\r\n اما في الغرب, فتواجه تركيا حركة التحرر التوحيدي للاقاليم الكردية, مدفوعة الى ذلك من التطورات الحاصلة في العراق. وفي الخليج, يهدد الجهاد السني, بقيادة القاعدة, العربية السعودية وغيرها من امارات النفط بالخطر. \r\n \r\n ومع كل هذا, فان دعوة ادارة الرئيس بوش الى احداث تغيير في النظام في ايران, كجزء من »محور الشر«, هي التي يجب ان يحسب حسابها حيال الكثير من عدم الاستقرار الامني الراهن في ايران, وبالتالي تشفي غليل تعطشها لتحقيق الردع النووي. \r\n \r\n ومما يذكر هنا ان صناع السياسة ومحللي الشؤون الامنية هناك يقومون, ومنذ بعض الوقت, باجراء موازنة بين المنافع والمخاطر التي تترتب على البرنامج النووي الايراني. \r\n \r\n على ان حربي الولاياتالمتحدة على افغانستان والعراق, ازالتا خطرين مباشرين على ايران, الاول, انتفاء خوف ايران, على مدى المستقبل المنظور, من اسلحة الدمار الشامل العراقية, او اندلاع جولة جديدة من حرب دموية مشابهة لحرب الثماني سنوات التي اندلعت في عقد الثمانينات. \r\n \r\n وعلاوة على ذلك, سيعاني اقتصاد ايران المتعثر معاناة كبيرة في حالة فرض عقوبات دولية عليها, ولن يكون بمقدور رجال الدين الحاكمين في ايران ابداء اللامبالاة حيال قرار الزعيم الليبي معمر القذافي, بوقف برنامجه النووي, والاعتراف بان امن بلاده واقتصادها سيتعرضان لصعوبات ان هو تجاوز العتبة النووية, فالعقوبات الاقتصادية تنتزع ثمنا باهظا من موارد الحكومة في الوقت الذي تعاني من معدلات عالية من البطالة, وعلى وجه الخصوص في صفوف قطاع الشباب الواسع وغير المستقر, وفي فترة تتطلب من طهران نقل ضحايا الهزة الارضية التي ابتليت بها مدينة »بام«, من الخيام الى المنازل. \r\n \r\n ومع هذا, فاذا ظلت طهران تشعر بالخطر من عدم الاستقرار في المنطقة, ومن مطالبة واشنطن واسرائيل العلنية الصريحة بتغيير النظام فيها, فانها ستميل على الارجح باتجاه التسلح والتطوير النووي, وهكذا يكون قرار ايران باتباع طريق البرنامج النووي ام عدمه, مستندا الى اجراء حساب بين المصالح القومية والمخاوف الامنية المشروعة. \r\n \r\n ومن هنا, على الولاياتالمتحدة وحلفائها, بذل كل ما في وسعهم للتخفيف من مخاوف ايران, وتشجيع اقامة ترتيبات امنية صحيحة وقابلة للحياة في منطقة الخليج, وبالترادف مع منظمة الاممالمتحدة. ذلك ان من شأن اجراءات بناء الثقة - مثل ضمان وحدة ايران, او الاعتراف بدور ايران البناء في ادارة النزاع- ان تحقق الكثير, في مجال عدم التطوير النووي الايراني, مما تحققه سنوات, بل عقود من فرض العقوبات الاقتصادية عليه. \r\n \r\n على ان هذا الامر يتطلب من جانبه توفر رغبة الولاياتالمتحدة وادارتها للاعتراف بدور ايران الهام في تحقيق الاستقرار في المنطقة, كما تبين ذلك من علاقاتها الودية جدا مع حكومة حامد كرزاي في كابول, ومن اعترافها بالحكومة الانتقالية في بغداد. بل ان من الاشارات الايجابية الاخرى التعبير عن تأييد طلب ايران بالانضمام الى منظمة التجارة العالمية, حيث ما تزال بمرتبة مراقب فقط. \r\n \r\n ومن جانب اخر, قد تقترح الولاياتالمتحدة اسقاط اعتراضاتها على بناء ايران لمفاعلها النووي في »بوشهر«, ان علقت ايران برنامجها للتخصيب النووي, واوقفت مشروع المياه الضخم, وقبلت بعمليات التفتيش الدقيقة. \r\n \r\n وبينما لا توجد اية ضمانة على نجاح هذا الاسلوب من »القوة الناعمة«, فان الاسلوب الحالي من وصف ايران بالشيطان, وتهديدها بفرض عقوبات اقتصادية عليها, لن يؤدي الا الى دفع طهران نحو تحقيق طموحاتها النووية, اما الجمع بين الضمانات الامنية, والمنافع الاقتصادية, وتأييد الحق المشروع لايران في الحصول على تكنولوجيا نووية سلمية, ورفع غصن الزيتون لتطبيع العلاقات الدبلوماسية, ففرصة نجاحه اكبر بكثير في مجال اعادة ايران الى طريق عدم التسلح النووي من اية طريقة اخرى. \r\n \r\n * كافي افراسيابي عالم سياسي ايراني يعيش في الولاياتالمتحدة \r\n \r\n وبيروز مجتهدزاده استاذ الجغرافيا السياسية بجامعة تربية \r\n \r\n مدارس في ايران, ومدير »مؤسسة يوروسيفيك« بلندن \r\n \r\n عن صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون