إسلام أباد : دعا موقع على الإنترنت محسوب على تنظيم القاعدة الأفراد والهيئات وكافة وسائل الإعلام لإرسال أسئلتهم إلى الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري في موعد أقصاه منتصف الشهر المقبل في أول لقاء من هذا النوع منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001 وما أعقبها من حرب شنتها الولاياتالمتحدة على القاعدة. وذكرت شركة السحاب -التي تتولى العمل الإعلامي في التنظيم- إن الظواهري سيجيب خلال ما وصفته بلقاء مفتوح على ما أمكنه من تلك الأسئلة في أقرب فرصة. وقالت الشركة الإعلامية إنها لن تتدخل في صيغة الأسئلة التي تردها عبر الموقع الإلكتروني وسوف تقوم بتوصيلها "دون أي تغيير أو تبديل، وبغض النظر عن ما إذا كنا نتفق أو نختلف" مع هذه الأسئلة. ولم تذكر الشركة فيما إذا كانت أجوبة الظواهري ستأتي بشكل مكتوب أو عبر الفيديو أو التسجيلات الصوتية. ونشرت الدعوة لأول مرة الأحد الماضي ولم يتسن التأكد من صحتها من مصدر مستقل، ولكنها نشرت مع شعار مؤسسة السحاب بما يتناسب مع التصميم المعروف لهذه الشركة جنبا إلى جنب مع صورة الظواهري. وقد ظهر الإعلان في عدة مواقع إلكترونية تستخدمها السحاب رسميا لبث رسائلها. وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية انه طلب من السائلين أن تكون أسئلتهم مختصرة وموجزة ، وأضافت الصحيفة إن منابر الجهاديين على الانترنت متاحة فقط لمن يملك كلمة السر غير أنها متابعة من قبل المنظمات المتخصصة ووسائل الاعلام ووكالات الاستخبارات. ونسبت الصحيفة إلى آدم ريزمان من معهد سايت بواشنطن القول:"" تدفقت الأسئلة من قبل زوار هذه المواقع وتركزت على السؤال على سلامة زعماء القاعدة". ونقلت الجارديان عن ريزمان قوله:" إن هذه الدعوة جزء من الحرب الاعلامية الدائرة وهي الأولى من نوعها ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الظواهري سيرد على الأسئلة التي يريد الاجابة عنها فقط". وقالت الصحيفة إن الظواهري هو أبرز المتحدثين باسم القاعدة وقد أصدر خلال العام الحالي 16 شريطا صوتيا ومرئيا بالمقارنة بأربعة فقط أصدرها زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وأضافت الصحيفة ان الظواهري ركز في شريطه الأخير على أهمية "الاعلام الجهادي في الحرب ضد العدو الصليبي الصهيوني". واعتبر خبراء ومحللون تلك الدعوة أحدث تطور لدى التنظيم بهدف الوصول إلى أوسع جمهور ممكن، حيث يسعى الظواهري إلى تقديم نفسه كزعيم رفيع الثقافة بدلا من صفة القاتل الجماعي. وقال خبير الإرهاب والأستاذ في جامعة جورج تاون بواشنطن بروس هوفمان إن المقدرة الإعلامية لتنظيم القاعدة متطورة أكثر من أي وقت مضى، وأضاف أنها:" تظهر كيف أن هذه الجماعة قادرة على استغلال قدرات الإعلام التي تنتمي للقرن الحادي والعشرين". وأشار إلى أن القاعدة تريد أن تبدو بصورة أخرى وتعطي "تصورا حول شرعية أكبر. من جهته قال رئيس مركز انتل الأمريكي لمكافحة الإرهاب المتخصص بمراقبة رسائل التنظيمات المسلحة بن فينزكه إنه لم تقم مؤسسة السحاب قبل ذلك بمثل هذا العمل الذي يجيء تطورا بالغا في ظروف تراسلها، وأضاف:" لقد اختاروا أن يفعلوا ذلك مع الظواهري، وهو أمر بالغ الأهمية".