\r\n ولكن غدا هو يوم جديد، ارييل شارون وشيمون بيريز يستطيعان ابتلاع اقوالهما ضد دخول حزب العمل الى الحكومة بسهولة كبيرة. وهناك عدة اسباب وراء أفضلية حدوث ذلك حتى في نظر المعارضين التقليديين لصيغة الوحدة. أغلبية دوافع المعارضين للوحدة فروع وامتدادات للأنا. بيريز لا يُحب ان يكون مُغفلا، وها هو يشحذ لسانه مرة اخرى. بدلا من التلميحات المعللة لضرورة التوجه لحكومة الوحدة بدأ يتهجم على رئيس الحكومة. شارون الذي قد يكون أكبر التجار في سوق البضائع السياسية يشعر بعد قرار مزوز بانه يستطيع الاستمرار قليلا في التنكيل بحزب العمل. \r\n \r\n هو لا يُحب ان يشعر بأنه مضغوط اذا لم يكن مضطرا لذلك. لذلك انطلقت من بطانته اصوات تنادي بالتفاوض مع يهدوت هتوراة. بنيامين نتانياهو وسلفان شالوم واهود اولمرت لم يبتدعوا «الأنا» وانما قاموا بتطويرها فقط: ادعاءاتهم الحاذقة ضد انضمام حزب العمل تخفي من ورائها حرصهم على الاحتفاظ بحقائبهم. «الأنا» الخاصة بنتانياهو مفرطة في إيغالها. هو يواصل اعداد اغلبية بديلة في حالة تزعزع مكانة شارون. \r\n \r\n الدافع الايديولوجي الوحيد موجود لدى المفدال ومتطرفي الليكود. هؤلاء مستعدون للتحالف مع كبار الشياطين ضد فك الارتباط. زبولون اورليف وايفي ايتام يعرفان نصوص التوراة. قادة هذا الحزب المتطرف مع حاخامات المفدال الذين أسكتوا مطلبهم بالاستقالة من الحكومة يقدرون عن حق ان شارون لن يسارع الى تحريك عملية فك الارتباط، والسفير الاميركي، دان كيرتسر، عزز هذا التخمين، مؤخراً، عندما قال بلباقة ان رئيس الحكومة لم يفعل شيئا بعد لتطبيق خطته التي طرحها بنفسه. \r\n \r\n دافع المفدال للبقاء في الحكومة هو السبب نفسه الذي يدعو العمل للدخول اليها. فلن يكون له تأثير على فك الارتباط بخطابه المتلعثم وأحاسيسه المعارضة التي عفا عليها الزمن وأصبحت باهتة. شارون سيحول حزب العمل الى أضحوكة في المعارضة مثلما يحول خطته الى مهزلة. \r\n \r\n على حزب العمل أن يدخل لعدم وجود احتمالية لفك الارتباط وإزالة المستوطنات في التركيبة الحكومية الحالية. من المحظور ان تكون لدى شارون ذريعة اخرى لجر الأرجل والتسويف عندما سيُصعب عليه حزب العمل والمطرودين من الحكومة في الاتحاد الوطني وكذلك الاحزاب العربية، عملية تمرير الميزانية. اذا دخل حزب العمل سيحول دون ضم يهدوت هتوراة وعلى الأقل الجائزة الموعودة بها وهي رئاسة لجنة المالية في الكنيست. نتانياهو لن يكون مستعدا للموافقة على مثل هذه الفضيحة على الرغم من أحاديثه عن ضرورة التشدد الاقتصادي. \r\n \r\n من الأفضل ان يكون حزب العمل داخل الحكومة ولو حتى من اجل الخروج منها في حالة تأكيد شارون للمخاوف التي تثور حوله في انه سيماطل في تنفيذ خطة فك الارتباط حتى آخر رمق كما فعل مع خريطة الطريق وسيعارض كل محاولة لإحداث زحزحة سياسية. شبكة الأمان من الخارج هي أضحوكة. العمل لا يستطيع ان يوفر هذه الشبكة إلا مقابل التغييرات في التشريعات الاقتصادية. شارون لن يقدم لهم هذه الراحة بالتعاون مع نتانياهو. حزب العمل سينظر الى الحكومة التي يقطن فيها الذئب مع الذئب والنمر مع النمر وهو عاجز بينما يقوم بقيادتهم شاب كبير. \r\n \r\n من المثير ان نرى كيف يسقط مفتاح حل العقدة بيد يوسف لبيد مرة اخرى. ماذا يوجد لديه حتى يبحث عنه في الحكومة الى جانب المفدال ويهدوت هتوراة؟ فما الذي يمنعه مع هذه القوة التي يتمتع بها حزبه من ان يطالب ويهدد بالاستقالة اذا لم يكف شارون عن الألاعيب واذا لم يدعُ حزب العمل للائتلاف العلماني الذي يعتبر خير ما يتمناه لبيد، حسب قوله؟ \r\n \r\n \r\n سيكون من الصعب على شارون ان يتدبر أمره مع المتمردين في داخل معسكره؟ الحياة صعبة. وستكون أكثر مرارة اذا كانت الاغلبية الاسرائيلية الصامتة المؤيدة لفك الارتباط والحكم العلماني - الذي يسعى لبيد للتعبير عنه وتجسيده - ستنحني أمام اعتبارات الأنا - أنا المبتذلة التي يطرحها المعارضون لدخول حزب العمل الى الحكومة. \r\n \r\n \r\n عن «هآرتس» \r\n \r\n