لكن هناك بعض الأمور يجب ان نفكر فيها بطريقة أكثر جدية وهناك حقائق ينبغي عدم تجاهلها او بقاؤها مغمورة في التاريخ العلمي. لأن تذكرها سوف يساعدنا من دون شك على تأمين مستقبل أكثر أمانا لجميع المخلوقات الموجودة على الأرض. \r\n \r\n يوجد لدينا نظام انذار لرصد أمواج المد الزلزالية في المحيط الهادىء لانه في التاريخ الحديث عرفنا حدوث هذه الظاهرة هناك. ولا يوجد لدينا نظام مماثل في المحيط الهندي، وهذا امر يتعلق بالتكنولوجيات التي تستطيع الدول المتقدمة تحمل نفقاتها، ولكنه يتعلق ايضا بحقيقة ان تجربتنا مع هذه الأمواج العملاقة في هذه المنطقة ليست مباشرة، ولكن اسوأ انفجار وقع في تاريخنا الجيولوجي المعروف انفجار أرضي قبل 000.71 عام بلغ طوله 100 كيلومتر في سومطرة على بعد 100 ميل من مركز الزلزال الذي وقع مؤخرا. \r\n \r\n أكبر الاسئلة التقليدية في الجيولوجيا هو السؤال: هل يمكن ان يحدث ثانية؟ بالتأكيد. هل سيحدث ثانية؟ الطبيعة لم تكن مقصرة ابدا ولكننا ببساطة لا نعرف، فالكرة الأرضية اعترتها العديد من التغيرات من حيث اليابسة والمياه والمخلوقات الحية على مر العصور، وإذا فكرنا ان الأحداث المغيرة للأرض قد انتهت فإننا نخفق في فهمنا للزمن الجيولوجي فمن المرهق للعقل ان يفكر بانه قبل 200 مليون سنة فقط كانت الكرة الأرضية قارة واحدة متماسكة وبامكان المرء ان يتخيل الانفجارات التي حدثت وقسمتها الى القارات بوصفها الحالي. فالصفائح الأرضية الموجودة تحت هذه القارات تواصل زحفها ولا تحتاج الى زلزال لتحريكها. فالزلزال الكارثي الذي حدث تحت قعر المحيط الهندي رغم انه بلغ 9 درجات على مقياس ريختر إلا انه لم يشعر به الناس تقريبا في اندونيسيا ولم يشعر به الناس في سري لانكا والهند ابدا ولكن إزاحة المياه الناجمة عن اندفاع الصفيحة الأرضية الهندية اسفل بورما احدثت امواجا بلغ ارتفاعها 10 امتار قتلت اناسا موجودين على السواحل الافريقية على بعد أكثر من 3000 ميل. وهذه المسافة قد تبدو صعبة التصديق ولكن بعد الزلزال التشيلي الكبير عام 1960 انتقلت امواج المد الزلزالية لمسافة 200.6 ميل حيث وصلت الى جزر هيلو وهاواي وقتلت 61 شخصا ودمرت العديد من المباني بامواج بلغ ارتفاعها 10 أمتار. \r\n \r\n الغريب ان امواج المد الزلزالية لا تشعر بها السفن في المحيط المفتوح لان الامواج هناك عادة ما تكون صغيرة بارتفاع 30 او 60 سنتمترا ولكنها تسير بسرعة الطائرات ولكنها عندما تقترب من المياه الضحلة تبدأ بالتكسر لأن سرعة قعر الموجات أبطأ من سرعة قممها التي تواصل تزايد ارتفاعها وسرعتها فتضرب الشواطىء بسرعة 30 الى 40 ميلا في الساعة. \r\n \r\n ففي عام 1958 حدث زلزال ميناء لتويا في ألاسكا وتسبب في انزلاق ارضي في مياه المحيط واحدث موجة مد زلزالية بلغ ارتفاعها 1720 قدما وتوجهت نحو البر ولم تنتقل عبر المحيط باتجاه هاواي او اليابان. \r\n \r\n ان احتمال سقوط كتل ارضية ضخمة في المحيط وارد دائما، فالتصدعات التي اكتشفها العلماء مؤخرا اقنعت بعض العلماء ان البركان الواقع في جزيرة لابالما أحد جزر كناري سوف ينشطر في نهاية المطاف وينزلق الى المحيط مدخلا اكثر من نصف تريليون طن من الصخور معه. \r\n \r\n بما ان موجات المد الزلزالية تتكون بالتناسب مع حجم الكتلة الأرضية التي تسقط في مياه المحيط فان هذا الحدث من المرجح ان يولد موجة ضخمة لم تُعرف في التاريخ المدون وستكون اضخم بعدة مرات من موجة خليج ليتويا، فإذا ضربت قعر المحيط الاطلسي فيمكن ان يكون ارتفاع الموجة أعلى من ناطحات السحاب في بوسطن ونيويورك وواشنطن وميامي. \r\n \r\n الخبر السار الوحيد ان البراكين عادة ما ترسل اشارات قبل ثورانها وستحتاج الموجة الى 8 ساعات لتصل من افريقيا الى الشواطىء الشرقية لأميركا، وهذا وقت غير كاف لابعاد جميع الناس الذين سيوجدون في طريقها. \r\n \r\n الأحداث المخيفة لا مناص منها وسنبقى غير مستعدين لها إذا لم ننظر بعمق أكبر الى الماضي. والتفكير بذلك الانفجار الذي وقع في سومطرة قبل 000.71 عام مكان جيد للبدء في التفكير. \r\n