يظهر على حين غرة أنه لا يسيطر على حزبه في جهوده الدراماتيكية لانقاذ الدولة من مستنقع الاحتلال. معارضة قلة متطرفة تملي جدول أعمال وطني لانتحار جماعي يجب أن تثير النفور لدى معظم الشعب الراغب في فك الارتباط. \r\n \r\n رياح الشر تهب أساساً من معسكر الليكود. هناك مصدر الأزمة واللذع والاهانة والتشهير. وهناك من يخشى فقدان الحقيبة وكأنها ضلع من ضلوعه. وهناك من يلعب لعبة مزدوجة: فقد صوت لصالح فك الارتباط، ولكنه لا يعتزم تأييده في التنفيذ الفعلي. بعض منهم تذكر فجأة أنه يريد الاصوليين في الحكومة لعرقلة شيمون بيريز. \r\n \r\n أو، كبديل، لاخراج شينوي من الحكومة. ولكن ليس لدى بيريز نفسه معارضة لضم اغودات يسرائيل إلى حكومة الوحدة. وهو يقول «اذا كانت شينوي قد تدبرت أمرها مع المفدال، فبوسعها أن تتعايش أيضا مع حزب أغودات يسرائيل». \r\n \r\n ردود فعل الوزراء والنواب من الليكود ضد المحاولة لاقامة حكومة وحدة وطنية، بدوافع ذاتية محضة تثير السؤال: الى أي درك يمكن الهبوط أكثر من ذلك؟ أين أيام المسئولية الوطنية التي جلس فيها مناحيم بيغن ويوسف سفير، قادة جاحل (كتلة حيروت والليبراليين)، نحو سنتين دون حقائق، دون حسابات واحتسابات تافهة. \r\n \r\n في «حكومة التكتل الوطني»، مع اندلاع حرب العام 1967؟ان وصف انضمام العمل إلى الحكومة كرغبة شديدة لا يمكن السيطرة عليها، لهو أمر محرج. شارون يحتاج العمل كي ينفذ خطته. اذ لا توجد أغلبية لمبادرته لفك الارتباط في حكومته وفي حزبه. فالتمرد المنفلت العقال لبعض من متفرغي الليكود. \r\n \r\n الذين بفضله وصلوا إلى الكنيست لم يترك له خيارات كثيرة. التهديد بالانتخابات ليس عملياً. فهو من شأنه أن يجد نفسه أمام «بيبي على رأس كتلة تضم 61 نائبا يعارضون فك الارتباط». في مثل هذه الحالة لا انتخابات ولا شارون - بل بنيامين نتانياهو، الرجل الذي ركل من السلطة بأغلبية لم يسبق لها مثيل في اسرائيل سيحتل رئاسة الوزراء». \r\n \r\n وبينما تمور الساحة السياسية بالثرثرة، والسخرية والتآمر ويبقى السياسيون متحفزين ومعهم بقية متنعمي السلطة، غدت اسرائيل هدفا للتنديد والنبذ الدوليين في كل المواضيع وفي كل اللغات. فهي توصف كدولة أبرتهايد وكدولة ترفض حقوق الانسان، تقتل الأطفال والمعوقين. وبينما يتحقق التهديد الديمغرافي، تكاد الهجرة إلى اسرائيل تتوقف. \r\n \r\n يهود في أزمة في جنوب أفريقيا وفي الأرجنتين فضلوا عدم الهجرة إلى اسرائيل. وحتى الهجرة من روسيا تتجه منذ زمن إلى اوروبا وأميركا. فهل يستحق الأمر فقدان هذه الهجرة، على ألا نمس بضعة آلاف من المستوطنين الذين يقتل أفضل جنودنا لحمايتهم ليل نهار؟ \r\n \r\n بيريز وشارون أدارا بينهما محادثات أكثر مما نعرف، وليس بالضرورة سادت دوما علاقات الثقة بينهما. ولكن هذه المرة يؤمن بيريز بأن شارون توصل إلى الاستنتاج بأنه لا يمكن توفير الأمن إذا ما احتفظنا تحت حكمنا ب 4,1 مليون فلسطيني في غزة كرهائن لبضعة آلاف من المستوطنين، وأنه صمم على تنفيذ فك الارتباط وإخلاء المستوطنات. \r\n \r\n وهو لا يمكنه أن يفعل ذلك في حكومة وحدة بدون العمل. وبيريز، ذو التوجه العالمي كان يقول دوما: في الشرق الاوسط تقرر الامور ثلاث معطيات: يوجد هنا 8 في المئة من سكان العالم، و2 في المئة من اقتصاد العالم، و65 في المئة من الارهاب العالمي. ومحظور الوصول إلى نقطة يحاسبنا فيها العالم على أننا لم نساهم في تجفيف المستنقع. \r\n \r\n الاعلام ينشغل بالتوافه: من يدبر من ومن يخوزق من. ولكن شارون، الذي يستجيب لأمن اغلبية الشعب، مصمم في قرارة نفسه على توفير الأمن، وهو يحتاج إلى العمل ليس فقط لضمان الأغلبية، بل أيضا للحصول على المصداقية الدولية. ولا يمكن أن يعاد إلى دولة فقدت هذا القدر الكبير من لمعانها منذ أن تطلعت لان تكون منارة للآخرين، تصميمها وكرامتها مع المهرجين فقط. \r\n \r\n \r\n عن «هآرتس» \r\n \r\n