\r\n من بين الحقائق الواضحة التي تم توثيقها لكن لم تذكر بصراحة، الحقائق بان حكومة بوش قد فعلت القليل ازاء الارهاب قبل الحادي عشر من ايلول وان الحكومة بغزوها للعراق قد جعلتنا اقل امنا كأمة، ومن حسن الحظ ان استطلاعات الرأي تظن ان اغلبية الاميركيين قد توصلوا وحدهم الى هذه الاستنتاجات. \r\n ان ما قاله اعضاء اللجنة بوضوح ان العراق لم يكن له اية علاقة تعاونية مع القاعدة ولم يكن له اي يد في الحادي عشر من ايلول. وهاتان الحقيقتان يمكن ان تجعل كثيرا من الناس يستنتجون ان حكومة بوش قد ركزت على البلد الخطأ، وقد يكونون على حق في اعتقادهم ذلك. \r\n اذن ماذا بعد هذا؟ \r\n ان التغطية الاخبارية لتوصيات اللجنة قد ركزت على التحسينات التنظيمية: مدير جدير على مستوى وزير للاستخبارات الوطنية. ومركز وطني جديد لمكافحة الارهاب ليضمن ان وكالاتنا الاستخبارية التي يبلغ عددها حوالي خمس عشرة وكالة سوف تعمل منا بشكل جيد. \r\n الفكرتان جيدتان لكنهما متدرجتان جدا، فلو ان هذه التغييرات تمت قبل ست سنوات، لما غيرت الطريقة التي تعاملنا بها مع القاعدة ولم تكن لتمنع الحادي عشر من ايلول، لكن تطبيق هذه التوصيات سوف يؤدي الى تحسين هامشي لقدرتنا على سحق القاعدة الجديدة اللامركزية غير ان هنالك تغييرات اخرى يمكن ان تساعد اكثر. \r\n اننا اولا لا نحتاج فقط الى شخص اقوى على رأس المجتمع الاستخباري، بل الى اشخاص اكثر قدرة في كل ارجاء الوكالات، لا سيما مكتب التحقيقات الفدرالي (الاف. بي. اي)، ووكالة الاستخبارات المركزية (السي. اي . ايه). \r\n وفي فروع اخرى من الحكومة، يستطيع الموظفون ان يلتحقوا كمديرين من مستوى متوسط وعال بعد بدء مهنهم واكتساب الخبرة في اماكن اخرى. لكن المناصب الرئيسية في (الاف. بي اي) (والسي اي ايه) يشغلها الذين التحقوا وهم شبان وشقوا طريقهم فيها، وهذا اوجد تناسقا ومناعة وتجنبا للمخاطر وبلادة، اضافة الى المقدرة المتوسطة في اغلب الاحيان. \r\n ان الطريقة الوحيدة لفتح دماء خلاقة جديدة في هذه الوكالات الرئيسية تتمثل في اعادة النظر في ممارساتها المتعلقة بالتوظيف والترقيات لاجتذاب عاملين لا يعانون من اخفاقات الخيال التي تعزوها لجنة الحادي عشر من ايلول، بشكل متكرر، الى الاخفاقات السابقة. \r\n اضافة الى فصل وظيفة مدير السي اي ايه من رأس الاستخبارات الاميركية فان علينا ان نضع محللي السي اي ايه في وكالة مستقلة عن الوكالة التي تجمع الاستخبارات، فهذه هي الطريقة الوحيدة لتجنب «التفكير الشللي» الذي اعاق قدرة الوكالة على التقرير بدقة حول العراق. وليس من قبيل المصادفة ان وكالة الاستخبارات الوحيدة التي اصابت حول اسلحة الدمار الشامل العراقية كانت مكتب الاستخبارات والبحث في وزارة الخارجية وهو مجموعة صغيرة نخبوية من محللين شجعوا على ان يكونوا مفكرين مستقلين وليسوا جواسيس او صانعي سياسات. \r\n ليس المحللون الاشخاص الوحيدين الذين يجب اعادة وضعهم في مجموعات صغيرة نخبوية، فأما يجب على السي اي ايه او الجيش ان يشكل قوة كوماندوز اكبر واقدر على العلم السري لمكافحة الارهاب مع شبكة من الموظفين وشركات الواجهة التي تعمل تحت ستار غير رسمي، اي بلا حماية دبلوماسية لمساندة الكوماندوز. \r\n وحتى الاهم من اي اقتراحات بيروقراطية هو النقاش القوي من قبل التقرير حول من هو العدو وما هي الاستراتيجيات التي تحتاج اليها في المعركة، فاللجنة اصابت في تحديد التهديد، ليس على ان الارهاب (الذي هو تكتيك وليس عدوا)، بل كجهادية اسلامية يجب هزيمتها في معركة الافكار وليس في صراع مسلح. \r\n يجب علينا ان نطلع العالم الاسلامي على القيم الاكثر جاذبية من قيم الجهاديين. وهذا يعني مساعدة التنمية الاقتصادية والانفتاح السياسي في الدول الاسلامية والجهود الرامية الى اضفاء الاستقرار على اماكن مثل افغانستان وباكستان والسعودية، كما ان اطلاق عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية من جديد امر حيوي. \r\n كما اننا لا نستطيع ان نفعل ذلك وحدنا، فبالاضافة الى البرامج التلفزيونية والاذاعية من جانب الحكومة الاميركية «لكسب القلوب والعقول» فاننا سنجد عونا كبيرا من قبل مجلس اسلامي شامل يتكون من قادة روحيين وعلمانيين محترمين لتنسيق جهود العالم الاسلامي الايديولوجية ضد القاعدة الجديدة، دون تدخل الولاياتالمتحدة. \r\n من سوء الحظ اننا الان نعاني من تخلف كبير في معركة الافكار بسبب المكانة المتدنية لاميركا في العالم الاسلامي، وهذا يعود اساسا الى غزو العراق غير الضروري وذي النتائج العكسية. \r\n ان اللجنة، بتخفيف اللوم قد فشلت في الاعتراف بالامور الواضحة وهي اننا اقل قدرة على هزيمة الجهاديين بسبب حرب العراق. \r\n ان الاجماع له قيمته لكن هنالك قيمة للنقاش والاختلاف في ديمقراطية تواجه ازمة، فمن اجل ادراك واف لامكانات تقرير اللجنة فان علينا الا نعتبره نهاية النقاش بل ننظر اليه كخطة جزئية للنظر، فقد تعلم العدو الجهادي كيف ينشر الكراهية وكيف يقتل وهو ما زال يفعل ذلك بكفاءة كبيرة بعد ثلاث سنوات من الحادي عشر من ايلول. \r\n ------------------ \r\n * ريشارد كلارك رئيس سابق لمكافحة الارهاب في مجلس الامن القومي وهو مؤلف كتاب «ضد كل الاعداء: حرب اميركا على الارهاب» \r\n نيويورك تايمز \r\n