\r\n اؤمن بان الاغلبية الساحقة من المستوطنين سيغادرون منازلهم بمبادرتهم، وسيعودون الى نطاق اسرائيل. بأسف شديد ولكن دون مظاهر عنف، وكي يتحقق هذا، فان على رئيس الوزراء ان يوضح للمستوطنين ولمواطني اسرائيل جميعا عدة امور. \r\n \r\n اولا، عليه ان يشرح رؤياه، اي: ليس فقط من اين سنخرج، بل أيضا الى اين نسير. شارون سبق أن لمح بالنسبة للحاجة الديمغرافية في فك الارتباط عن الفلسطينيين، ولكن هذا لا يكفي. خطة فك الارتباط لا تعد جزءا من سياسة بعيدة المدى، ولهذا يسود حرج بالنسبة للهدف الذي تقود اليه. اذا كان شارون يريد دولة ديمقراطية تكون وطنا للشعب اليهودي وعضو في أسرة الامم، فان عليه ان يصرح عن ذلك ويشرح بوضوح ان اقامة دولة فلسطينية براغماتية هي مصلحة اسرائيلية. عليه ان يشرح كيف يقربنا فك الارتباط من الهدف. \r\n \r\n ثانيا، الى جانب رؤياه في موضوع النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، فان على رئيس الوزراء ان يشرح للجمهور رؤياه في السياق الاسرائيلي الداخلي ايضا. عليه ان يفتح النقاش الضروري حول طبيعة اسرائيل كدولة ديمقراطية ودولة الشعب اليهودي. على النقاش ان يركز على المعنى الرمزي لدولة الشعب اليهودي. \r\n \r\n ما هو مدى الصلة بتقاليد اسرائيل في رموز الدولة وفي انماط الحياة، في ضوء الحرية والمساواة التامة في الحقوق والتي ينبغي ان تتمتع بها كل الاقليات التي تعيش في الدولة. \r\n \r\n ثالثا، على رئيس الوزراء ان يثبت للمستوطنين بان اغلبية الشعب مصممة في تفضيلها دولة يهودية وديمقراطية على الواقع الراهن، وعلى الامر ان يتم بالادوات الديمقراطية المحفوظة للقرارات الحاسمة المحملة بالمصائر. أغلبية مطلقة في الكنيست او حملة انتخابات. \r\n \r\n رابعا، في اطار النقاش الجماهيري على شارون ان يعيد تعريف قاموس الاصطلاحات الوطنية بحيث يحصل المستوطنون على الاعتراف بمساهمتهم للدولة وتحقيق الصهيونية، اولئك الذين بفضلهم يعترف العالم بحدود اسرائيل. على رئيس الوزراء ان يدعو المستوطنين الى الانضمام الى تجسيد الحل الصهيوني المتجدد. \r\n \r\n واخيرا، على شارون ان يوضح بانه لا توجد اي اعتبارات غريبة في انعطافته الايديولوجية. غياب اتهام بالرشوة لا يعطي شرعية لقيادة الدولة في ايام عاصفة كهذه دون اعطاء شروحات. لقد وصم شارون في اختياره الامتناع عن الشروحات للجمهور حق المتهم في المحكمة، ولكن ليس حق الزعيم المنتخب. الفساد في مؤسسات السلطة شكل غير مرة ذريعة لتغيير الحكومة. \r\n \r\n اجواء جماهيرية كهذه من شأنها ان تسحب التكليف لرئيس الوزراء بتنفيذ فك الارتباط. اؤمن ان شارون يرى في فك الارتباط وسيلة لنجاح اسرائيل وبقدر ما أتحفظ على أنه لم يتحدد هدفه بعيد المدى برأيي يجب تأييد تطبيقه. يمكن للخطة ان تكون خطوة هامة نحو تسوية دائمة مع الفلسطينيين، ولكن اذا لم تجري ادارة سليمة لها، ولا سيما في كل ما يتعلق بعلاقات رئيس الوزراء مع معسكر المعارضين، فان من شأنها ان تؤدي الى نهاية الصهيونية. \r\n \r\n