\r\n كيف يسوى هذا التناقض؟ التكتيك الهاديء شوش منذ الان الصورة لدى وفد اميركي مهم زار اسرائيل وأخذ انطباعا بان التهديد الايراني لم يعد يعتبر، مثلما كان في الماضي، تهديدا وجوديا. وقبل زيارة البرادعي طرح الحل، في أن يتم الشرح تجاه الخارج بان الزيارة تركز على موضوعات فنية وطبية، ولكن في الغرف المغلقة يوضح المهنيون للبرادعي مصادر القلق الاستراتيجية لاسرائيل. ومن حديث معه يتضح انه فهم مصادر القلق هذه؛ قبل كل شيء ايران، ولكن ايضا باكستان التي ظهرت كناشرة رائدة للعلم النووي، بما في ذلك رسومات القنبلة التي بيعت الى ليبيا. \r\n \r\n المسألة الاساس امام اسرائيل هي هل المعركة على تطوير قنبلة نووية ايرانية هي معركة ضائعة؟ اذا كان الرد ايجابيا، فانه فقط مسألة وقت الى ان يصبح في حوزة طهران نووي. الاعتراف بمثل هذه الهزيمة، لاسرائيل سيكون خطأ تكتيكيا جسيما. وعلى اي حال، فان الواقع يشير الى ميل سلبي. \r\n \r\n الولاياتالمتحدة علقت في ضائقة بسبب العراق. ويكفي هذا كي تخشى ايران اليوم بقدر أقل عملية عسكرية أميركية بل وستسمح لنفسها بتطوير سلاح نووي لردع واشنطن اذا ما فكرت هذه في المستقبل بعملية ضدها.. والتوجه الى مجلس الامن لا يضمن النصر لمعارضي التحول النووي الايراني. البرادعي يقول انه لم يتم العثور في ايران على «مسدس مدخن». واذا كانت هذه هي الحال، فيحتمل ان تستخدم الصين او روسيا حق النقض - ضد مشروع قرار اميركي بفرض عقوبات على ايران. \r\n \r\n ومن هنا فان الصراع لا ينبغي ان يخرج الان عن نشاط ديبلوماسي يترافق والتهديدات. هذا النشاط نجح في تأخير النشاط الايراني. في هذا المجال تستحق فرنسا الثناء كونها تصدرت التحرك الاوروبي، بما في ذلك المانيا التي تعقد علاقات تجارية متفرعة مع ايران، ضد نشاط ايراني في المجال النووي. وسار البريطانيون مع الفرنسيين، الا انه بدا تصميمهم واهيا مؤخرا. \r\n \r\n ويبدو اليوم ان السبيل الى تأخير التحول النووي الايراني هو قبل كل شيء في نشاط اقتصادي ضدها. نافذة الفرص لنجاح هذا الصراع توشك على الانغلاق اذ يدور الحديث عن جدول اعمال مكتظ. قصير جدا - حسب تقدير اسرائيل وأطول بقليل - حسب التقدير الاميركي. في ضوء مثل هذا التطور السلبي فان على اسرائيل ان تحلل الخيارات المطروحة امامها. بدءاً بخيار القوة، وانتهاء بواقع نووي متعدد الاقطاب حيث في الخلفية يتواصل. وثمة ايضا خيار التسوية الاقليمية. \r\n \r\n البرادعي ليس مقتنعا بان في نية ايران الحصول على سلاح نووي. يحتمل ان يكون الحديث يدور عن أُمنية بتحقيق تقنية نووية ومصادر طاقة اخرى. وعلى اي حال، فان هذا سيقرب ايران من السلاح النووي. ولعل ايران تتطلع للوصول، مثل اسرائيل، الى الغموض النووي؟ البرادعي يجيب، ان الفارق هو ان ايران تخضع للرقابة النووية بصفتها موقعة على ميثاق نشر مثل هذا السلاح. ولكن رده الكامل هو انه في الوضع الراهن يجب الاخذ بالحسبان للامكانيات في أن تحصل دول اخرى وكذا مجموعات (ارهابية)، على السلاح النووي. \r\n \r\n \r\n عن «هآرتس» \r\n \r\n \r\n