صلى هؤلاء المسلمون من أجل المسلمين المظلومين في العراق وفي فلسطين ولكن كانت عواطفهم جياشة للغاية تجاه اخوانهم المسلمين في تايلاند المجاورة التي قتل فيها 87 مسلما في الشهر قبل الماضي على يد الجنود التايلانديين الذين حاولوا بكل ما أوتوا من وحشية قمع احتجاج للمسلمين وقع خارج أحد مراكز الشرطة‚ \r\n \r\n المتحدثون جميعا القوا خطبا نارية وهم يتبعون حزب المعارضة الماليزي المسمى حزب ماليزيا «باس» كما يتبعون تنظيمات اسلامية اخرى‚ هذه الخطب نالت من رئيس الوزراء التايلاندي تاكسين وطالبوا الحكومة في كوالالمبور ببذل المزيد من الجهد لدعم المسلمين التايلانديين في منطقة كانت في يوم من الأيام سلطنة مستقلة تسمى باتاني‚ يقول زين الدين عبدالله من اتحاد العمل في كيلنتان «لقد آن الأوان لباتاني ان تحارب الكفار السياميين‚ اننا سنقف مع اخواننا المسلمين في جنوب تايلاند لمقاتلة سيام»‚ \r\n \r\n تصاعد المشاعر المؤيدة للتمرد الاسلامي في تايلاند البوذية يثير قلق المسؤولين الحكوميين الماليزيين الذين يتخوفون من ان يندلع العنف عبر الحدود ويلحق الضرر بالعلاقات الودية القائمة بين كوالالمبور وبانكوك‚ \r\n \r\n يقول اندرو تان من معهد سنغافورة للدراسات الدفاعية والاستراتيجية «ان ماليزيا قد تجد قريبا شيشانا جديدة على حدودها»‚ \r\n \r\n في الاسبوع الماضي تم اضرام النيران بخمس مدارس حكومية كما اطلقت النار على أحد المسلمين كونه عميلا للاستخبارات التايلاندية مما أدى الى اصابته بجراح خطيرة‚ العنف في الأقاليم الاسلامية في تايلاند حصد ارواح أكثر من 550 شخصا هذا العام‚ تصاعد النزاع يشكل معضلة سياسية لكوالالمبور لأن حزب «باس» سيستخدم هذه القضية لكسب الدعم المتجدد بعد خسارته الثقيلة في الانتخابات التي اجريت مؤخرا‚ ولاية كيلنتان هي الولاية الوحيدة التي يحكمها «باس» والكثير من المواطنين المحليين هناك يحتفظون بروابط تاريخية وثقافية واجتماعية قوية مع سكان الاقاليم الجنوبية في تايلاند حيث يعيش أقرباؤهم هناك‚ \r\n \r\n في نفس الوقت نجد ان ماليزيا مصممة على منع ولاية كيلنتان من ان تستخدم كقاعدة للمقاتلين المسلمين في تايلاند لأن هذا قد يشكل تهديدا أمنيا محتملا للحكومة المعتدلة التي يرأسها عبدالله بداوي‚ \r\n \r\n يقول الكثيرون في كيلنتان ان المسلمين التايلانديين يعاملون منذ عقود على أساس انهم مواطنون من الدرجة الثانية من قبل المسؤولين الحكوميين ومن قبل بقية المجتمع التايلاندي‚ \r\n \r\n ويوجه اللوم الى تاكسين بالتسبب في اطلاق موجة العنف الحالية بسبب تكتيكاته التي تتسم بالبطش وبسبب تشدده في مواقفه المعادية لتظلمات المسلمين في بلاده ورفضه قبول اي مقترحات قدمت له من قادة المسلمين المعتدلين من أجل تقليل مستويات التوتر‚ وقد حذر ذو الكفل يعقوب رئيس جناح الشباب في (باس) «انه إذا لم تغير بانكوك من اسلوب تعاملها مع الجنوب فإن الشباب الماليزي سيحمل السلاح ضد تايلاند وسيعلن الجهاد لنصرة المسلمين في تايلاند‚ اننا نحذر تاكسين ونقول له لا تلعب بالنار‚ ان المسلمين لن يسمحوا لغير المسلمين بان يعاملوا المسلمين بقسوة وظلم ولا انسانية»‚ \r\n \r\n وانكر ما تردده بانكوك من اتهامات بان «باس» يقدم الدعم للمقاتلين المسلمين المتمردين‚ ويسبب القلاقل بطرق أخرى‚ وأكد ان «باس» سيقدم «الدعم المعنوي» للمسلمين في تايلاند من أجل مقاومة الظلم اللاحق بهم‚ \r\n \r\n يقول عبدالرزاق باكندا رئيس المركز الماليزي للدراسات الاستراتيجية «سيكون من الصعب وقف الناس عن عبور الحدود للانضمام الى القتال او منع اللاجئين من الحصول على ملاذ آمن في ماليزيا‚ ولكن الحكومة ستكون مصممة على منع استخدام الأراضي الماليزية كقاعدة لشن الغارات على تايلاند»‚ \r\n \r\n ويضيف «ان ماليزيا تأخذ يسياسة التعامل الايجابي مع تايلاند من أجل التوصل الى حل للأزمة ولكن انخراطها هذا تعوقه حقيقة ان اتحاد دول جنوب شرق آسيا يلتزم وبشدة بسياسة عدم التدخل المتبادل في شؤون الدول الأعضاء الداخلية»‚ \r\n \r\n ويستطرد عبدالرزاق قائلا: ان ماليزيا تشعر ان تايلاند تتعامل مع الوضع بصورة خاطئة‚ ولكنها لا تريد فعل اي شيء يمكن ان يؤثر سلبا على التعاون الآسيوي‚ \r\n \r\n ويعتقد بعض قادة المسلمين في كيلنتان انه يتوجب على الحكومة فعل المزيد خاصة ان ماليزيا هي التي ترأس حاليا منظمة المؤتمر الاسلامي‚ \r\n \r\n وقد اقترح مهاتير محمدرئيس الوزراء الماليزي السابق اعطاء جنوب تايلاند الحكم الذاتي حيث سيسمح ذلك بوجود مشاركة محلية أكبر في اتخاذ القرارات‚ ويبدو ان تاكسين امتعض من فكرة مهاتير هذه‚ \r\n \r\n في هذه الأثناء فإن معظم المحللين الأمنيين الاقليميين يعتقدون ان الوضع في جنوب تايلاند سيشهد المزيد من التدهور إلا إذا غيرت بانكوك من أسلوب تعاملها الفظ مع المسلمين لديها‚ \r\n