البعض غرسها اليوم يمكن أن تنبت مزيدا من العنف أخطر من السابق \r\n وشارون يمضي قدما في تنفيذ خطته أحادية الجانب للانسحاب من غزة كما لو أن الرئيس عرفات لا يزال في منصبه وأنه ليس هناك شريك في عملية السلام يمكن الحديث معه. كما أن شارون لا ينوي إزالة المستعمرات التي جرى انشاؤها بطرق غير قانونية منذ أن جاء لمنصب رئاسة الوزراء في مارس 2001 كما استمرت عملية انشاء المستعمرات في الضفة الغربية في ظل تجاهل مطبق للالتزامات التي قطعتها إسرائيل على نفسها في المرحلة الأولى لخارطة الطريق. \r\n ويشير بعض من المحيطين بشارون أنه عقب الانسحاب من غزة لن يكون هناك المزيد من التقدم السياسي وسيبقى هذا الانسحاب هو أقصى ما توصل إليه شارون خلال فترة مباشرته مهام منصبه . \r\n وقد فاز عباس في انتخابات لم ينافسه فيها أحد من جماعة حماس بيد أن هذه الجماعة قد حققت فوزا في انتخابات البلديات ووجدت حركة فتح التي ينتمي إليها عباس نفسها متورطة في انتخابات المجلس التشريعي المقررة في غضون أقل من أربعة أشهر. \r\n وفي مثل تلك الظروف فعباس غير قادر على أن يبرهن لشعبه أن سياسته يمكن أن تحقق لهم حياة أفضل ومن ثم يجد نفسه مضطرا إلى أن يرمي نفسه في أحضان جماعتي الجهاد الإسلامي وحماس وأن يصل معهم إلى اتفاق في محاولة للتوصل إلى حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين والتي تتجاوز أبعادها نطاق توجهه الشخصي وقرار القمة العربية في مارس 2002 \r\n أما البيت الأبيض الذي جعل مسألة الحرب على الإرهاب هي أولى اهتماماته منذ هجمات 11 سبتمبر فهو ينظر إلى الاجتماع الذي عقد في القاهرة تحت رعاية الرئيس المصري حسني مبارك وبمشاركة العديد من المنظمات الفلسطينية كما لو أنه مؤتمر دولي . وبدلا من تحديد موعد جديد لتنفيذ خارطة الطريق بعد أن مضت كل التواريخ التي تضمنتها نجد أن الرئيس بوش يعلن أنه (يمقت التواريخ المتكلفة) \r\n وأعلن عباس أنه ليس لديه نية لاجراء محادثات مع شارون حول المرحلة الثانية من خارطة الطريق التي تتعلق بالدولة الفلسطينية وحدودها الإقليمية وذلك لأنه يخشى أن ينتقل الصراع ويصبح نزاعا دائما على الحدود بين الدولتين وأن شارون سوف يبقي هذا الترتيب المؤقت للأوضاع إلى مالا نهاية . \r\n ومن ثم إذا اتضح أن الرؤية السياسية التي سوف تعقب الانسحاب الإسرائيلي من غزة هي مجرد مسرحية هزلية فلسوف يندلع العنف مرة ثانية. \r\n وكان بوش قد استهل ولايته بتصريحات براقة حول الشرق الأوسط غير أن الواقع الفعلي يثبت أن ما جرى على أرض الواقع لم يكن سوى صورة أخرى مكررة لحالة الضعف التي شابت فترة ولايته الأولى. فتصريحات الرئيس بوش حول رؤيته للشرق الاوسط لم تنتقل إلى واقع ملموس بعد. \r\n غير أن الوقت لا يزال للقيام بشيء والغالبية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على استعداد لاتفاق وضع دائم وأن تتحمل تبعات ذلك. فانسحاب اسرائيل من غزة يمكن أن يكون الخطوة الأولى في العملية السياسية التي تقود إلى اتفاق سلام . والولايات المتحدة يمكنها أن تشرف على تنفيذ المرحلة الأولى من خارطة الطريق وأن تشجع كلا الجانبين على التعاون فيما بينهما للتوصل الى اتفاق دائم . وإذا لم يحدث تحرك فعلي فالاحتمال الغالب هو أن تقفل الحقائق الموجودة الآن نافذة الأمل. \r\n \r\n يوسي بيلين \r\n رئيس حزب ياحد الإسرائيلي ومهندس اتفاقية جنيف \r\n خدمة غلوبال فيوبوينت خاص ب(الوطن)