\r\n ويقول محللون ان المشكلة تكمن في ان الزعماء الايرانيين يؤمنون تماما بأن فوائد الحصول على قنبلة نووية تتفوق على العوائق, فمع وصف الرئيس بوش لهم »بالاشرار«, ومع انتشار القوات الامريكية في العراق شرقا وفي افغانستان غربا, فيبدو على الايرانيين انهم يجازفون بفكرة ان مصالحهم العليا تكمن في امتلاكهم للراّدع النووي الخاص بهم. \r\n \r\n فالدول الاوروبية, وتحديدا بريطانيا والمانيا وفرنسا, غير قادرة على ان تقدم لايران اهم ما تريد, وهو توفير الضمان بعدم قيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري ضدها. فمن دون هذه الضمانة, ستواصل ايران, حسب رأي بعض المحللين, اللعبة الديبلوماسية المتعلقة بتبديل التنازلات والبيانات ذات المضمون النووي, الى ان يظهر للعيان تورط امريكي مباشر. وفي هذا الصدد, يقول روب مولي/ مدير مجموعة الازمة الدولية للشرق الاوسط وشمال افريقيا, »لقد هوجموا في الماضي بأسلحة الدمار الشامل, ولم يقم المجتمع الدولي بأي عمل حيال ذلك, ليس هذا وحسب, بل تعامى عن ذلك تماما. ثم انهم يعيشون في منطقة تملك بعض بلدانها قدرة نووية. كما انهم مطوقون بوجود عسكري امريكي قوي, وبالتالي فانهم يشعرون بأن امتلاكهم لرادعهم النووي الخاص امر في غاية الاهمية«. \r\n \r\n ان مسألة الكرامة الوطنية بالنسبة لايران تطغى على المناقشات المتعلقة بسلاح النووي. قيقول مولي »انهم يرون انفسهم فرنسا او بريطانيا منطقة الخليج, ويملؤهم الاحساس بضرورة امتلاك القنبلة النووية«. \r\n \r\n ويجادل مولي ويقول ان الحل الديبلوماسي الوحيد يتطلب جلوس الولاياتالمتحدة الى طاولة المفاوضات, »وخلق الاحساس بأن ايران لم تعد تحت الحصار, ولم يعد النظام فيها مهددا«. \r\n \r\n على ان حسن روحاني, كبير المفاوضين الايرانيين في الشأن النووي, حاول دفع الموافقة الايرانية - التي وأدت عقوبات مجلس الامن الدولي المحتملة - بأنها خطوة مؤقتة تشكل نصرا ديبوماسيا كبيرا على الولاياتالمتحدة. وقال للصحافيين »ان ايران لم تتخل, ولن تتخلى ابدا عن دورة الوقود النووي. ولقد اثبتنا اننا قادرون على عزل الولاياتالمتحدة«. ويذكر هنا ان الولاياتالمتحدة كانت متشككة في الاتفاقية, ووصفتها بانها اكبر قليلا من الخطوة الاولى في هذا الاتجاه. فقال الرئيس بوش في هذا الخصوص »لقد وافق الايرانيون على تعليق - وليس القضاء على - برنامج اسلحتهم النووية. ان موقفنا واضح, وهو ان عليهم انهاء برنامج تسلحهم النووي«. \r\n \r\n وفي الفترة الاخيرة, اجرى سام غاردينر, العقيد المتقاعد في سلاح الجو الامريكي, والمحاضر السابق في كلية الحرب الوطنية, اجرى مقاربة حول الخيارات العسكرية الامريكية ضد ايران, ان هي مضت قدما لانتاج قنبلة نووية. ونشر تلك المقاربة في مجلة »اتلانتيك الشهرية« اما التقييم الذي وضعه الفريق المختص بجموعه, فيبين ان استعمال القوة لن يؤدي الى نتيجة ناجحة, او ان كلفته ستكون عالية جدا. \r\n \r\n ويقول غاردينر »اعتقد ان الامر الذي لا يدركه الناس هو مقدار كفة الايرانيين علينا في الوقت الراهن. ذلك ان خياراتنا العسكرية محدودة جداً, وخاصة لوجودنا في العراق. لهذا, لدى الايرانيين ارجحية لتعقيد الامور ضدنا الى حد كبير«. \r\n \r\n ويشير محللون آخرون الى علاقة ايران بحزب الله, وامكانية استخدام هذا التنظيم كوكيل لها في توجيه ضربات ضد اسرائيل في حال قمنا بهجوم على ايران. فيرى مولي/مدير مجموعة الازمة الدولية, ان افضل رهان بالنسبة للولايات المتحدة يتمثل في استغلال الفرصة الراهنة, هذا على افتراض ان التعليق المؤقت لتخصيب اليورانيوم قد اكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية- وتدخل الى الموضوع مباشرة بتقديم مقترحات على طاولة المفاوضات تعالج العديد من المخاوف الايرانية. مضيفاً بأن ذلك ربما لن يكون كافياً بالنسبة لايران كي تتخلى عن آمالها بالحصول على السلاح النووي, لكنه سيساعد في تعبئة المجتمع الدولي حول الولاياتالمتحدة للنظر في خيارات اخرى. \r\n \r\n ويقول مولي, »اذا لم يراودك الاحساس بأن محاولة مخلصة وجادة قد بذلت, فعليك ان تكون, اذاً, قادراً على الكولسة مع مجموعة من الدول ضد ايران. ذلك انك قبل ان تقوم بعمل عنيف وفظيع, فعليك باستنفاد الوسائل الدبلوماسية, او ان ترى نفسك منجزاً نحو حل سأقوم بذلك وحدي مرة اخرى«. فحتى فرض العقوبات يعتبر خياراً ضعيفاً الآن, خاصة لدور ايران الهام في سوق النفط العالمي. \r\n \r\n ويتشكك بعض المحللين بأن لدى ايران ميزانية تزيد على 20 مليار دولار من عائدات النفط بفضل ارتفاع اسعاره المذهل نتيجة الحرب على العراق. اما غاردينر فيقول ان قدرة ايران على رفع اسعار النفط الى مستويات اعلى قد تلحق اقتصاديات الدول النامية باضرار بالغة.0 \r\n \r\n كريستيان ساينس مونيتور \r\n