ويتمثل أكثر الجوانب البارزة في قرار اللجنة الأوروبية في الخطوات التي اتخذتها لتهدئة الشكوك الأوروبية بان انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي لن يضيرهم شيئا‚ فقد وضعت اللجنة ضوابط للتأكد من عدم اقدام تركيا على ابطاء او قلب عجلة التحديث ولوحت بامكانية فرض ضوابط دائمة للتأكد من ان انقرة لدى التحاقها بالاتحاد الأوروبي لن تعمل على افقار زملائها الأعضاء عبر الاخلال بالموارد المخصصة من الميزانية او ضخ أفواج ضخمة من العمالة الرخيصة في مدن تلك الدول‚ \r\n \r\n وتحتاج اللجنة الأوروبية لدعم اصوات الدول الأعضاء القلقين إذا ما تم المضي قدما في المشروع الخاص بتوسعة الاتحاد حيث انضمت اليه 10 دول من مايو الماضي ليرتفع العدد الى 25 دولة‚ \r\n \r\n لقد أدى الجدل حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي الى حدوث انشقاق في وجهات النظر الأوروبية‚ إلا ان قرار اللجنة الأخير قد اظهر انتصار أصحاب الرأي ممن يؤيدون عضوية تركيا‚ \r\n \r\n وتتركز حجج المتشككين والمعارضين الرئيسيين في ان تركيا بلد شاسع وفقير والأكثر أهمية من ذلك كله انها دولة مسلمة‚ كما ان تركيبتها الجغرافية خاصة في قارة آسيا ومتاخمتها لدول مثل سوريا وايران والعراق تعمل في غير صالحها‚ وثلث سكانها لا يزال يعمل بالفلاحة وتبلغ نسبة دخل الفرد فيها بالنسبة للناتج المحلي الاجمالي حوالي 29% من متوسط الدخل في الاتحاد الأوروبي‚ \r\n \r\n وتعمل مثل هذه النواقص على تجفيف الخزائن الأوروبية عبر امتصاص المساعدات الزراعية والاقليمية او تسريع تدفق الأفواج الضخمة من المهاجرين نحو أوروبا وحرمان الأوروبيين من الوظائف‚ \r\n \r\n إلا انه في الوقت نفسه بمقدور حجم سكان تركيا ان يحولها من بلد فقير الى احدى أقوى الدول في الكتلة الأوروبية متجاوزة بذلك فرنسا او حتى ألمانيا‚ لكن عقيدة تركيا الاسلامية تمثل أكبر العقبات التي تقف أمام تحقيق هذا الحلم‚ حيث يرى المعارضون لانضمامها انه وفي اعقاب هجمات 11 سبتمبر وانتشار المد الاسلامي يبقى وصفها كدولة مسلمة كبرى غير متكافىء مع الغرب‚ الليبرالي المتحرر‚ \r\n \r\n وتتطابق هذه الرؤى مع الاعتقاد الواسع الانتشار في قلب أوروبا المحافظ بضرورة بقاء الاتحاد الأوروبي كتلة مسيحية العقيدة كأمر جوهري‚ وهذا ما دفع بالرئيس الفرنسي جاك شيراك بان يعد باجراء استفتاء حول انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي بغض النظر عن قرار اللجنة والذي أكد انتصار التيار المتفائل على المتشائم بين المؤيدين والمعارضين وابدى ثقته في تركيا بفضل التقدم الذي رأى انها أيدته في مجال الاصلاحات الديمقراطية وحقوق الإنسان‚ \r\n \r\n كما رأى ان اقصاء تركيا عن النادي الأوروبي سيعد خطوة للوراء تجاه التقدم الذي احرزه الاصلاحيون وضربة قوية في مواجهة العالم الاسلامي‚ كما ان مكافأة انقرة ببدء محادثات الانضمام سوف يمكن من استقلالها كمنارة تشجيع لبقية العالم الاسلامي‚ \r\n \r\n وعلى الرغم من هذه الصورة الوردية إلا ان اللجنة تمسكت بضرورة مواصلة المفاوضات الخاصة بانضمام تركيا مرهونة فقط باستمرار مضي تركيا في طريق الاصلاح وان مراقبة لصيقة ستتم للتأكد من ذلك مهددة بفض المفاوضات في حالة حدوث تقاعس‚ \r\n \r\n ومع هذه التحفظات إلا ان اللجنة تركت انطباعا بثقتها في عدم اخلال تركيا بوعودها بمواصلة الاصلاحات‚ \r\n