أكد رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق أن اعطاء الحكومة التايلندية للمحافظات التايلندية الجنوبية المسلمة درجة معينة من الحكم الذاتي سيحول دون شلال الدم المتدفق بين الجانبين. وقال عبدالرزاق في تصريح لصحيفة (بانكوك بوست) على هامش مشاركته في القمة الخامسة عشر لمنظمة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) "ان مطالبة الانفصاليين بالاستقلال او الانشقاق عن الحكومة التايلندية امر مستبعد" مفيدا بان اية مطالبة من الحكومة التايلندية يجب ان تكون ضمن الدستور الرسمي للبلاد. واضاف بان اعطاء المحافظات التايلندية الجنوبية حكمها الذاتي قد يحل جزءا كبيرا من الاضطرابات والمشاكل والاقتتال التي تعاني منها المنطقة منذ سنوات عديدة مفيدا بانه خلال الحكم الذاتي يمكن للحكومة التايلندية اعطاء المنطقة حريتها في اختيار قاداتها وتوظيف رجال الدين والتعليم فيها. وقال ان السبيل الوحيد للتغلب على العنف والارهاب في جنوب تايلند هو اسلوب الحوار الهادف والبناء بين الحكومة التايلندية والانفصاليين الاسلاميين وذلك من خلال زرع الثقة في الجماعة الانفصالية واظهار مدى اهتمام الحكومة بمصالحهم الدينية والتعليمية والقيادية. واوضح بان ماليزيا لن تتدخل في الشؤون الداخلية التايلندية وانها بصفتها دولة مجاورة لتايلند فانها ستدعم في حل القضية والتي تخص العالم الاسلامي مشيرا الى انه سيقوم في شهر ديسمبر المقبل بزيارة استطلاعية الى جنوب تايلند بمعية رئيس الوزراء التايلندي ابهيسيت فيجاجيفا. وذكر بانه يسعى من خلال هذه الزيارة توضيح موقف ماليزيا في القضية للمواطنين التايلنديين مضيفا بان هناك العديد من القضايا التي ستتم مناقشتها مع نظيره التايلندي اهمها قضية الجنسية المزدوجة والتي يعتقد بان اكثر من 25 الف شخص يحملون الجنسيتين التايلندية والماليزية. يشار الى ان وزارة الدفاع التايلندية قامت في وقت سابق بدعوة القوات المسلحة الماليزية لمساندتها في احلال السلام والامان داخل المحافظات التايلندية الجنوبية مثمنة دور جارتها ماليزيا في القضايا الامنية التي تخص المسلمين في جنوب تايلند ومساهمتها ايضا في نشر تعاليم الدين الاسلامي المعتدل في محافظاتها الجنوبية. يذكر ان اكثر من 3900 مسلم لقوا حتفهم في جنوب تايلند منذ يناير 2004 وذلك بعد التصعيد الحكومي ضد مطالب المقاومين الاسلاميين باستقلال المحافظات الجنوبية الخمس المحتلة وهي يالا وفطاني وناريثاوات وساتون وسونغكلا.