تسعي افريقيا جاهدة إلي الحصول لنفسها كقارة علي موطئ قدم في الاممالمتحدة، تلك المنظمة التي تأسست في عام 5491 لتعبر عن خريطة القوي الرئيسية التي خرجت منتصرة في الحرب العالمية في ذلك الوقت. وبالنسبة للقارة السوداء، فإن الحصول علي مقعد دائم في مجلس الامن سوف يكون انتصارا كبيرا وخرقا لجدار النفوذ الذي تتحصن خلفه خمس دول هي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين. وهو المقعد الذي تتنافس عليه بقوة ثلاث دول افريقية هي مصر ونيجيريا وجنوب افريقيا وان كان ما سيصبح عليه وضع مصر بعد الثورة يمكن ان يكون عاملا كبيرا لحسم المقعد لصالح مصر. وقد تلقت جهود افريقيا للحصول علي مقعد دائم في مجلس الأمن دفعة قوية بتصريحات رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة ورئيس سويسرا السابق جوزيف دايس عندما قال انه بدون اصلاح حقيقي لمجلس الامن فإن المجلس سوف يفقد مصداقيته بالكامل. وقد حذر دايس من فقدان المصداقية في الاممالمتحدة كمنتدي عالمي ذي أهمية بالغة إن لم تستطع الدول الاعضاء الاتفاق علي إصلاح حجم وعضوية ونظام عمل مجلس الأمن. وأكد دايس في كلمة له امام المؤتمر الدولي حول موضوع »الحوكمة العالمية وإصلاح مجلس الأمن الدولي »أنه من غير المقبول الا يستطيع المجتمع الدولي احراز تقدم ملموس حول إصلاح المجلس علي الرغم من النقاش الدائر منذ أكثر من 02 عاما. وقال »ما لم نعقد العزم علي دفع هذه القضية فإن الاممالمتحدة ستفقد مصداقيتها وستكون مهمشة وستناقش القضايا الهامة في منتديات اخري يعتقد انها اكثر فاعلية واكثر تمثيلا لواقع الوضع الراهن«.. متسائلا عما اذا كان اصلاح مجلس الامن قضية تثير الرهبة لهذه الدرجة.. وقال »ألا توجد اية طريقة لتخطي الانقسامات وصياغة اتفاق يعد مكسبا للجميع ويكون مقبولا لغالبية الدول الاعضاء«. يذكر ان هناك مشروعا افريقيا لتوسيع مجلس الامن تقدمت به القارة السوداء منذ سنين وينص علي رفع عدد أعضاء مجلس الأمن الدولي إلي 62 مع ستة مقاعد دائمة العضوية يتمتع كل منها بحق الفيتو، اثنان منها لإفريقيا، وخمسة مقاعد غير دائمة اثنان منها ايضا لإفريقيا. بينما ينص مشروع مجموعة الاربع علي توسيع مجلس الأمن من 51 إلي 52 عضوا مع اضافة ستة اعضاء دائمين لايتمتعون بحق النقض، اثنان منهم لإفريقيا، واربعة اعضاء غير دائمي العضوية. ولكي يتم إقرار مشروع الإصلاح يفترض ان يحظي بموافقة ثلثي الجمعية العامة للأمم المتحدة اي 821 صوتا من اصل 191. ودعم الكتلة الافريقية التي تعد 45 عضوا أمر اساسي لتمرير النص. لكن الامر سيستدعي في النهاية تغيير ميثاق الاممالمتحدة وهنا يمكن للأعضاء الدائمين استخدام حق النقض لوقف القرار والمشكلة ان الولاياتالمتحدة تعارض بشدة هذا المشروع وغيره من المشروعات الاصلاحية الا خري المقدمة للمجلس . ورغم المعارضة الامريكية تبقي افريقيا الاكثر حظا للحصول علي مقعد دائم في مجلس الامن في حالة البدء فعليا في تنفيذ خطط الاصلاح لانها لايمكن أن تواجه بالاعتراضات التي يمكن للكتل الاخري ان تواجهها. فأوروبا لها عضوان دائمان في مجلس الأمن هما فرنسا وبريطانيا فما الحاجة إلي عضو جديد مثل المانيا كما يتبني احد المقترحات. كذلك تواجه باقي الدول برفض من منافسيها التقليديين، فمثلا تعارض باكستان طلب الهند، وتعارض المكسيك طلب البرازيل، كذلك تتحفظ الصين علي انضمام اليابان كعضو دائم. وقد يكون العنصر الحاسم بالنسبة لإفريقيا هو قدرتها علي اجراء تحولات ديمقراطية حقيقية تحسن من صورتها السياسية كثيرا. وهذا ما بدأ بالفعل في تونس ومصر ويواجه مقاومة لكنه يحدث في ليبيا خاصة وانه من غير المستبعد ان تنتقل هذه العدوي إلي باقي الدول الافريقية التي لم يصلها قطار الديمقراطية بعد مثل زيمبابوي.