ويصر المسؤولون العسكريون ان حجم الترسانة النووية في اوروبا، بالرغم من سريته، كان اقل من ذلك. ولكنهم اعترفوا بان هذه الترسانة لا تزال موجودة لردع الارهابيين او الدول التي يمكن ان تهدد اميركا او حلفاءها بإسلحة غير تقليدية. كما ذكر المسؤولون ايضا ان وجود الترسانة ومصيرها على المدى الطويل تسبب في توتر بين كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين في حلف شمال الاطلسي «ناتو». \r\n وذكر التقرير الذي أعده مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، وهي جماعة خاصة للحد من انتشار الاسلحة وتراقب الاتجاهات النووية، ان الاسلحة النووية قصيرة المدى مخزونة تحت السيطرة الاميركية وتنظمها اتفاقات عسكرية سرية في 8 قواعد في المانيا وبريطانيا وايطاليا وبلجيكا وتركيا وهولندا. ويحتفظ بالقنابل في ظل اجراءات امنية متشددة وفي مواقع معززة ضد الهجمات. \r\n وتجري القوات الاميركية والحلفاء مناورات لهجوم نووي في مناطق التدريب في أوروبا في حال صدور أوامر بشن غارات على مواقع اسلحة نووية او كيماوية او بيولوجية او مواقع قيادة في دول تهدد بإستخدام اسلحة غير تقليدية، استناداً الى التقرير. واكد المسؤولون العسكريون ان التدريبات مستمرة في اطار التخطيط لخطط طوارئ عسكرية. \r\n وتأتي النتائج التي توصل اليها هذا التقرير وهو بعنوان «الاسلحة النووية الاميركية في اوروبا» في الوقت الذي يعقد فيه وزراء الدفاع في الناتو بما فيهم وزير الدفاع الاميركي دوناد رامسفيلد، اجتماعا في نيس ينتهي اليوم. وذكر الكابتن كوري غرهام، الناطق بإسم القيادة العسكرية الاميركية، ان الولاياتالمتحدة لاتزال تحتفظ بترسانة عسكرية كبيرة في اوروبا لدعم مهمة الردع الاستراتيجي للناتو «للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة». ويحظر البنتاغون كشف حجم او موقع الأسلحة النووية الاميركية في اوروبا. \r\n الا ان مسؤولا عسكريا رفيعا في أوروبا قال في إطار تعليقه على التقرير ان عدد الأسلحة النووية الاميركية في أوروبا يصل الى «حوالي 200 قطعة» وقد تم «خفضه بنسبة كبيرة» في السنوات الأخيرة. \r\n واعترف معد التقرير هانز كريستنسن وهو خبير في الأسلحة النووية ومستشار للمنظمة، انه لم تكن لديه احدث المعلومات، لكنه قال ان النتائج كانت معتمدة على وثائق سرية كشفت اخيرا، وصور التقطتها الاقمار الصناعية وغيرها من الوثائق. واضاف ان الوثائق السرية التي حصل عليها في العام الماضي تؤكد ان حجم الترسانة النووية مقارب لتقديرات دراسته الجديدة. \r\n ورفض المسؤول العسكري في أوروبا كشف أسماء الدول او الاهداف التي يمكن ان تستخدم ضدها هذه الاسلحة. فيما اشار مسؤولون الى عدم وجود اقتراحات بخفض الترسانة النووية الاميركية في اوروبا، ولكن القضية تسببت في توتر العلاقات بين القيادات العسكرية والسياسية للحلفاء. وكان الجنرال جيمس جونز رئيس القيادة الاوروبية واحد كبار المسؤولين في الناتو، ذكر لمساعديه، بصفة خاصة، انه يفضل التخلص من الترسانة النووية الاميركية في اوروبا، ولكنه واجه معارضة من بعض القيادات السياسية لحلف الاطلسي. \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»