السلطات الإسرائيلية تدمر كل ما يشهد اليوم أو قد يؤكد مستقبلا أن هنالك شعباً اسمه الشعب الفلسطيني وكياناً وأرضاً ووطناً اسمه فلسطين حتى لو لم تعلن الدولة حتى الآن. مثال على التدمير رفح الحدودية. يقول بيتر هانسن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين: إن العالم ركز انتباهه لبرهة على أعمال التدمير في غزة في مايو الماضي، لكن عندما غادر المصورون والصحفيون المكان استمرت الجرافات في عملها الدؤوب، وجرفت قطاعاً عريضاً من رفح وسوَّته بالأرض يوماً بعد يوم وليلة تلو ليلة، ولم يشهد هذا الدمار سوى أولئك المشردين ويبلغ عددهم 23740 شخصاً، تعرضت بيوتهم للتدمير أو التلف حتى نهاية أغسطس. \r\n \r\n واستطرد هانس: عندما يفقد نحو 25 ألف شخص منازلهم في غزة و4 آلاف آخرين في الضفة الغربية، فإن ذلك يدل على وجود معاناة حقيقية. كما أن تشييد أونروا مدارس تسع 1300 مقعد للأطفال الذين رأوا منازلهم تتعرض إلى الهدم أمام أعينهم يبرهن بصورة فظيعة على حجم المأساة. وكلام هانس الأخير جاء في مناسبة تسليم الأونروا 103 مساكن جديدة إلى عائلات في مخيم رفح للاجئين. لكن التسليم كان دون احتفال، بسبب قيام الجيش الإسرائيلي بتقسيم قطاع غزة إلى 3 أقسام ما جعل الوصول إلى رفح من المستحيل. \r\n \r\n والى جانب مدرسة الأونروا ووحدتها السكنية فإن المرحلة الأولى من مدينة زايد شمال قطاع غزة قد انتهت. المدينة موَّل بناءها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة \"حفظه الله\"، ويجري الإعداد لتوزيعها على الأسر الفقيرة والمتضررين الذين هدمت القوات الإسرائيلية منازلهم. وقد رصد الشيخ زايد لهذه المدينة مبلغ 250 مليون دولار، وهي تضم 3500 وحدة سكنية، وتسلم على 4 مراحل. \r\n \r\n من جهة أخرى قرر رئيس الدولة أيضاً بناء 400 وحدة سكنية في منطقة رفح، تصل تكلفتها إلى 15 مليون دولار، ويتم توزيعها على من دُمرت منازلهم في المخيم. \r\n \r\n إلا أن السؤال المطروح هو: إلى متى؟ إلى متى ستبقى إسرائيل تقصف وتدمر وتجتث... ما تفعله الأونروا في فلسطينالمحتلة وفي المخيمات في الشتات واجب دولي تشكر عليه. رغم أن أهل المخيمات يشكون من التقصير ومن قلة المدارس والأشغال والموارد والمشافي. أما ما تقوم به دولة الإمارات وعلى رأسها الشيخ زايد فهو عمل أخوي مشرف يفتخر به كل عربي، ويعطي الأمل لكل مكلوم فلسطيني يشعر بالوحدة واليأس وقلة المروءة بأنه لا يزال هنالك أمل... وأن الدمار الذي تنشره إسرائيل على الأرض الفلسطينية لن يبقى دماراً طالما هنالك أمل في البناء، وبناء بالفعل. \r\n