استطاع شارون التغلب على الكثير من العراقيل المتكررة التي وضعها في طريقه اليمين السياسي بمن فيهم شخصيات في صفوف حزبه وقد حقق النجاح في ذلك‚ هذا النصر من أجل فك الارتباط يمثل نكسة لحركة الاستيطان‚ \r\n \r\n ولكن الائتلاف الجديد لن يقدر له على الأغلب ان يبقى متماسكا لأكثر من عام‚ فهو سيشرف على فك الارتباط مع غزة ومع بعض المناطق المحدودة في شمال الضفة الغربية ثم سيفضي به الأمر في النهاية الى الانهيار وبالتالي اجراء انتخابات جديدة قبل موعدها الأصلي بأقل من عام اي في نوفمبر 2006‚ \r\n \r\n الليكود ادخل حزب العمل الى الائتلاف لأن شارون يحتاج الى اغلبية في الكنيست من أجل ابقاء حكومته في السلطة وتنفيذ خطة الانسحاب‚ \r\n \r\n ومن جانبه انضم حزب العمل للائتلاف لأسباب مختلفة‚ تحت زعامة بيريز هذا الحزب ليس مؤهلا للعب دور المعارضة الحقيقية وهو يعتقد انه سيملك نفوذا أكبر إذا كان داخل الحكومة وليس خارجها‚ وعلينا ان نتذكر ان حزب العمل يؤمن بعملية فك الارتباط ويأمل في الاستفادة سياسيا من تنفيذها وهذا يعني انه وفي الخريف القادم على افتراض انه تم تنفيذ فك الارتباط بنجاح فإن هذين الحزبين سيفضان الشراكة القائمة بينهما‚ \r\n \r\n فالليكود الذي اصبحت لديه شكوكه الخاصة تجاه شارون سيصر على عدم اجراء اي فك ارتباط آخر وفي نفس الوقت عدم التقدم بأي مبادرة سلام جديدة ذات معنى من أجل تحريك عملية السلام‚ \r\n \r\n وحزب العمل من جانبه سيصر على تجديد العملية السلمية وإذا اصبح ايهود باراك رئيسا للحزب في انتخابات الحزب المقرر اجراؤها في يونيو القادم فانه سيطالب باجراء عمليات فك ارتباط اضافية‚ باختصار سيكون هناك القليل من الأسباب التي تدعم بقاء الائتلاف لمدة عام آخر‚ \r\n \r\n وماذا لو ان عملية فك الارتباط لم تسر بالصورة المرجوة؟ \r\n \r\n ماذا لو ان يهودا أراقوا دم يهود آخرين وساد التمرد والغضب ولم يتم التخلص من بعض المستوطنات في غزة؟ ماذا لو سادت الفوضى في غزة عقب الانسحاب الاسرائيلي ووجهت مصر والأسرة الدولية اللوم لاسرائيل على ذلك؟ \r\n \r\n في ظل هذه السيناريوهات المتشائمة فإن شارون وحكومته سيخسرون المصداقية وسيكون رد فعل الليكود هو الانحراف أكثر باتجاه اليمين‚ كما ان حزب العمل سينحرف أكثر باتجاه اليسار‚ وبالتالي فمن المنطقي ان تكون النتيجة دعوة لاجراء انتخابات جديدة‚ \r\n \r\n وإذا ثبت ان التقييم الخاص باقامة حكومة ائتلاف قصيرة العمر كان صائبا فإن ذلك ستكون له نتائج مهمة ليس لاسرائيل فقط‚ فأي حملة انتخابات تجرى في اسرائيل في اواخر عام 2005 واوائل عام 2006 ستعني «تنفيس» الزخم الذي ولدته عملية الانسحاب‚ \r\n \r\n وهذا يعني ان اي حكومة فلسطينية قادمة مع افتراض انها معتدلة وتعارض العنف سيتوجبب عليها الاكتفاء بما تم تحقيقه من فك للارتباط لمدة قد تصل الى 18 شهرا الى ان تنتخب حكومة اسرائيلية جديدة مع اعطائها الوقت الكافي لتقف على قدميها وتبدأ العمل‚ \r\n \r\n اما إدارة بوش‚ إذا كانت حقيقة مستعدة لاستغلال طاقاتها لاقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة عقب فك الارتباط فإن ذلك سيتطلب منها الانتظار لمدة اطول آخذين بعين الاعتبار ان بوش من غير المحتمل ان يورط نفسه في وضع قد يتطلب منه ممارسة الضغط على اسرائيل في فترة تشهد فيها اميركا انتخابات منتصف الفترة في نوفمبر 2006‚ \r\n \r\n والحقيقة ان بامكان شارون ان يدعو لاجراء انتخابات جديدة إذا احس ان هناك ضغوطا اميركية قد تمارس عليه في المستقبل القريب‚ \r\n \r\n وفي الوقت الذي يضمن التنفيذ الناجح لخطة فك الارتباط وان يبقى شارون زعيما لليكود في الانتخابات القادمة‚ فانه اقل احتمالا ان يقبل شارون او حزبه تنفيذ المزيد من عمليات فك الارتباط او الدخول في اي عملية سلمية جدية خلال المرحلة القادمة‚ \r\n \r\n هذا يعني ان ما تراه في هذه الحكومة الاسرائيلية هو مجرد عربة لتنفيذ فك الارتباط في غزة وشمال الضفة الغربية‚ وهذا هو ما سيحصل بالفعل‚ فأي شخص يضع الخطط لاستغلال «الزخم» الحاصل من عملية فك الارتباط للمضي قدما لما هو أكثر‚ عليه ان يفيق من احلامه قبل ان يقال له «صح النوم»‚ \r\n