لم نكن نشعر بتفاؤل عندما مارس الرئيس بوش ضغوطا حول تشكيل هذه اللجنة في فبراير 2004‚ وبالرغم من انها مشكلة من كلا الحزبين الا ان عضويتها افتقرت للاستقلالية اضافة الى ان الرئيس فشل في اعطائها الصلاحيات المطلوبة لتقوم بعملها على اكمل وجه من اجل العمل على تحديد نقاط الضعف الموجودة في الاجهزة العاملة في مجال الاستخبارات‚ \r\n \r\n ومن المحزن الا يتضمن التقرير اي شيء حول القضية المركزية وهي كيف عالجت ادارة بوش التقارير الاستخبارية بشأن ما يقال عن برامج العراق المتعلقة بتطوير اسلحة الدمار الشامل وقدمتها للجمهور من اجل دعم خطط غزو العراق‚ كل ما حصلنا عليه هو الاعتذار «فاللجنة التي شكلت لم تكن مخولة للنظر في هذه القضية» ويبدو ان هذا الامر ما كان يهمها‚ \r\n \r\n يقول التقرير ان اللجنة قابلت صناع السياسة الحاليين والسابقين حول التقارير بشأن العراق ولم يكن بوسعها تقرير كيف استخدم صناع السياسة تلك المعلومات‚ لنقارن هذا العمل بذلك العمل المتعلق بلجنة 11 سبتمبر حيث قاتل رئيس اللجنة البيت الابيض من اجل الوصول الى الوثائق ووسع تحقيقاته غير خائف واصر على ان يقدم صناع السياسة شهاداتهم امام الملأ وليس مجرد تحديد نقاط الضعف خلف ابواب مغلقة‚ \r\n \r\n التقرير صائب فيما ذهب اليه من ان ادعاءات اميركا حول برامج صدام لاسلحة الدمار الشامل «كانت خطأ قاتلا» لأن البيانات الاستخبارية كانت قديمة او مشكوكا في مصادرها وبسبب ان الاستنتاجات كانت محددة سلفا بأن «اصدام يشكل تهديدا» هذا كلنا نعرفه وليس بالشيء الجديد‚ \r\n \r\n وقالت اللجنة بجبن من الصعب انكار الاستنتاج القائل بأن المحللين الاستخباريين «عملوا في اجواء لم تشجع الاخذ بالشك» منكرة ان الرئيس بوش ونائبه ديك تشيني ووزير الدفاع رامسفيلد وفريقه وكوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي هم من خلق تلك الاجواء من خلال تقرير «الحقائق» سلفا والاعلان المتكرر عن ذلك من اجل غرس مفاهيم معينة لدى الرأي العام‚ \r\n \r\n ولم يقل التقرير ان اصحاب النفوذ هؤلاء عرفوا او كان يتوجب عليهم ان يعرفوا انه لا يتوافر اي معلومات استخبارية جديدة عن العراق وان التقارير التي نشرت كانت ملفقة من اجل التأثير على الرأي العام‚ ولو لم يكن الامر كذلك فان هذا له معنى آخر وهو ان الرئيس قدمت له معلومات خاطئة من قبل اجهزة استخبارية غير فعالة ومبتلاة بعدم الكفاءة‚ \r\n \r\n ان الطريقة التي رتبت بها الادارة المعلومات الاستخبارية عن العراق ليست مجرد حب الاستطلاع الاستخباري بل كان كل شيء مقصودا في حد ذاته‚ \r\n \r\n ومن الحيوي جدا ان يعرف الاميركيون الاجابات لانه يطلب منهم الآن قبول ادعاءات جديدة حول برامج نووية تطور في كل من ايران وكوريا الشمالية‚ \r\n \r\n ان تنظيم جلسات استماع حول هذه القضية يمكن ان يساعد جون نيغروبونتي بعد ان تتم تسميته المتوقعة مديرا للاستخبارات القومية من اجل ضمان عدم تكرار هذه الاخطاء والتفسيرات المضللة في الوقت الذي تواجه فيه الولاياتالمتحدة الآن تهديدات حقيقية من بعض الدول وليس مجرد تهديدات وهمية من العراق‚ \r\n