وعقد الرئيس بوش في مزرعته بكروفورد بولاية تكساس، مؤتمرا آخر عبر الفيديو أول من أمس مع مستشاريه لشؤون الأمن القومي لمناقشة طائفة من الأوامر التنفيذية التي يعتزم اصدارها هذا الأسبوع وفقا لما قاله مساعدوه. ويأمل مسؤولو البيت الأبيض أن تؤدي تلك الخطوات الى تخفيف الضغط السياسي الرامي الى اجراء تغيير عاجل أكثر جذرية نتيجة لتوصيف لجنة الحادي عشر من سبتمبر من أجل تدقيق نظام الاستخبارات في الولاياتالمتحدة. \r\n وفي البنتاغون دعا وزير الدفاع دونالد رامسفيلد سبعة من المسؤولين السابقين في مجال الدفاع وتنفيذ القوانين لتناول الغداء مع وزير الأمن الداخلي توم ريدج لمناقشة توصيات اللجنة والبحث عن معالجات قصيرة الأجل يمكن اقتراحها بينما تجري دراسة اعادة الهيكلة الأكثر تعقيدا. وقال ويليام كوهين وزير الدفاع في عهد ادارة بيل كلينتون ان «الضغط سيكون عليهم للقيام بشيء ما في الأجل القصير. فما الذي يمكنك فعله في الأمد القصير بدون خلق مشاكل أخرى»؟ \r\n وقال كوهين ان «الكرة المتدحرجة التي يتزايد زخمها» هي طائفة من الاقتراحات المثيرة للجدل التي قدمتها اللجنة بعد تحقيقها في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على مركز التجارة العالمي والبنتاغون. ومن بين المقترحات تعيين مدير استخبارات قومي في المكتب التنفيذي للرئيس يقوم بالتنسيق والاشراف على وكالة المخابرات المركزية و14 من وكالات الاستخبارات الأميركية الأخرى. والاقتراح الآخر يقضي بجمع مسؤولين من وكالة المخابرات المركزية والجيش ومؤسسة تنفيذ القوانين للتخطيط لعمليات مكافحة الارهاب في الولاياتالمتحدة وفي الخارج. ويتطلب الأخير رفع القيود على مشاركة الجيش والاستخبارات في الشؤون الداخلية. \r\n وقد أقرت عوائل ضحايا الحادي عشر من سبتمبر والمرشح الديمقراطي للرئاسة السناتور جون كيري توصيات اللجنة، ولكن بعض خبراء الاستخبارات يحذرون من أن الاقتراحات الرئيسية قد لا تحل المشاكل التي جرى تشخيصها خلال العامين المقبلين. \r\n والرئيس بوش، الذي لم يكن مع فكرة تشكيل اللجنة، قال لاحقا إنه ليس مستعجلا على القيام بإصلاحات أخرى، لكنه الآن قرر أن عليه أن يقوم بشيء ما، حسب ما يقول مساعدوه. ويقول مسؤولون من البيت الأبيض والكونغرس إن بوش يسعى إلى اسكات الانتقادات التي يوجهها الديمقراطيون له بأنه لم يقم بما يكفي لمعالجة ما اعتبرته اللجنة بأنه فشل ذريع في شل أي إمكانية لتنفيذ مخطط إرهابي ما. وأمضت اللجنة المكلفة بالتحقيق في هجمات 11 سبتمبر ما يقرب من 20 شهرا في أداء هذه المهمة لكنها خصصت الشهر الماضي كله لمناقشة مسألة إصلاح أجهزة الاستخبارات الأميركية، حسبما قال أعضاء في اللجنة. وحددت قضايا معينة لإجراء التحقيق بخصوصها ولمتابعة نقاش لاحق يقوم به أعضاء اللجنة مع كادر الموظفين المعنيين أنفسهم. وقال الديمقراطي لي هاميلتون نائب رئيس اللجنة «استغرقت هذه العملية شهرا واحدا حيث قبل البعض بسهولة المشاركة بينما عارض البعض الآخر». وكان هاميلتون ورئيس اللجنة الجمهوري توماس كين الشاهدين الوحيدين في جلسة الاستماع التي جرت أمس أمام لجنة الشؤون الحكومية التابعة لمجلس الشيوخ. \r\n وكان المقترح الذي أثار نقدا من رؤساء سابقين لوكالة الاستخبارات المركزية وبعض مسؤولي البيت الأبيض هو ذلك الخاص بتشكيل مركز قومي لمكافحة الإرهاب داخل المكتب التنفيذي الخاص بالرئيس. وقال هاميلتون إنه أيد الفكرة باعتبارها وسيلة لتحقيق التنسيق بين العديد من الوكالات وفروعها في جمع المعلومات الاستخبارية وفي التخطيط الميداني، وهذا يشمل الإجراءات السرية في الداخل والخارج. وأضاف هاميلتون «من المنطقي أن يكون موقع ذلك المركز داخل البيت الأبيض لأنهم سيقومون بتحليل الكثير من المصادر وعليهم القيام بالإجراء المناسب مع موافقة الرئيس المباشرة». وحينما سئل عما إذا كانت اللجنة قد تدارست المشاكل المترتبة عن ذلك حينما يقوم البيت الأبيض بالإشراف المباشر على عمليات سرية، قال إن اللجنة كانت لديها «مخاوف حقيقية» في هذا الشأن. \r\n كذلك يحاجج بعض المتشككين في صحة توصيات اللجنة بأن التنسيق والمشاركة في المعلومات المتعلقة بالتهديدات الخطيرة بين الوكالات الحكومية قد تحسن كثيرا منذ هجمات 11 سبتمبر .2001 فعلى سبيل المثال هناك عنصران من عناصر مركز مكافحة الإرهاب المقترح تديره وكالة الاستخبارات المركزية وهذان هما مركز دمج التهديد الإرهابي ومركز مكافحة الإرهاب في «سي آي إيه». وكلا المكتبين لا يخلط بين العمليات الداخلية والخارجية والتي اعتبر أعضاء اللجنة ذلك شيئا ضروريا للتعامل مع التهديدات الإرهابية. \r\n وتحت العمليات الجارية حالية هناك اجتماع يومي يجري في الساعة الخامسة مساء بين مكتب «سي آي إيه» الذي توضع في المادة المتعلقة بجدول تهديدات يوم غد كي تقدم إلى الرئيس في الصباح اللاحق. وفي اجتماع البيت الأبيض حيث يكون مدير «إف بي آي» روبرت موللر ورئيس «سي آي إيه» بالوكالة جون ماكلوخلين حاضرين عادة، لإعطاء التوجيهات لعمليات مستقبلية في الداخل والخارج وتتم مناقشة كل هذه القضايا حسبما قال مسؤول استخبارات رفيع. \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الأوسط»