وبحسب الدبلوماسيين فإن جنوب افريقيا ونيجيريا ومصر ستقف ضد بعضهم البعض فيما يتعلق بأفريقيا. اما في اميركا اللاتينية فستقف المكسيك والارجنتين امام البرازيل لانهما لا تعتقدان انها «المرشح الطبيعي» عن القارة. ومن المتوقع ان تعارض باكستان انضمام الهند، كما لن ترتاح الصين لانضمام اليابان، وبقوتها وعلاقاتها يمكن لبكين ان تبقي طوكيو خارج مجلس الامن. غير ان الخلافات لا تقتصر على الاطار الجغرافي، ففيما ترى مصر ان انضمامها يعني انضمام دولة «عربية اسلامية» الى مجلس الامن، ترى اندونيسيا ان انضمامها يعنى ضم «الاسلام المعتدل». \r\n اما ايطاليا التي لا تريد ان تكون الدولة الاوروبية الكبيرة الوحيدة التي لا تتمتع بتمثيل دائم في مجلس الامن الدولي، فقد عملت على التقليل من فرص انضمام المانيا، واقترحت بالمقابل تخصيص مقعد واحد لكتلة الاتحاد الاوروبي، بالرغم من ان ميثاق الاممالمتحدة لا يعترف بعضوية التجمعات الاقليمية او اى شكل اخر من المنظمات، بل يعترف فقط بالدولة القومية كتعبير عن وحدات المجتمع السياسي الدولي. \r\n وحتى الان، فإن اليابان هي المرشح الوحيد للعضوية الدائمة لمجلس الامن التي عبرت الولاياتالمتحدة عن دعمها صراحة. وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول قد عبر في اكتوبر (تشرين الأول) الماضي خلال كلمة له في مدينة ساو باولو عن دعم ضمني للبرازيل، غير ان وزارة الخارجية الاميركية قالت لاحقا ان دعم باول صيغ بعناية وبشكل مشروط. غير ان روسيا لم تكن بذلك الحرص، فقد اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي خلال زيارة الى البرازيل عن دعم موسكو لانضمامها الى عضوية مجلس الامن. وبينما تعد الولاياتالمتحدة اكبر ممول للامم المتحدة، اذ تساهم بنسبة 22% من ميزانية المنظمة الدولية، تأتي اليابان في المرتبة الثانية بفارق ضئيل اذ انها تساهم ب 19.5%، فيما تحل المانيا ثالثة بنسبة مشاركة لا تتجاوز 8.7%. اما الدول الاربع دائمة العضوية وهي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، فتساهم على التوالي بنسب 6.1% و6% و2.1% و1.1%. ومن المؤكد ان تلعب القدرات المالية للبلاد المتنافسة دورا في تحديد فرصها. ويقول دبلوماسيون إن العنصر الاكثر أهمية في المناقشات الدائرة الان هو معالجة المشكلة الجوهرية وهي عدم عدالة التمثيل الدولي في مجلس الامن وضمان عدم نشوب هذه المشكلة مجددا. ولان الدول الاساسية المرشحة لنيل العضوية الدائمة وهي البرازيل، والمانيا، والهند، اليابان، اضافة الى جنوب افريقيا ونيجيريا ومصر تتمتع بشبكة علاقات قوية وجماعات ستضغط لصالحها عند التصويت، يقول الخبراء الاستراتيجيون في حملات هذه الدول، انهم سيبدأون الحملة في الجمعية العامة للامم المتحدة بمحاولة التأثير على الدول التي لها حق التصويت. ولابد لأي تعديل في تركيبة مجلس الامن الدولي من ان ينال موافقة ثلثي اعضاء الاممالمتحدة البالغ عددهم 191، على ان يصدق على التعديل ثلثا برلمانات هذه الحكومات، بما في ذلك الاعضاء الخمسة دائمو العضوية في مجلس الامن الدولي. وكان اخر توسيع لمجلس الامن قد حدث عام 1963 عندما تم توسيعه من 11 الى 15 عضوا بعد تصويت في الجمعية العامة للامم المتحدة على التوسيع، ومن ضمن الدول التي نالت العضوية الدائمة لمجلس الامن ذلك العام الصين. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»